روسيا تزيد من التوتر في العلاقات مع واشنطن

صنّفت روسيا رسميا الجمعة الولايات المتحدة وجمهورية التشيك على أنهما دولتان “غير صديقتين”، في خطوة تأتي على وقع أكبر أزمة في العلاقات بين موسكو وواشنطن منذ سنوات.

وأصدرت الحكومة الروسية مرسوما يحمل توقيع رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين أرفقته بقائمة “للدول غير الصديقة” التي “قامت بخطوات غير ودية” حيال روسيا.

وباتت القائمة تضم حاليا الولايات المتحدة وجمهورية التشيك فقط.

وأفادت موسكو أنه لن يسمح لسفارة براغ بتوظيف أكثر من 19 مواطنا روسيا بينما لن يسمح لسفارة واشنطن بتوظيف أي مواطن روسي.

ونقلت وكالة “تاس” الإخبارية عن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الجمعة أن موسكو مستعدة مع ذلك للحوار، مشددا على أن قائمة روسيا للدول “غير الصديقة” لا تضم سوى بلدين.

واعتبرت براغ أن الخطوة لن تؤدي إلا إلى “تصعيد في العلاقات” بين موسكو من جهة، وجمهورية التشيك والاتحاد الأوروبي وحلفائهما من جهة أخرى.

وأفادت الخارجية التشيكية في بيان “نأسف لاتّخاذ روسيا مسار المواجهة لتلحق الضرر بنفسها”.

واضافت “من شأن هذه الخطوة أيضا أن تؤثر بشكل غير مباشر على التطوير المحتمل للعلاقات بين المواطنين العاديين والسياحة وتنمية العلاقات التجارية”.

سلوك روسي للعلاقات ترفضه واشنطن وبراغ

وارتفع مستوى التوتر في الشهور الأخيرة بين روسيا والغرب على خلفية سلسلة من القضايا بما فيها حشد روسيا قواتها عند الحدود مع أوكرانيا وتدخلها في الانتخابات الأمريكية وأنشطة أخرى اعتُبرت عدائية.

وتدهورت العلاقات الروسية الأمريكية بشكل متسارع بعدما كثّف الرئيس جو بايدن الضغط على الكرملين منذ تولى الرئاسة في الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير.

وأعلنت واشنطن عقوبات في نيسان/أبريل وطرد عشرة دبلوماسيين روس ردا على ما قالت إنه تدخل للكرملين في الانتخابات الأمريكية اضافة الى هجوم إلكتروني واسع النطاق وغير ذلك من الأنشطة العدائية.

وبعدما أيّد بايدن وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه “قاتل”، استدعت موسكو بشكل موقت سفيرها لدى واشنطن وقالت إن على السفير الأمريكي أيضا التوّجه إلى واشنطن للتشاور.

واضطرت السفارة الأمريكية في موسكو لتعليق معظم خدماتها القنصلية لمواطنيها والتوقف عن إصدار تأشيرات نظرا لانخفاض عدد موظفيها بشكل كبير.

لكنها أعلنت الجمعة أنها ستستأنف موقتا تقديم الخدمات القنصلية لمواطنيها “حتى 16 تموز/يوليو”.

كما تصاعد التوتر مع براغ بعدما اتهمت الأخيرة الاستخبارات العسكرية الروسية بالوقوف وراء تفجير دام استهدف مستودعا للذخيرة في شرق التشيك عام 2014.

وذكرت موسكو الشهر الماضي أنها ستضع سقفا لعدد الموظفين في سفارة التشيك في خطوة جاءت ردا على إعلان الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي قرارها طرد عشرات الدبلوماسيين الروس.