حقائق جديدة عن معاناة الإيغور.. إرهاب الصين مستمر

  • عدد السجناء في معسكرات الاعتقال الصينية بشينجيانغ يتصاعد بشكل كبير
  • أرقام الحكومة الصينية تكشف ارتفاعاً حاداً في عدد الأشخاص المحكوم عليهم بالسجن لفترات طويلة
  • في العام 2014، حُكم على حوالى 21 ألف شخص بالسجن في شينجيانغ
  • 87% من جميع أحكام السجن الصادرة في العام 2017، تمتدّ لأكثر من 5 سنوات

نشرت شبكة “CNN” الأمريكية تقريراً جديداً سلطت الضوء فيه على معاناة أبناء أقلية الإيغور المستمرّة في إقليم شينجيانغ بالصين، مركزاً على تنامي عدد السجناء في معسكرات الاعتقال التعسفية التي تبنيها الصين وتشهد على أبشع أنواع الاضطهاد.

وتتهم جماعات حقوقية وخبراء في الأمم المتحدة الحكومة الصينية باحتجاز أكثر من مليون مسلم من الإيغور والأقليات العرقية الأخرى ضمن معسكرات اعتقال. ومع هذا، فإن سلطات بكين تلفق اتهامات زائفة وجرائم مزعومة لأبناء الإيغور مثلما حصل مع طاهر، وهي تشمل الإرهاب والانفصال والتحريض على الكراهية العرقية، وفق ما ذكرت شبكة “CNN”.

وبحسب “CNN”، فإن أرقام الحكومة الصينية تكشف ارتفاعاً حاداً في عدد الأشخاص المحكوم عليهم بالسجن لفترات طويلة في شينجيانغ منذ العام 2014، عندما تصاعدت حملة بكين ضد الإيغور ذات الأغلبية المسلمة في المنطقة. ومع هذا، فإن السجلات لا تكشف عن الجرائم المرتكبة، ولا تصف دين أو عرق المدانين.

وقال ناثان روسر، الباحث في المعهد الأسترالي للسياسات الاستراتيجية (ASPI) ومؤلف تقرير عن صور الأقمار الصناعية في شينجيانغ، إن الأدلة على زيادة البنية التحتية للسجون وشهادات الإيغور من المنطقة تشير إلى أن الاضطهاد المنهجي من خلال المحاكم كان على الأرجح لا يزال سائداً.

وفي العام 2014، حُكم على حوالى 21 ألف شخص بالسجن في شينجيانغ. وبعد 4 سنوات، ارتفع هذا الرقم إلى ما يقرب من 133200. وفي المجموع، تم سجن أكثر من ربع مليون شخص بين عامي 2016 و 2018 فقط، في منطقة يبلغ عدد سكانها حوالي 25 مليون نسمة.

ومع هذا، فإنه كلما ازداد عدد الأشخاص الذين يذهبون إلى السجن، تطول عقوبتهم. ووفقاً للكتاب الإحصائي السنوي لشينجيانغ، كانت 87% من جميع أحكام السجن الصادرة في العام 2017، تمتدّ لأكثر من 5 سنوات، ارتفاعاً من 27% في عام 2016.

وتقول جماعات حقوق الإنسان أن الارتفاع الحاد في مدة أحكام السجن يشير إلى أن حملة الحكومة الصينية في المنطقة أصبحت أكثر تشدداً.

وكحالةٍ موثقة، نقلت “CNN” تجربة زوجين ضربت السلطات الصينية مخططهما للعيش بسلام في الخارج. ووفقاً للتقرير، فإنّه في أبريل/نيسان 2017، كانت ميهراي ميزسينوف وزوجها ميرزات طاهر قد تزوجا حديثاً وقررا مغادرة شينجيانغ لبدء حياة جديدة في أستراليا. وحينها، وصلت الشرطة الصينية إلى منزلهما بعد ورود معلومات إليها بشأن خطة الزوجين، وتمت مصادرة جواز سفر طاهر وألقت به في السجن.

وقالت ميزسينوف من منزلها في ملبورن، حيث كان الزوجان يأملان في العيش معاً، إنه خلال السنوات الـ4 التالية، جرى سجنُ طاهر في مراكز اعتقال في شينجيانغ في 3 مناسبات منفصلة، وكل مرة كانت لعدة أشهر.

وفي أبريل/نيسان من هذا العام، تلقت ميزسينوف مكالمة هاتفية تقول إن زوجها حوكم بتهمة الانفصال وحُكم عليه بالسجن لمدة 25 عاماً، وأضافت: “كيف يمكن أن يكونوا بهذه القسوة. زوجي لم يفعل أي شيء”.

بدورها، قالت نيرولا إليما، وهي منفية من “الإيغور” وتعيش الآن في السويد، إن التهمة التي أرسلت ابنة عمها إلى السجن كانت ملفقة تماماً.

ولفتت إليما إلى أنّ “ابنة عمها مايلا ياكوفو حُكم عليها بالسجن 6 أعوام ونصف في فبراير/شباط الماضي بعد اتهامها بتمويل الإرهاب”، مشيرة إلى أن أن “الجريمة الوحيدة التي ارتكبتها ياكوفو كانت تحويل أموال إلى أستراليا لمساعدة والديها في شراء منزل”.

وذكرت إليما أنّ سجن ياكوفو ترك عائلتها محطمة، مشيرة إلى أن الأخيرة أرسلت رسالة من السجن، وكشفت فيها أن أجبرت على التوقيع على اعتراف كاذب تحت التهديد بالتعذيب، ثم استخدم كدليل لإدانتها.

وقالت ياكوفو إنها اعترفت ليس فقط لتجنب التعذيب ولكن أيضاً لحماية بقية أفراد أسرتها الذين ما زالوا يعيشون في شينجيانغ.

شاهد أيضاً: خرجوا من “جحيم شينجيانغ”.. عائلة كندية تروي تجربتها مع الإيغور