“حزب الله” يتعاون مع عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية.. العينُ على تجارة الفحم

لم تنحصر ممارسات “حزب الله” الإرهابي اللبناني عند حدود تدمير اقتصاد لبنان والقيام بالأعمال الإرهابية في أكثر من مكان، بل إنه يواصل أيضاً تجارة المخدرات التي تدرّ عليه مليارات الدولارات.

وبناءً على هذا الواقع، فإنّ ما يتضح أيضاً أن “حزب الله” يمول نفسه بشكل كبير عبر هذه التجارة غير المشروعة، وهو يتعاون بشكل وثيق مع عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية.

ومع هذا، فإنّ نشاط النظام الإيراني الذي يدعم “حزب الله” لا ينحصر فقط عند حدود أمريكا اللاتينية، بل يتعدى أيضاً الدول الغربية حيث يتم ارسال المخدرات إليها، الأمر الذي يهدّد أمن واستقرار هذه الدول ويعرضها لخطر كبير.

ويبتكر تجار المخدرات طرقاً لإخفائها، وفي العديد من الدول الأوروبي مثل هولندا، اسبانيا، البرتغال، ضبطت السلطات كميات من “الكوكايين الأسود”. وفعلياً، يستخدم المهربون مركبات كيميائية لتحويل الكوكايين إلى منتجات مماثلة لطوب الفحم، ويتم وضعها بعد ذلك في أكياس كبيرة. وفي بعض الأحيان، يتم اخفاء الكوكايين داخل قطع كبيرة من الفحم، ولكن على نحو متزايد، يقوم المهربون بتشكيل الكوكايين مثل قوالب الفحم وتلوينه باللون الأسود، ولا يستطيع أحد تفريقه عن الفحم سوى مهندسين كيميائيين. وبمجرد تسليم الكوكايين المقنع، يقوم الخبراء التابعين لتجار المخدرات بتحويله إلى مسحوق كوكايين الذي يصل في نهاية المطاف إلى الشارع لضرب الناس به.

وبحسب التقارير، فإن “حزب الله” يعتمد هذا الأسلوب بشكل كبير، حيث تخفي تجارة الفحم تهريب المخدرات بين حزب الله وعصابات أمريكا اللاتينية.

وعلى مدى السنوات الماضية، جرى ضبط شحنات كبيرة من الكوكايين الأسود. ففي مارس/آذار 2012، صاردت السلطات الإسبانية والبرتغالية 380 كلغ من الكوكايين الذي جاء على هيئة فحم ضمن شحنة قادمة من الأرجنتين. وفي مايو/أيار 2013، صادرت السلطات الإسبانية 50 كلغ من الكوكايين مخبأة فى أكياس من الفحم، وهي قادمة من أمريكا اللاتينية عبر ميناء فالنسيا الإسباني. كذلك، صادرت السلطات البيروفية 6 أطنان من الكوكايين مخبأة فى شحنة من الفحم النباتي فى أغسطس/آب 2014. وفي ديسمبر/كانون الاول من العام نفسه، صادرت السلطات الإسبانية مرة أخرى 390 كلغ من الكوكايين فى سانتياغو دى كومبوستيلا، حيث جاء الفحم من باراغواي. وفى مارس/آذار 2015، وجدت سلطات جويانا كمية من الكوكايين مخبأة فى حاوية طولها 12 متراً تضمّ أكياساً من الفحم متجهة إلى الولايات المتحدة.

وفي يونيو/حزيران 2015، صادرت السلطات الكولومبية 634 كلغ من الكوكايين المخبأ على شكل طوب فحم، وكانت هذه الكمية متجهة إلى بلجيكا. وفي فبراير/شباط 2017، صادرت السلطات الأسترالية ما قيمته 130 مليون دولار من الكوكايين والأمفيتامينات مخبأة فى الفحم، وفي يناير/كانون الثاني 2019، صادرت السلطات الكندية ما يقرب من 5 كلغ من الكوكايين مخبأة داخل أكياس من الفحم في طريقها من بنما إلى إسرائيل. وفي سبتمبر/أيلول 2019، ضبطت السلطات الماليزية 12 طناً من الكوكايين مخبأة فى أكياس من الفحم، وفق ما ذكر موقع “thedispatch“.

ويجب على صانعي السياسات القلق بشأن صادرات الفحم لأسباب متنوعة. وفي الواقع، يعد إنتاجه أحد العوامل العديدة التي تؤدي إلى إزالة الغابات في كل من إفريقيا وأمريكا اللاتينية خصوصاً باراغواي، سابع أكبر مصدر للفحم في العالم بحصة 3.6% من السوق العالمية. وحتى لو لم يساهم الفحم بشكل كبير في تغير المناخ، فهو أيضاً غطاء لتهريب المخدرات. ولعل الأمر الأكثر إنذراً بالسوء هو أن الأدلة تربط هذا النشاط بممولي حزب الله الذين استخدموا في الماضي شحنات الفحم من أمريكا اللاتينية كغطاء للكوكايين.

“حزب الله” يتاجر بالماس والمخدرات

وإزاء ذلك، فإن الخبراء يدعون السلطات حول العالم بشكل دائم إلى التركيز على صادرات الفحم، لأن انتاجه يساهم في تهريب المخدرات ويساهم في توسيع تمويل “حزب الله” الإرهابي.

واكتشفت السلطات الأمريكية تورط “حزب الله” المباشر في هذا النوع من المخططات في العام 2007. وبعد سنوات وتحديداً في العام 2016، كشفت وسائل إعلام أمريكية عن اعتقال عنصرين من “حزب الله” اللبناني في أمرييكا وفرنسا، بجرائم غسيل أموال والاتجار بالمخدرات في الولايات المتحدة.

ووفقاً لصحيفة “ميامي هيرالد”، فإن هؤلاء العناصر من حزب الله تورطوا مع 3 شركات كبرى في كولومبيا في غسيل أموال، والاتجار في المخدرات عن طريق بنوك في ميامي جنوب فلوريدا.

وأشارت الصحيفة إلى إن هذه القضية كشفت عن التعاون المتزايد بين جماعات الجريمة المنظمة في أميركا اللاتينية، والجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط.

وهناك أسباب وجيهة للاعتقاد بأن هذه المنطقة (أمريكا اللاتينية)، تتحول بسرعة إلى مركز مهم لعمليات الكوكايين الأسود. وتعد باراغواي مُصدِراً كبيراً للفحم، وكذلك الأرجنتين المجاورة. وظهر الدليل على ذلك في يوليو/تموز 2018، عندما داهمت سلطات باراغواي مختبراً يديره 3 كولومبيين متخصصين في تحويل الكوكايين إلى قوالب فحم، وكانوا يستعدون لإرسال شحنة من هذه القوالب إلى اللاذقية، وهو ميناء سوري يستخدمه حزب الله بشكل متكرر. وفي حين أن قضيتهم لم تكن مرتبطة بشكل قاطع بحزب الله، إلا أنها أشارت بوضوح إلى أن الكارتلات الكولومبية تنظر إلى باراغواي على أنها فرصة مهمة بما يكفي لإنشاء معمل للكوكايين والفحم في البلاد.

وفي يونيو/حزيران الماضي، حذر تقرير صادر عن وكالة إنفاذ القانون الأوروبية (يوروبول) من أن عناصر “حزب الله” يعتقد أنهم “يتاجرون بالماس والمخدرات” ويغسلون الأموال باستخدام الدول الأوروبية كقاعدة. وفي أواخر العام 2020، قدّمت وحدة الجرائم المالية الإيطالية تفاصيل عن شحنة مخدرات قادمة من سوريا ضبطت الصيف الماضي.

وكشفت السلطات الإيطالية أنها ضبطت حوالى 15 طن من مخدر الأمفيتامين الكبتاغون، أي حوالى 84 مليون حبة تصل قيمتها المالية إلى حوالى مليار دولار. ووفقاً للتقارير، فإن مصدر المخدرات هو سوريا، وأظهرت التحقيقات أن نظام بشار الأسد وحليفه “حزب الله” من يقفان وراءها.

الأزمات الاقتصادية تضرب سوريا.. والأسد: “أعرف كل شيء”

أيام قليلة وتحيي سوريا الذكرى العاشرة للثورة التي خرجت ضد نظام الأسد، رغبة في تحقيق العيش والحرية والعدالة الاجتماعي، قبل أن تجد نفسها حبيسة أزمات لا تحصى، في الداخل والخارج.