المواجهات مستمرة بين إسرائيل وغزة.. ومجلس الأمن يواصل “الفشل”
أدّت الضربات الجوّية الإسرائيليّة المكثّفة على غزّة وإطلاق الصواريخ منه في اتّجاه إسرائيل إلى إزهاق مزيد من الأرواح على الجانبين مع تصاعد التوتّر وتنفيذ الضفّة الغربيّة بما فيها القدس الشرقيّة والوسط العربي داخل إسرائيل إضراباً شاملاً.
وفشل مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، خلال جلسة جديدة عقدها حول المواجهات الإسرائيلية-الفلسطينية هي الرابعة في ثمانية أيّام، التوصّل إلى إصدار بيان مشترك، في ظلّ إصرار واشنطن على أنّ النصّ لن يؤدّي إلى احتواء التصعيد، وفق دبلوماسيّين.
ارتفاع حصيلة الضحايا جراء المواجهات بين إسرائيل وغزة
ومنذ بدء التصعيد العسكري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينيّة في غزة في العاشر من أيار(مايو)، قُتل 213 فلسطينيا، بينهم طبيبان وما لا يقل عن 61 طفلاً، إضافة إلى أكثر من 1400 جريح، حسب وزارة الصحّة الفلسطينيّة.
أمّا في الجانب الإسرائيلي، فارتفع عدد القتلى الثلاثاء إلى 12 بعد استهداف حماس تجمّع إشكول (جنوب) بالصواريخ ما أدّى إلى مقتل تايلانديين يعملان في أحد المصانع وإصابة آخرين، في حين بلغ مجمل الإصابات 309 في إطلاق صواريخ من غزّة.
وتواصلت غارات سلاح الجوّ الإسرائيلي ليل الاثنين-الثلاثاء، على قطاع غزّة.
وبُعيد منتصف الليل، ألقت مقاتلات صواريخ عدّة على مبان في مدينة غزة متسبّبةً بانفجارات، على ما أفاد صحافيّو وكالة فرانس برس.
وقال نتانياهو خلال وجوده في إحدى القواعد الجوّية بجنوب إسرائيل إنّ حماس والجهاد الإسلامي “تلقّيتا ضربات لم تتوقعاها”.
وأضاف “أعدناهم سنوات إلى الوراء (…) وسنواصل طالما كان ذلك ضروريا لإعادة الهدوء إلى مواطني إسرائيل”.
90 صاروخا أطلق من غزة نحو إسرائيل خلال 12 ساعة
وأعلن الجيش الإسرائيلي في تغريدة أنه أحصى تسعين عملية إطلاق صواريخ من قطاع غزة بين الساعة 19,00 الإثنين والساعة 7,00 الثلاثاء باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وأنه قصف “65 هدفا بواسطة 67 طائرة حربية”.
وقال الجيش إنّ أكثر من 3100 صاروخ أطلِق من غزّة نحو إسرائيل منذ العاشر من الحالي.
وطال القصف الإسرائيلي الليلي منزلا من طبقتين.
وقال صاحب المنزل نظمي الدحدوح (70 عاما) “كنت نائما عندما أبلغني الجيران بتحذير الجيش، كانت ليلة عنيفة ومرعبة”.
أضاف “ما حصل قمّة الظلم، شرّدوني وعائلتي. هناك دمار وأضرار كبيرة في كل المنازل المجاورة”.
وشن الطيران الإسرائيلي ليل الأحد الإثنين عشرات الغارات على غزة، ما ألحق أضرارا خصوصا بعيادة هي الوحيدة التي تجري فحوص كشف الإصابة بكوفيد-19 ومباني وزارة الصحّة في غزة.
مشروع فرنسي-عربي لوقف إطلاق النار
وقدّمت فرنسا، مساء الثلاثاء، بالتنسيق مع مصر والأردن، مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وغزّة، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسيّة.
وأوضح الإليزيه أنّه خلال اجتماع بين الرئيسَين الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي اللذين انضمّ إليهما العاهل الأردني عبدالله الثاني عبر الفيديو، “اتّفقت الدول الثلاث على ثلاثة عناصر بسيطة” تتمثّل في أنّ “إطلاق (الصواريخ) يجب أن يتوقّف، وأنّ الوقت قد حان لوقفٍ لإطلاق النار، وأنّ مجلس الأمن الدولي يجب أن يتولّى” الملفّ.
كذلك باشرت الأمم المتحدة بمساعدة قطر ومصر مبادرة ترمي إلى احتواء التصعيد.
إغلاق معبر كرم أبو سالم
وبعد إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الثلاثاء ساعات محدودة بهدف إدخال مساعدات، أكدت وحدة تنسيق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) إغلاقه إثر إطلاق قذائف هاون في اتجاهه ونحو معبر إيريز.
على جبهة أخرى، أُطلِقت صواريخ عدّة في وقت متأخر الإثنين من جنوب لبنان باتّجاه إسرائيل التي ردّت بإطلاق مدفعيّتها نحو مصادر النيران، حسب ما قالت مصادر أمنيّة في البلدين.
إضراب شامل في الأراضي المحتلة
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الثلاثاء، مقتل ثلاثة شبان متأثرين بجروحهم بعد “إطلاق الجنود الإسرائيليين الرصاص الحي” باتجاههم خلال مواجهات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية.
وأشار الجيش الإسرائيلي الى إطلاق نار نحو جنود إسرائيليين خلال تظاهرة شمال مدينة رام الله أسفر عن إصابة اثنين منهم.
وعمّ الإضراب الشامل الثلاثاء مدن الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية والوسط العربي داخل إسرائيل استجابة لدعوات شعبية ورسمية “تضامنا مع قطاع غزة”.
وأعلنت الحكومة الفلسطينية تعطيل العمل الثلاثاء كي يتسنى للموظفين المشاركة في المسيرات في حين دعت “فتح” في بيان الفلسطينيين للمشاركة في مسيرات وتظاهرات تنطلق من مراكز المدن وفي المواجهة “السلمية” مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين الثلاثاء.
وأغلقت المتاجر الفلسطينية غير الأساسية في مدن الضفة الغربية والقدس الشرقية بما في ذلك في نقطة التوتر عند باب العامود المدخل إلى المدينة القديمة وحي الشيخ جراح.
البداية من حي الشيخ جراح
بدأ التصعيد مع صدامات جرت في القدس، ما دفع الفصائل المسلّحة، بينها حماس والجهاد الإسلامي، إلى إطلاق آلاف الصواريخ باتّجاه إسرائيل، وهي أعلى وتيرة إطلاق صواريخ تستهدف إسرائيل.
وأجّجت قضيّة حيّ الشيخ جرّاح حيث يواجه عدد من العائلات الفلسطينيّة خطر إخراجها من منازلها لصالح جمعيّات استيطانيّة، النزاع وأدّت إلى التصعيد الحالي الذي توسّعت دائرته لتشمل المسجد الأقصى والضفة الغربيّة وقطاع غزّة.
أعمال عنف داخل إسرائيل
وتُسَجّل داخل إسرائيل أعمال عنف غير مسبوقة، خصوصا في مدن “مختلطة” يُقيم فيها يهود وعرب بعد مقتل عربيّ على يد مستوطن الأسبوع الماضي.
الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي إنه “أحبط” هجوما ضد جنوده في الخليل وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل المهاجم، ليرتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ العاشر من الشهر الجاري إلى 23 قتيلا.