النظام الصيني يحارب الناشطين.. “قول الحقيقة بشأن كورونا ممنوع”

  • هناك العديد من الأشخاص الذين كشفوا عن حقائق بشأن تفشي “كورونا” في الصين
  • الحزب الشيوعي الصيني يهدف دائماً إلى قمع الأصوات المعارضة وإسكاتها

منذ تفشي “كورونا” في ووهان بالصين في أوائل العام 2020، كان أحد محاور التقارير الدولية هو تعامل السلطات الصينية مع هذا التفشّي.

وقامت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” وشبكة “CNN” و صحيفة “The New York Times” ووكالة “The Associated Press”، من بين آخرين، بالتحقيق في محاولة بناء سرد رسمي للوباء محلياً ودولياً.

واستشهدت هذه التقارير بعدد من المبلغين الصّينيين، مثل الصحفيين والموظفون في مجال الأرشيف الذين يحفظون ويعيدون نشر المقالات الي يتم حذفها من المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي من قبل الحكومة. وفعلياً، فقد حاول هؤلاء فضح حملة الحكومة للرقابة على تفشي “كورونا” في ووهان.

وعلى الرغم من القمع الكبير الذي تعرضوا له، فإن هؤلاء الذين كشفوا الحقائق بشأن “كورونا”، يوفرون نافذة يمكن من خلالها إلقاء نظرة على طبيعة المعارضة السياسية في الصين اليوم، فضلاً عن الطبيعة القمعية المتزايدة لنظام الرئيس شي جين بينغ. وفق ما ذكر موقع “asiatimes“.

معارضة بارزة

وبينما لا يزال العلماء يناقشون طبيعة النشاط المدني في الصّين، فإنه من الصعب إنكار التحولات الاجتماعية الأساسية والاعتراض المتزايد على سيطرة الدولة بين العديد من الصينيين.

وواقعياً، فإن ناشري الحقائق بشأن كورونا يتحدون الإيديولوجية الرسمية للحزب الشيوعي الصّيني، ويؤكد دورهم إلى جانب الناشطين الآخرين على أن المعارضة السياسية في الصين تتجلى بشكل كبير.

كذلك، يُظهر هؤلاء الأشخاص عدم التوافق العميق بين القيم الديمقراطية الليبرالية ونظام الحزب الواحد.

وبشكل أساسي، فإنّ اندفاع جميع هؤلاء الناشطين لقول الحقيقة يعرّضهم للخطر، إذ أنهم يهدفون إلى كشف حقائق لا يريد الحزب الشيوعي الصّيني فضحها.

ولهذا، فإن القمع الذي تمارسه السلطات الصّينية ضدّ الناشطين غير المؤيدين للنظام، ينبع من قلق الحزب الشيوعي بشأن الحفاظ على احتكار السلطة وضرب كل شيء يهددها.

وفي ظل كل ذلك، فإنّ الصّين ستعمد إلى تدمير كل قواعد الناشطين التي تهدف إلى محاربة النظام والاعتراض على أدائه. أما الأمر الأبرز فيكون من خلال جعل قضية “كورونا” منصة أساسية لمقارعة أكاذيب النظام الصّيني الذي دأب على إخفاء الحقائق وتزييفها خوفاً من اهتزاز سلطته.