أخبار الآن| دبي – الإمارات العربية المتحدة

حالة من القلق تسود مصر على خلفية مساعي إثيوبيا لاستكمال سد النهضة ، سيما أن جدوله الزمني من المتوقع أن يخلق ندرة في المياه والغذاء, ويقود ملايين المزارعين في مصر إلى البطالة.

التوتر القائم منذ سنوات بين البلدين انتقل اليوم إلى مرحلة أكثر تصعيداً، بعد إعلان إثيوبيا المضي في ملء خزان سدها الضخم.

وترى إثيوبيا أن المشروع ، الذي تم استكماله بنسبة 60 في المائة ، ضروري لاحتياجاتها من الكهرباء , و تندرج هذه المسألة في صميم السيادة الوطنية , مضيفة أنه أمر لا يمكن لمصر التدخل فيه.

وتريد إثيوبيا ملء الخزان على مدى 5 سنوات ، مع إطلاق 35 مليار متر مكعب من المياه إلى دول المصب كل عام أثناء ملء السد.

وفي عام 2019 وقعت إثيوبيا والصين اتفاقية بقيمة 1.8 مليار دولار لتمويل عدة مشاريع تنموية في البلاد كان من ضمنها سد النهضة.

وتم توقيع الاتفاقية عقب اجتماع أبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي في بكين، مع مؤسسة الشبكة الحكومية الصينية.

ووافقت الصين على إعادة جدولة بعض القروض التي قدمتها لإثيوبيا، بما في ذلك قرض لخط سكة حديد بقيمة 4 مليارات دولار يربط عاصمتها أديس أبابا بجارتها جيبوتي.

وتم تمديد فترة استحقاق قرض السكك الحديدية بين أديس أبابا وجيبوتي من عشر سنوات إلى 30 عامًا.

سد النهضة.. سلاح إثيوبي يهدد الأمن المائي والغذائي لمصر

مصر من جهتها أعلنت أن إمدادات المياه ستنخفض خلال هذه الفترة. ودعت إلى ملء الخزان بشكل أبطأ ، على مدى 7 سنوات ، كما أنها تريد إطلاق المزيد من المياه – 40 مليار متر مكعب في السنة.

تفاصيل الرد المصري على تصريحات إثيوبيا في ما يتعلق بالمحادثات حول سد النهضة

وليس لدى مصر وإثيوبيا اتفاقية رسمية لتقاسم المياه. لكن بموجب اتفاق 1959 لمياه النيل بين مصر والسودان ، تستهلك مصر 55.5 مليار متر مكعب من المياه كل عام ، والسودان 18.5 مليار متر مكعب.

وبدأت إثيوبيا مشروع بناء سد النهضة في عام 2011 ؛ يبلغ إجمالي الارتفاع المخطط له 640 مترًا ، وسوف يخلق 74 مليار متر مكعب من تخزين الخزان – ما يقرب من 1.5 مرة من متوسط ​​التدفق السنوي في موقع السد

ويقول المناصرون للسد إن زيادة السيطرة على نظام التدفق الطبيعي , ستقلل من مخاطر الفيضانات في السودان, وتقلل الرواسب في النهر, وتحسن عمق الملاحة, كما أنها تقلل تكاليف الضخ لمستخدمي المياه.

أما منتقدوه فإنهم يرون أن هناك مخاطر من الحد من توافر المياه في مجرى النهر والطاقة الكهرومائية المصرية ، والخسارة المحتملة للزراعة، وخسائر صناعة المياه.

وأفادت دراسة بعنوان :آثار سد النهضة على استخدامات المياه بمصر بأن السد سيؤثر بشكل كبير على إمدادات المياه لمصر ، في حالة حدوث أول حجز لسد النهضة الإثيوبي خلال سنوات الجفاف.

كما أشارت النتائج إلى أن الحد الأقصى المسموح به للنقص في حصة المياه في مصر, يجب ألا يزيد عن 5 إلى 15 في المائة.

واعتمادًا على الوقت المستغرق لملء الخزان، المقدر أنه يستغرق من 3 إلى 7 سنوات، يمكن قطع تدفق النيل إلى مصر بنسبة 12-25 ٪ خلال فترة التعبئة.

ولا شك أن مصر مدرجة ضمن الدول العشر المهددة بالحاجة إلى المياه بحلول عام 2025 بسبب الزيادة السكانية السريعة .

ويزود نهر النيل أكثر من 96 في المائة من جميع موارد المياه العذبة في مصر ، والتي تأتي من خارج حدود الدولة ويزود أيضا 11 دولة أخرى.

وأوضح خبراء مصريون أن هناك العديد من المخاطر الفنية فى بناء سد النهضة، وهى أن بناء هذا السد بهذه المواصفات سيؤثر على إيراد مصر المائى.

وغدت مصر، بحسب كتاب أمن مصر المائي، تحت خط الفقر المائي إذ يقل نصيب الفرد المصري فيها عن 1000 م سنويا وهو الحد الأدنى اللازم ومن المتوقع انخفاض نصيب هذا الحد إلى حدود 500 سنويا في آفاق عام 2025

زيادة على ذلك قد يؤثر السد على الإنتاج الزراعى , إذ إن كل 5 مليارات متر مكعب نقص فى المياه سيقابله مليون فدان من الأراضي التي لا تزرع, أى تأثير واضح على الأمن الغذائى المصرى.

السودان أعلن الاتفاق مع إثيوبيا على العودة برفقة مصر إلى التفاوض حول سد النهضة

أمام هذا الوضع، سيقل معدل المحاصيل الزراعية وستزداد أسعار المنتجات الزراعية، وزيادة تملح التربة المصرية وتقليل خصوبتها، والتأثير على الأحياء المائية والأسماك , وينجم عنه أيضا تشريد مليون أسرة مصرية.

وجاء في كتاب أزمة سد النهضة أن من بين مخاطر السد على مصر أنه يتسبب بجعل أكثر من مليوني فدان دون زراعة, أي حوالي أكثر من 25 في المائة من الأراضي الزراعية.

ومن المتوقع أن تتأثر الزراعة بشكل ملحوظ. وفي بحوث علمية منشورة بمجلات دولية، فإن مصر معرضة لفقدان ما قد يصل إلى 46 في المائة من أراضيها الزراعية بسبب سد النهضة.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي أعلن وزير الموارد المائية والري أن نقص حصة مصر من مياه النيل بـ 1%، سيؤدي إلى فقدان مصر نحو 100 ألف فدان.

استمرار الوضع الراهن وتمسك إثيوبيا بموقفها في استكمال السد, قد يزيد من معاناة مصر ويصبح تهديدا لأمنها المائي والغذائي .

 

إقرأ أيضا:

موافقة مصرية على استئناف محادثات سد النهضة