التنظيمات المتطرفة تمول عملياتها من خلال التهريب

كشف الخبير العسكري الروسي أندريه أولتيسكي أن ” التنظيمات المتطرفة جميعها تعمل على تمويل عملياتها الإرهابية حاليا في أوروبا ليس من خلال تهريب المخدرات فقط، وإنما تنشط في أوروبا عمليات تجارة الأعضاء”.

وأوضح أولتيسكي في لقاء مع “أخبار الآن“، تفاصيل عمليات تهريب المخدرات التي تتم في أوروبا، لا سيما بلجيكا وهولندا وألمانيا، مشيراً إلى أن عمليات تهريب المخدرات من أمريكا اللاتينية إلى بلجيكا وهولندا وأوروبا عموماً , هو أمر ليس بالجديد , لكنه انتشر بسرعة كبيرة في الآونة الأخيرة، حتى وصلت عمليات التهريب خلال فترات متقاربة إلى مئات المرات.

وأشار كذلك إلى معلومات مهمة حول معرفة الشرطة الروسية بعمليات تهريب تتم هناك، معلقاً: “الشرطة الروسية تشرف على بعض هذه العمليات وتعرف الاماكن والشخصيات التي تنفذ عمليات التهريب”.

خبير عسكري روسي يكشف لـ "أخبار الآن" معلومات صادمة عن علاقة التنظيمات المتطرفة بتهريب المخدرات وتجارة الأعضاء في أوروبا

أفراد ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي – أرشيفية

نشاط تهريب المخدرات في هولندا وبلجيكيا وألمانيا

وحول الموانئ، التي تنشط فيها عمليات التهريب في أوروبا، كشف أوليتسكي أن “هذه العمليات تنشط بشكل واسع في الموانئ الأساسية في كل من هولندا  وبلجيكا وألمانيا”، مضيفاً: “المهربون استخدموا في الآونة الأخيرة كلا من موانئ إسبانيا وإيطاليا وألمانيا أيضا، وهي عمليات خطيرة ومعقدة , ولا بد للمجتمع الدولي من التعاون من أجل معالجتها”.

 

وبين أوليتسكي أن التنظيمات المتطرفة تعمل بهذا الشكل نظرا للمبالغ المالية الضخمة التي تتحصل عليها من عمليات التهريب والتي تصل إلى مليارات الدولارات، ما يجعل هذه التنظيمات الإرهابية تواصل تلك العمليات بشكل مستمر, وتبحث عن مشاركين جدد لتنفيذ أجندتها.

خبير عسكري روسي يكشف لـ "أخبار الآن" معلومات صادمة عن علاقة التنظيمات المتطرفة بتهريب المخدرات وتجارة الأعضاء في أوروبا

ودعا الدول والأجهزة الاستخباراتية العالمية إلى تكثيف جهودها في هذا المجال، لا سيما وأن عملية محاربة التهريب المرتبطة بالتنظيمات المتطرفة تحتاج إلى الكثير من المشاركين والجهود المشتركة في الدول، نظراً للعمليات السرية التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية واستخدامها لأساليب “غير مكشوفة”.

أوروبا

أجهزة أمنية فرنسية – أرشيفية

تهريب ذهب في أوروبا

وكشف عن عمليات تهريب واسعة تتم في أوروبا للذهب أيضاً وليس فقط للمواد المخدرة، متوقعاً بناء على التقارير التي تصدر عن العديد من الجهات المعنية في هذا المجال ,زيادة واسعة في عمليات التهريب خلال المراحل المقبلة، لا سيما وأن التنظيمات الإرهابية المتطرفة تسعى إلى زيادة نشاطها ليس في أوروبا فحسب, وإنما في العديد من الدول, ما يتطلب منها غطاء مالياً.

5000 منظمة إرهابية تنشط في عمليات بيع المخدرات

ومع تفشي جائحة كورونا لجأت العديد من التنظيمات الإرهابية المتطرفة إلى زيادة دورها من خلال عرض المواد المخدرة من خلال مواقع الإنترنت، لا سيما في كل من هولندا وبلجيكيا وألمانيا, حيث وصلت نسبة الكوكايين المضبوطة قبل عامين وفق آخر التقارير نحو 78% من إجمالي عمليات التهريب في أوروبا، وفق تقارير للمفوضية الأوربية للشؤون الداخلية، أشارت إلى وجود نشاط لنحو 5000 منظمة إرهابية يتعلق عملها مباشرة في ترويج المواد المخدرة في أوروبا.

وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت تقريراً في حزيران /يونيو العام الماضي، ذكرت فيه أنه “وفقًا لتقديرات المكتب الأممي المعني بالمخدرات والجريمة لعام 2020، فإن هناك حوالي 269 مليون شخص تعاطوا المخدرات خلال عام 2018 – ما يشكل قفزة بنسبة 30 % من عام 2009”.

وبحسب التقرير، فإنه من المتوقع، أن يتأثر الفقراء على نحو “غير متناسب” مع ارتفاع معدلات البطالة، وتراجع فرص العمل، ما يجعلهم أكثر عرضة لتعاطي المخدرات والاتجار فيها وزراعتها، كوسيلة لكسب المال حتى يتمكنوا من النجاة من الركود العالمي الناجم عن جائحة كورونا.

مخدرات في الموز

وكشفت تقارير إخبارية أن عمليات التهريب في أوروبا تتم من خلال البضائع المشحونة عبر الموانئ وأيضا من خلال الخضروات والفواكه المستوردة, إذ ضبطت الجمارك في مطار هامبورغ الألماني قبل نحو عامين كميات من المواد المخدرة المهربة في فاكهة الموز والقهوة.

كما تشير التقارير إلى أن العديد من العمليات التي كانت تضبط، قبيل وصولها إلى الموانئ كان المهربون يلقون بالمواد المخدرة في البحر قبيل وصولهم أو ضبطهم من خفر السواحل في الدول الأوروبية.