أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

كشف فيروس كورونا صورة الصين منذ ظهوره للمرة الأولى في ووهان , وانكشف وضعها أكثر لافتقارها للشفافية في الاعتراف بتفشي الفيروس الذي بات يهدد الصحة العامة في العالم.

ولا شك أن عدم رغبة بكين في الإبلاغ عن بداية تفشي الفيروس بأوامر من الحزب الشيوعي كما هو متداول في وسائل الإعلام، جعلها في مواجهة مباشرة مع العالم .

وبات ينظر إلى الصين والحزب الشيوعي تحديدا على أنه سبب الأضرار التي لحقت العالم من ارتفاع عدد الوفيات و ركود اقتصادي أدى إلى شلل تام .

وطوال سنوات، كان يُنظر إلى السياسة والصحة في الصين على أنهما مرتبطان دائمًا بشكل لا ينفصل، كما جاء على لسان العديد من المتخصصين في الشؤون الصينية.

كيف تعامل “النموذج الصيني” مع جائحة فيروس كورونا عبر آلية دعائية للحزب الشيوعي ؟

وقيل إنه بعد استحواذ الحزب الشيوعي الصيني على السلطة في نهاية الأربعينيات كان ملف الصحة ركيزة أساسية لسياسة الحزب, استخدمها في إرساء شرعيته السياسية.

ونقلت مجلة “بوليتيكا” عن المتخصص في التاريخ الحديث بجامعة إسكس “شون زو” أن الحزب الشيوعي الصيني حوّل الحملة السياسية لمكافحة فيروس كورونا إلى حملة لحشد دعم شريحة كبيرة من الصينيين.

ووفق تصور خبراء في الشأن الصيني، فإن الدعاية الرسمية في الصين سوقت على أن الفيروس هو خطر خارجي، بهدف صرف أنظار الصينيين بعيدًا عن الوضع الداخلي .

ومن الواضح أن الحزب الشيوعي حافظ على احتكار السلطة , وتعززت سيطرته أكثر بعد مجيء الرئيس “شي جين بينغ” إلى الحكم في عام 2012 .

وبحسب مجلس العلاقات الخارجية وهو مؤسسة فكرية فإن الحزب يعتمد على ثلاث ركائز، إحداها الدعاية وأنه مبني على تحالفات شخصية وولاءات طائفية .

وفي نظر خبراء، فإنه كان لدى بكين فرصة للاستفادة القصوى من الوباء , ولكن محاولة الحزب الشيوعي التغطية على انتشار الفيروس, يبدو أنه أضر بسمعة الصين الدولية .

غضب عالمي بسبب سوء المعاملة والتمييز على نطاق واسع ضد السكان الأفارقة في غوانغتشو الصينية

وعلى ما يبدو أن دبلوماسية الصين الوبائية فشلت بشكل واضح نظرا لتزايد الاحتقار الدولي تجاهها والسبب في نظر صحيفة “آسيا تايمز” كان نتيجة لسياسات الحزب الشيوعي .

ورأت الصحيفة أن الحزب الشيوعي زرع شعورا بأن الصين تعرضت لأذى كتكتيك سياسي لاستمالة الصينيين وراءه وإظهار شجاعة النظام في الدفاع عن شرف الصين.

وما زالت الدبلوماسية الصينية تتلقى الهزائم لخضوعها لتوجيهات الحزب الشيوعي كان آخرها موافقة الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على بدء تحقيق مستقل حول انتشار وباء فيروس كورونا.

ومن المؤكد أن استمرار تأثير الحزب الشيوعي في إدارة الشؤون الداخلية في البلاد, والتحكم في مواقف السياسة الخارجية قد يسيء أكثر لصورة الصين, وتفقد مكانتها كزعيم عالمي محتمل.

 

إقرأ أيضا:

بسبب فيروس كورونا.. دول ومنظمات وأفراد قد يجرون الصين إلى أروقة المحاكم