عندما علمت نافاز إبراهيم بسقوط الطائرة الأوكرانية بالقرب من العاصمة الإيرانية، لم تدرك أن أختها الكبرى كانت على متن الطائرة؛ إذ كانا قد تحدثا للتو على الهاتف، وكانت نيلوفر قد وعدتها، كما تفعل دائمًا، أن كل شيء سيكون على ما يرام.

مع انتشار الأخبار عن اشتعال النيران في الطائرة الأوكرانية بعد سقوطها على الأرض، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصًا، اتصلت إبراهيم بوالدتها في طهران، في محاولة يائسة لسماع أن أختها البالغة من العمر 34 عامًا وصهرها، أخذا أي طائرة أخرى إلى لندن؛ قبل أن تفحص والدتها رقم الرحلة.

بعد مرور عام على قيام الجيش الإيراني بإسقاط رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية PS752 عن طريق الخطأ بصاروخين أرض – جو ، يبدو أن الإجابات التي ظهرت من الكارثة تؤدي إلى مزيد من الأسئلة.

أثار المسؤولون في كندا، التي كانت موطنًا للعديد من الركاب على متن الطائرة الأوكرانية، ودول أخرى متضررة، مخاوف بشأن الافتقار إلى الشفافية والمساءلة في تحقيق إيران بشأن جيشها، بينما تزعم العائلات بحصول مضايقات من قبل السلطات الإيرانية.

وقالت نافاز إبراهيم، التي تعيش في دالاس، تكساس في الولايات المتحدة: “نحن لازلنا عالقون في تلك الليلة الرهيبة نفسها”.

أشعل إسقاط الطائرة موجة من الاضطرابات في جميع أنحاء إيران، وزادت من انعدام الثقة في الحكومة، كما زادت من توتر العلاقات بين إيران والغرب.

هكذا سقطت الطائرة الأوكرانية

بعد ثلاثة أيام من الإنكار في مواجهة الأدلة المتزايدة، اعترفت إيران بأن قوات الدفاع الجوي الخاصة بها أسقطت الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ.

قبل ساعات فقط من الحادث، أطلقت إيران صواريخ باليستية على قواعد أمريكية في العراق رداً على الضربة الأمريكية لطائرة بدون طيار قتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بغداد، دفعت الضربة واشنطن وطهران حينها إلى حافة الحرب.

في حالة التأهب والخوف من الانتقام الأمريكي، أخطأ الضباط عندما اعتقدوا أن طائرة بوينج 737 هي صاروخ كروز أمريكي، حسبما أفادت السلطات لاحقًا، بعد عدم تلقي أي رد من القيادة العليا، أطلق الضابط المسؤول الصاروخ في انتهاك للبروتوكول.

وانفجرت الطائرة المدنية المتجهة إلى العاصمة الأوكرانية كييف، ومات جميع الركاب -بما في ذلك 82 إيرانيًا و 57 كنديًا و 11 أوكرانيًا -، وكان بعضهم من الطلاب حديثي التخرج وأطباء وأطفال كانت أصغرهم فتاة تبلغ من العمر سنة واحدة.

في أعقاب ذلك مباشرة، نفت إيران الاتهامات الدولية بإطلاق النار وحاولت إخلاء موقع الحطام، وتوغلت الجرافات في الأراضي الزراعية وجرفت حطام الطائرة، وفقًا لتقرير للحكومة الكندية صدر الشهر الماضي.

وقام القرويون المحليون بأخذ الأشياء الثمينة في جيوبهم ولم تر إبراهيم شيئًا من هدايا زفاف نيلوفر من عملات الذهبية ومجوهرات، لكنها استلمت محفظة صهرها، سليمة وفارغة.

مما زاد من تقويض مصداقيتها، رفضت إيران تسليم الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية الذي يتضمن بيانات الرحلة وتسجيلات الصوت في قمرة القيادة، لأكثر من ستة أشهر.

وقالت عدة عائلات إن الهواتف المحمولة لأحبائهم إما حُجبت أو أعيدت مع إزالة رقائق الذاكرة، مما أثار أسئلة ورد ذكرها في التقرير الكندي حول ما إذا كانت إيران قد وجدت أدلة على أن الركاب سجلوا مقاطع فيديو أو حاولوا الاتصال بأشخاص على الأرض في لحظاتهم الأخيرة.

عندما انتشر الخبر، قامت قوات الأمن بقمع المتظاهرين الذين احتشدوا في الشوارع، غاضبين من المأساة وخداع حكومتهم.

ولم يُسمح للعائلات بتنظيم الوقفات الاحتجاجية وإضاءة الشموع ورُفضت طلباتهم الخاصة بالدفن

 

حقيقة أسباب سقوط الطائرة الأوكرانية