أخبار الآن | دبي – الإمارات العربيّة المتحدة

لا يمكنُ لأيّ تبرير أن يشفع للصين أفعالها واستغلالها لفيروس “كورونا” لضربِ العالم بأسره. وحُكماً، فإنّ إعلانها الانتصار على الوباء المستجد، ليس إلا زعماً مجبولاً بفضائح تكشف عن آفاق التضليل الذي مارسته الحكومة الصينية مع شعبها أولاً والعالم ثانياً.

فعلى الصعيد الصحي والطبي، يرى المراقبون أن الصين أرادت أنّ تبرز في موقع المنتصر والمهيمن، لكنّها لم تفلح في لجمِ الحقائق التي تكشّفت عن أفعالها. فكيف لدولة أن تعلن الإنتصار، وهي تنتج معدّات طبيّة مشكوك بها؟ وكيف لدولة تقول بأنها طوّقت الوباء وهي تكذب في نشر المعطيات والبيانات والأرقام المتعلقة بوفيات وإصابات الفيروس؟ كيف يمكن لدولة استغلّت وباءً قاتلاً وضحّت بشعبها مقابل شدّ الأنظار العالمية إليها؟

واقعياً، فإنّ الكذبة الصينية باتت واضحة، والحقائق على ذلك كثيرة عديدة، وهي تتلخص في التالي:

1- إخفاء الإعلان عن الفيروس

الزعم الصيني بشأن الشفافية تدحضه تصريحات المسؤولين الصينيين والممارسات التي حصلت مع بداية أزمة الوباء. فالتقارير كشفت أنّ الحكومة الصينية كانت على علم بفيروس كورونا قبل انفضاح أمره بأقل من شهر واحد، وهي لم تحرّك ساكناً للجمه أو تطويقه في البداية. فالرئيس الصيني شي جين بينغ اجتمع مع اللجنة الدائمة للمكتب السياسي المركزي للحزب الشيوعي الصيني – أقوى هيئة لاتخاذ القرارات في الصين- وأعطى تعليماته بشأن الاستجابة لتفشي الفيروس في الفترة من 7-13 يناير/كانون الثاني، أي قبل تحذير العامة من خطورة تفشي المرض. فالروايات السابقة لوكالات الإعلام الحكومية الصينية أشارت إلى أن أول تدخل مباشر للرئيس شي جين بينغ كان بيان 20 يناير/كانون الثاني، قبل فرض الحجر الصحي وإغلاق مدينة ووهان بالكامل، حيث ظهر الفيروس، بعد عدة أيام. ولهذا، كان الرئيس الصيني على علم تام ومسؤولاً عن خطوات الاستجابة المتخذة تجاه تفشي الفيروس قبل أسبوعين تقريباً من بيان 20 يناير/كانون الثاني، ما يشير إلى تورطه في إجراءات الاستجابة المبكرة الفاشلة التي أدت إلى تفشي الفيروس وانتشاره السريع.

2- الشفافية مفقودة

غياب الشفافية وتضحية الحكومة الصينية بشعبها في بداية الجائحة تكشفه الوقائع أيضاً. ففي 18 يناير/كانون الثاني، أقيمت مأدبة لأكثر من 40 ألف أسرة في مدينة ووهان بموافقة الحكومة، كما أصر مسؤولو المدينة ومسؤولو مقاطعة هوبي، التابع لها مدينة ووهان، على عقد تجمعهم السنوي. هنا، كان الفيروس منتشراً، والسلطات عمدت إلى التقليل من خطورة الوباء، وقد شدّدت على عدم وجود دليل على انتشاره. إلا أن الثابت هو أنّ الفيروس كان منتشراً بقوّة، والإصابات كان ترتفع بشكل كبير من دون أي كشف رسمي عن ذلك. وفي 14 آذار/مارس، نبه موقع “فينانسفيلتماركت” الاقتصادي الألماني، إلى ما أسماه بتلاعب السلطات الصينية بعدد وفيات فيروس كورونا، بوقاحة ودون حرج أمام التناقضات. فقد خفضت بكين عدد وفيات الفيروس ليوم 13 من نفس الشهر إلى النصف، أي من 216 إلى 108 فقط، بدعوى أنه تم احتساب عدد الموتى مرتين. الموقع أكد أن “السبب الحقيقي يعود لرغبة بكين في الحفاظ على نسبة وفيات لا تتجاوز 2.1 بالمائة، وبالتالي مواصلة إرسال إشارات الاطمئنان للداخل والخارج والإيحاء بأن السلطات تواصل سيطرتها على الفيروس”.

3- القمع لإخفاء حقيقة الفيروس

كانت الصين تريدُ أن تكرّس قمعها في لجم كل من كشف عن الفيروس، وأكبر دليل على ذلك ما حصل مع الطبيب الصيني لي وينليانغ، الذي لقي مصرعه جراء الإصابة بفيروس كورونا. كان الطبيب لي هو أول من دقّ ناقوس الخطر من تفشي الوباء في مستشفى ووهان، مصدر تفشي الفيروس، وهدّدته الشرطة حينها لكي يصمت. ففي نهاية العام الماضي وتحديداً في يوم 30 ديسمبر/كانون الأول، حاول الطبيب لي تحذير زملائه من انتشار فيروس خطير في المستشفى، لأخذ التدابير والاحتياطات اللازمة، وذلك عبر وسيلة للتواصل الاجتماعي في الصين. وإثر ذلك، جرى إجبار الطبيب على توقيع مذكرة حكومية، أدانته بنشر معلومات كاذبة وبتصرفات غير قانونية، واعتقل لأيام بسبب التهمة هذه، وكان ذلك نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.

4- فضيحة “أعطال أجهزة فحص الفيروسات”

شاءت الصين أن تتستر على الأزمة منذ البداية، وما كشف عن ذلك هو فضيحة من العيار الثقيل جاءت في صحيفة “لوموند” الفرنسية، وتقول أنها تتعلق بتهديد السلطات الصينية للأطقم الطبية في ووهان بعد عدة شكاوى كانوا قد سجلوها بشأن أعطال في أجهزة فحص الفيروسات والأوبئة المعدية. تشير الصحيفة الفرنسية إلى أنّ “تفشي الفيروس في الصين، بدأ مع أعطال في أجهزة فحص الفيروسات والأوبئة المعدية في مستشفيات والمراكز الصحية في ووهان، بشكل جعلها لا تعمل إطلاقاً ولا تكشف الحالات المصابة بالفيروسات والأوبئة المعدية”. وفي تلك الفترة، سارعت الأطقم الطبية في مستشفيات ومراكز ووهان، إلى إبلاغ الحكومة بأعطال أجهزة الفحص وعدم عملها، إلا ان السلطات أجبرت الأطقم الطبية على عدم البوح بهذه المعلومات لأي كان، ومنعتهم بتعليمات صارمة من قول هذه المعلومات للعموم لأنها ليست للنشر. ولذلك، يقول التقرير أن السلطات الصينية، عمدت على تجاهل أعطال أجهزة الفحص والتحذير بوجود فيروسات معدية، ما زاد من تفاقم الوضع وتفشي الفيروس داخل وخارج الصين.

5- معدّات طبيّة غير صالحة

ومع كل هذا المسار، لم تتوقف الصين إبراز نفسها على أنّها “الأم الحنون”. فبلمح البصر، أرادت الصين مدّ يد العون لأوروبا، وأرادت مساعدة منظمة الصحة العالميّة. تريدُ الصين أن تستغل أزمة الدول الأخرى لتفرض نفسها على أنها المُساعد الأوّل، وذلك من خلال تقديم معدات طبية وغيرها. ولكن، الحقائق كشفت عن أنّ الكثير من هذه المعدات غير صالح للاستخدام، ومثال على ذلك أجهزة الفحص الخاصة بـ”كورونا”. ففي مارس/آذار الماضي، كشفت التقارير أن الحكومة الهولندية استدعت حوالي 600.000 قناع غير صالح، تم شحنها من الصين ووزعت على مستشفيات مختلفة في هولندا. كذلك، تحدثت إسبانيا عن مخاوف بشأن مجموعات فحوصات كشفة “كوفيد-19” صينية الصنع غير صالحة.

6- استغلال الأزمات

أرادت الصين استغلال أزمة كورونا لتحقيق الأهداف السياسية على المدى الطويل. فبكين جعلت مرضاً كمنصّة لتكريس نفوذها، وما هذا إلا انتهاكٌ كبير فاضح. ومع هذا، تكشف الوقائع عن آلية دعاية واضحة للحزب الشيوعي الحاكم، الذي يسعى لرسم صورة قوة عالمية صاعدة، تعتمد النجاعة والفعالية وآخر صيحات التكنولوجيا في مواجهة الفيروس القاتل. كذلك، فقد أرادت الصين المضاربة على العالم من ناحية الأرقام التي كانت تصدرها، في وقت تغيب جهة مستقلة عن التدقيق بها.

7- الجيش الذي لا يمرض

وفي العديد من دول العالم، جرى تسجيل إصابات بـ”كورونا” في صفوف الجيوش، إلا الصين التي تقدّم قواتها العسكرية على أنها لا تقهر ولا تمرض. ففي 31 مارس/آذار، سلّط تقرير لشبكة “أ.ر.دي” الألمانية، الضوء على جانب آخر من سياسة التعتيم التي يمارسها الحزب الشيوعي ويتعلق الأمر بدور الجيش الصيني في أزمة كورونا، حيث اضطلع بمهام تنظيمية ولوجستية واسعة في محاربة الفيروس. ونقل التقرير عن “رويترز” ما دار في مؤتمر صحافي بداية شهر مارس / آذار سُئل فيه تشين جينغ يوان، متحدث باسم الجيش عن عدد الجنود الصينيين الذين أصيبوا بالفيروس؟ غير أنه راوغ ولم يجب على السؤال. واستندت الشبكة الألمانية على تقييم آدم ني، مدير مركز السياسات الصينية (منظمة غير حكومية في أستراليا)، الذي عبر عن شكوكه في مصداقية الأرقام التي تنشرها القيادة الصينية. ولفت إلى أن “الجيش الصيني يضم مليوني شخص. ويدير مركزاً لوجستياً كبيرًا في مدينة ووهان، المعقل الأول لفيروس كورونا”. ورأى الخبير أنه “من غير المرجح أن يكون الجيش الصيني قد تفادى تماما هذا الوباء”.

لنشرها كورونا داخل إيران وخارجها.. إيرانيون ساخطون على شركة “ماهان إير”

تحدت شركة طيران ماهان الايرانية قرارات حظر دولية بتسيير رحلات من وإلى إيران, فنجم عن ذلك إسهامها في نشر فيروس كورونا في أنحاء الشرق الأوسط.

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

وفيات كورونا في أفريقيا تجاوزت 3 آلاف منذ ظهور الوباء