حكومة الصين تراقب أبناء الإيغور داخل منازلهم
نشرت شبكة “CNN” الأمريكية تقريراً جديداً سلطت فيه الضوء على سعي الصين باستمرار لجعل أبناء أقلية الإيغور المسلمة، رهائن داخل منازلهم.
وتناول التقرير قصة سيدة تدعى زمرة داوت، وهي إيغورية من أورومتشي، وقد فرت من الصين في العام 2019 هرباً من قمع بكين للأقليات المسلمة في شينجيانغ.
وأشارت داوت إلى أنّه قبل انتقالها للعيش في واشنطن بالولايات المتحدة، كان عددٌ من الأشخاص التابعين للحكومة الصينية قد عاشوا معها في منزلها لمدّة 10 أيام كل شهر وعلى مدى عامين.
وكان يتوجب على داوت أن تتظاهر بأنها سعيدة بوجود هؤلاء الأشخاص الذين كان عددهم 4، وتقول: “إذا لم نفعل ذلك، فإن الحكومة سوف تستنتج بأننا ضدّ سياساتها”.
وتندرج خطوة قيام عدد من الأشخاص التابعين للحكومة الصينية بالسكن مع أشخاص من الإيغور ضمن مكان واحد، في اطار حملة أطلقتها بكين قبل سنوات وتزعم أنها لتعزيز الوئام الوطني بين الناس. إلا أن الحقيقة من وراء ذلك هي أن هؤلاء الأشخاص التابعين للحكومة يتوجب عليهم مراقبة سلوك أبناء الإيغور بشكل كامل.
وفعلياً، فإن هذا السيناريو يأتي في إطار حملة قمع واسعة تمارسها الصين ضد أقلية الإيغور المسلمة وقد وصفتها الولايات المتحدة ودول أخرى بـ”الإبادة الجماعيّة”.
وتحاول الصين أن تروّج لصورة سكن الوكلاء التابعين لها مع أبناء الإيغور بأنها عملية هادفة لتقريب الناس من بعضها البعض. وفي هذا الاطار، تتداول وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الرسمية مقاطع فيديو تظهر لحظات تجمع العائلات المضيفة والأشخاص التابعين للحكومة.
وتبرز تلك اللقطات كيف أن الحياة سعيدة بين هؤلاء الأشخاص، إذ يستقبلون بعضهم بحرارة ويطبخون معاً ويتشاركون الجلسات في الليل.
إلا أنه وفقاً للعديد من الأشخاص الذين فروا من شينجيانغ، فإنهم كانوا يتعبرون أنفسهم رهائن في منازلهم وسط وجود وكلاء الحكومة الصينية.
وفي هذا الاطار، تقول السيدة داوت إنها كانت تعيش في منزلها مع زوجها و 3 من أبنائها، وقد كان يتوجب عليها استقبال 4 أشخاص تابعين لحكومة بكين.
تطويق للمعتقدات الدينية
وفي الواقع، فإن مهمة كل شخص من هؤلاء أن يكون قريباً من كل فرد في عائلة داوت، بمعنى أن داوت لديها شخص خاص بها، كما أن كل طفل من أطفالها لديه شخص أيضاً. أما في ما خصّ زوجها، فإنه لم يتم اجباره على وجود شخص خاص به.
ووفقاً لداوت، فإن الشخص المعين لها تبعها في جميع أنحاء المنزل، وطرح أسئلة كثيرة، وتقول: “كنت خائفة للغاية من أن يقول أطفالي شئياً خاطئاً عن غير قصد أمام الاشخاص القريبين منهم، لدرجة أنني دربتهم على إعطاء الاجابات الصحيحة”.
وتضيف: “إذا سألوهم عما إذا كانت أصلي، فيجب أن يجيبوا بـ(لا).. وإذا سألوهم عما إذا كان والدهم يصلي، فعليهم نفي ذلك. كذلك، إذا تم سؤالهم عم إذا كانوا يؤمنون بالاسلام أو لديهم كتاب القرآن أو لديهم سجادة للصلاة، فيجب أن يقولوا لا”.
ويكشف كل ذلك أن الحكومة الصينية تريد ملاحقة الإيغور حتى داخل منازلهم، وتسعى بشكل كبير إلى تقييد ممارساتهم الدينية، وهو أمرٌ هدفه الأول اقتلاع جذور الإيغور ومحو ثقافتهم وتبديد معتقداتهم.
شاهد أيضاً: الصين تواصل مساعي إخفاء حقيقة ما يدور في شينجيانغ