تتركز الأنظار بشكل كبير على التحقيق القائم لمعرفة أصول نشأة فيروس “كورونا” المستجد، وهذا ما تضغط باتجاه العديد من الدول على رأسها أستراليا. ومع هذا، تعدّ مدينة ووهان في الصين هي مركز انطلاق “كورونا” إلى العالم، وما كشفته المراحل التالية لذلك هو أنّ سلطات بكين ساهمت بإجراءاتها في تفشي الفيروس.

وفعلياً، فإن الصين فشلت في الإستجابة للوباء، ويرجع ذلك في الأسابيع القليلة الأولى بشكل كبير إلى عملية ضبط المعلومات المرتبطة به، كما أن العلماء لم يتمكنوا من اقناع الحكومة بالتصريح علناً بأن الفيروس كان معدياً بين البشر، حتى 20 يناير/كانون الثاني 2020.

وهنا، فإن الفيروس كان قد عزّز انتشاره في ووهان، باعتبار أنّ بكين أرادت إخفاء حقيقته، كما عمدت إلى إسكات العلماء والباحثين الذين حذروا من خطورة الوباء.

والحقيقة أنّ كل هذه السريّة التي تنتهجها الصين أساسها سطوة الحزب الشيوعي في البلاد الذي أراد طمس الحقائق بشأن “كورونا” وعدم الإعتراف به. غير أن الأمور في وقت لاحق، كشفت عن كارثة ألحقت الضرر بالبشرية.

الإضطراب يصيب مدير مركز السيطرة على الأمراض في الصين

حقائق عن استجابة الصين لكورونا.. فشلٌ وسريّة وفرض قيود على العلماء

صورة عامة لمدينة ووهان خلال اغلاقها بسبب فيروس “كورونا” المستجد. المصدر: getty

ووفقاً لتقارير صحيفة “نيويورك تايمز”، فإنّه بحلول 8 يناير/كانون الثاني 2020، كان مدير مركز السيطرة على الأمراض الصيني جاو فو يتحدث مع نظيره الأمريكي. حينها، كان فو مضرباً، معترفاً أن الفيروس الجديد ربما كان معدياً بين البشر.

كذلك، أشار مقال في مجلة “نيو يوركر” أنّ فو “بدأ بالبكاء”، وعلى ما يبدو أن ذلك حصل خلال نفس المكالمة الهاتفية مع نظيره الأمريكي، وقال: “أعتقد أن الأوان قد فات”، في دلالة إلى أن كورونا تفشى ولا إمكانية لضبط ذلك.

وفي الحقيقة، فإنه يتم إعطاء الأولوية للبيروقراطية السياسية بشكل واضح على البيروقراطية الطبية في حكومة بكين، ولذلك لا يستطيع جاو أن يفعل الكثير بمفرده. حتى أن مدير لجنة الصحة الوطنية الصينية ما تشاوي كان مقيداً أيضاً. وفي ووهان، كان الأطباء يعلمون أنه من الناحية السياسية، لم يكن هناك حافز كبير للاعتراف بالمشكلة.

ومع هذا، أشارت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير لها أنّ بكين ضاعفت من ضوابطها السياسية بعد فبراير/شباط 2020. وحتى عندما يدرس العلماء في الصين أصول “كورونا”، فإنّ الحكومة تراقب نتائجهم، كما أنه يجب أن تتم الموافقة على نشر أي بيانات أو بحث من قبل فريق عمل جديد يديره مجلس الوزراء الصيني بموجب أوامر مباشرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وتقول “أسوشييتد برس” إن تحقيقها، بناءً على وثائق مسربة وعشرات المقابلات والإشعارات العامة، يكشف عن “نمط من السرية الحكومية والتحكم من أعلى إلى أسفل الذي كان واضحاً طوال فترة الوباء”.

العالم يكافح كورونا.. والصين منشغلة بنقص الغذاء

هل البلد الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم يتجه نحو نقص الغذاء؟ تظهر الدراسات والإحصاءات الأخيرة، ارتفاع وتيرة تضخم الغذاء في الصين، فضلا عما تعانيه بكين من  استمرار حروبها التجارية، والكوارث الطبيعية، إلى جانب الوباء، ليضاف إلى كل ذلك اتجاه البلاد نحو أزمة نقص في الغذاء.