أعمال عنفٍ بحقّ مسلمين في كشمير

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو يدّعي ناشروه أنّه يظهر أعمال عنفٍ بحقّ مسلمين في كشمير.

إلاّ أنّ الفيديو لا علاقة له بتصاعد أعمال العنف أخيراً هناك، بل هو منشورٌ منذ العام 2019 على أنه لاحتجاجات في الهند ضدّ قانون الجنسيّة.

ما مدى صحة الفيديو المتداول عن أحداث عنف في كشمير؟

يظهر في الفيديو شارعٌ صغير تسوده الفوضى وأشخاصٌ يتعرّضون للضرب من عناصر يبدو أنّهم عناصر أمن. وقد جاء في النصّ المرافق “كشمير تُذبح… المسلمون في الهند الآن”.

حظي الفيديو بعشرات آلاف المشاركات والتعليقات المتضامنة مع إقليم كشمير، نظراً لما تثيره الاضطرابات في هذا الإقليم من اهتمامٍ بين مستخدمي مواقع التواصل في العالم العربي، على غرار كثير من القضايا التي تطال جماعات مسلمة في العالم، مثل بورما والصين.

ما قصّة إقليم كشمير؟

تتنازع الهند وباكستان منذ استقلالهما عام 1947 على إقليم كشمير المقسّم بينهما. وتقاتل مجموعات متمرّدة القوات الهندية هناك، وتطالب باستقلال كشمير أو إلحاقها بباكستان.

ويتصاعد الغضب في هذه المنطقة الواقعة في جبال الهيملايا منذ العام 2019، عندما ألغت نيودلهي الحكم شبه الذاتي للمنطقة ووضعتها تحت سلطتها المباشرة. ويقول سكان الجزء الذي تقطنه غالبية مسلمة إن القمع اشتد منذ ذلك الحين.

لمَ عاد الحديث عن كشمير؟

ظهرت هذه المنشورات في ظلّ تصاعد العنف في الأيام الماضية، مع مقتل مدنيين قال بيان منسوب لـ”جبهة المقاومة” في كشمير إنهم من المتعاونين مع قوات الأمن الهندية.

وبحسب السلطات الهندية، بلغ عدد المدنيين الذين قتلوا في كشمير هذا العام 29.

هل للفيديو علاقة بالأحداث الأخيرة؟

بعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى نسخة أوضح منه منشورة في موقع يوتيوب في كانون الأول/ديسمبر 2019.

وقد جاء في النصّ المرافق أنّ المشاهد تظهر قمع تظاهرة ضدّ قانون الجنسيّة.

وكانت الهند تشهد آنذاك صدامات إثر احتجاجات ضدّ هذا القانون المثير للجدل الذي أقرّته الحكومة القومية الهندوسية، واعتبر مناهضاً للمسلمين. وعزّز القانون مخاوف الأقليّة المسلمة التي تعدّ 200 مليون نسمة من أصل مليار و300 مليون نسمة في الهند، من تحويل المسلمين إلى مواطنين من الدرجة الثانية في بلد يشكل فيه الهندوس نسبة 80% من السكان.