دعا المدير العام لـ”منظمة الصحّة العالمية” تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المجتمع الدولي للتعاون والتعاضد في العام 2021، لمواجهة جائحة فيروس “كورونا” كأسرة واحدة، وضمان توفير اللقاحات للجميع وليس فقط للدول التي يمكن أن تتحمل تكاليفها.

وجاء كلام غيبرييسوس في رسالة مصوّرة بمناسبة نهاية العام 2020، مشيراً إلى أنه في العام المذكور، “أظهرت الأزمة الصحية ذات الأبعاد التاريخية مدى ارتباطنا العميق ببعضنا البعض”، وقال: “رأينا كيف أن التعاطف والاهتمام ساعد الجيران خلال الأوقات الصعبة، ولكن شهدنا أيضاً كيف أن أفعالاً خبيثة وأخباراً مضللة تسببت بأضرار كان يمكن تجنبها”.

وخلال العام 2020، جرى إنتاج اللقاحات والتشخيصات والعلاجات وتوزيعها بسرعة قياسية، وتشدد منظمة الصحة العالمية على أن الفضل في ذلك يعود إلى التعاون الدولي.

غيبرييسوس: للامتثال لإجراءات السلامة في عام 2021

مع بداية الـ2021.. رسالة هامّة من منظمة الصحة العالمية إلى جميع الدول

صورة تظهر سيدة تتلقى لقاح موديرنا ضدّ فيروس كورونا في مستشفى في نيويورك. المصدر: getty

وفي هذا الإطار، اعتبر غيبرييسوس أنّ “الإنصاف هو جوهر مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كورونا، وذراعها المتعلق باللقاحات: كوفاكس، والذي عمل على تأمين ملياري جرعة من اللقاحات”.

وأكّد مدير المنظمة العالمية أنّ اللقاحات تمنح أملاً في تحويل مسار الجائحة، وأضاف: “من أجل حماية العالم، يجب ضمان تطعيم جميع الأشخاص المعرّضين للخطر في كل مكان، ليس فقط في الدول التي يمكنها تحمل تكاليف اللقاحات”.

وللقيام بذلك، يحتاج مرفق كوفاكس إلى ما يزيد على 4 مليارات دولار بشكل عاجل لشراء اللقاحات للدول منخفضة الدخل، وقال المسؤول الأممي: “هذا هو التحدي الذي يجب ننهض لمواجهته في العام الجديد”.

إلى ذلك، أكّد غيبرييسوس أنّ عام 2020 قدّم دروساً يجب على الجميع أن يستفيد منها في العام 2021، أبرزها أهمية زيادة استثمار الحكومات في الصحة العامة، وتجهيز النظم الصحية بشكل أفضل لمنع والاستجابة للجائحة المقبلة التي لا مناص من حدوثها.

ومع هذا، فقد شدّد المدير العام للمنظمة العالمية على أهمية الامتثال لإجراءات السلامة في عام 2021، وهذا يعني الحفاظ على التباعد البدني وارتداء الكمامات والحفاظ على نظافة اليدين وتجنب الأماكن المكتظة والمغلقة.

ودعا غيبرييسوس إلى الالتزام بالعمل المشترك كمجتمع دولي لتعزيز وحماية الصحة للحاضر والمستقبل، وقال: “رأينا كيف أن الانقسامات في السياسة والمجتمعات تغذي الفيروس وتفاقم الأزمة، ولكن الشراكة والتعاون ينقذان الحياة، ويحميان المجتمعات”.

كذلك، أشار غيبرييسوس إلى أن العالم يواجه خياراً بسيطاً وعميقاً في نفس الوقت وهو يتوجه لعام 2021:  إما تجاهل دروس عام 2020 والسماح لنهج حزبي ومعزول ونظريات مؤامرة وهجوم على العلم بأن يطغى، مما سيؤدي إلى معاناة غير ضرورية لصحة الناس والمجتمع بشكل عام. أمّا الخيار الثاني وهو السير معاً في آخر أشواط هذه الأزمة والتعاون على طول المسار، من تقاسم اللقاحات بشكل منصف، إلى تقديم نصائح دقيقة وتعاطف ورعاية لكل من يحتاج إليها، كأسرة واحدة.

وقال: “إن الخيار سهل. يوجد ضوء في نهاية النفق وسنصل إلى هناك عبر السير معاً. تقف منظمة الصحة العالمية معكم، نحن أسرة واحدة وسنواصل مواجهة هذا الوضع معاً”.

ممرضة إيرانية تكشف الوضع المأساوي الذي يعيشه مصابو كورونا في المستشفيات

يوم في حياة ممرضة إيرانية على الخط الأمامي لمكافحة كورونا.. سمية حسين زاده (36 عاما) كغيرها من ألوف العاملين في القطاع الطبي بأنحاء العالم، أمضت الأربعين يوماً الأولى بعد ظهور جائحة كورونا في بلدها بعيداً عن أُسرتها حيث كانت في خطوط المواجهة الأولى مع الوباء بمستشفى في طهران.