تخشى الأفغانيات من الرجوع لعصر قهر المرأة في حال وصول حركة طالبان للحكم. و خاصة عقب تحقيق المرأة الأفغانية مكتسبات في الدراسة والعمل في العشرين سنة الماضية.
أفاد تقرير نشره كبار محللي المخابرات الأمريكي، يوم الثلاثاء، أن طالبان “سوف تفسد التقدم المحرز في مجال حقوق المرأة الأفغانية إذا استعادت السلطة الوطنية في أفغانستان.
ومن المرجح أن يعزز تقرير مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي المخاوف من أن تستأنف طالبان المعاملة القاسية التي عانت منها النساء والفتيات في ظل حكمهم 1996-2001 في حال وصلوا للحكم.
وقالت أعلى هيئة تحليلية في مجتمع المخابرات الأمريكية: “لا تزال طالبان متسقة إلى حد كبير في نهجها التقييدي لحقوق المرأة وستتراجع هذه الحقوق كثيرًا عن العقدين الماضيين إذا استعادت الجماعة السلطة الوطنية”.
في الوقت نفسه، قالت مذكرة “الإحساس بالمجتمع” الصادرة عن المجلس إن حقوق المرأة ستتعرض على الأرجح للتهديد بعد انسحاب التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة، وهو اكتشاف يعكس الطبيعة المحافظة للمجتمع الأفغاني الذي يهيمن عليه الذكور.
وجاء في التقييم أن التقدم (في مجال حقوق المرأة) ربما يرجع إلى الضغط الخارجي أكثر من الدعم المحلي، ما يشير إلى أنه سيكون في خطر بعد انسحاب التحالف،.
نساء أفغانستان.. خشية من عودة الزمن للوراء
وهناك مخاوف من غرق أفغانستان في حرب أهلية شاملة قد تعيد طالبان إلى السلطة، وذلك عقب قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي بسحب آخر 2500 جندي أمريكي.
وتفاقمت هذه المخاوف بسبب تكثيف طالبان هجماتها على القوات الحكومية بعد أن فاتت مهلة 1 مايو لرحيل القوات الأمريكية.
وقبل الإطاحة بها من قبل القوات الأمريكية، فرضت طالبان نسخة قاسية من الحكم تضمنت منع الفتيات من المدرسة والنساء من العمل خارج منازلهن ومنعهن من التواجد في الأماكن العامة دون قريب ذكر.
وكثيراً ما عانت النساء اللواتي انتهكن هذه القواعد من الإذلال والضرب العلني على أيدي الشرطة الدينية التابعة لطالبان.
ومع ذلك، أشار التقرير الجديد إلى أن العديد من هذه الممارسات استمرت في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة و “تركت سنوات من الحرب ملايين النساء مشوهات وأرامل وفقيرات ومشردات”.
وتم وصف المكاسب التي تحققت في مجال حقوق المرأة على أنها إنجاز كبير خلال العشرين عامًا التي تم فيها نشر القوات التي تقودها الولايات المتحدة، على الرغم من أن معظمها في المراكز الحضرية.
وتعهدت إدارة بايدن بمواصلة المساعدة المدنية بعد مغادرة القوات الأمريكية، بما في ذلك برامج المرأة. لكنها حذرت من أن أفغانستان ستعاني من العزلة والعقوبات إذا تراجعت عن حقوق الإنسان.