أخبار الآن | دبي  – الإمارات العربية المتحدة

 

غالبا ما تُنسج حبكة مؤامرات الخيال العلمي في الأدب الغربي على نحو أن الأشرار مثل الألمان أو الروس أو الصينيون أو الأجانب عموما يقترفون أشياء سيئة ثم يتدخل الأخيار ممن يتحدثون الإنجليزية لإنقاذ العالم.

الحال يختلف تماما بالنسبة لرواية صينية من صنف الخيال العلمي بعنوان “مشكلة الأجسام الثلاثة” لصاحبها “ليو سيكسن”، حيث تختلق الصين تهديدًا وجوديًا للإنسانية ، ثم تعمل على حله ببراعة.

بهذا المدخل افتتح المؤرخ الاسكتلندي “نيال فيرجسون” مقاله المنشور على صحيفة ” The Sunday Times ” البريطانية ليسلط الضوء على تصرفات الصين والحزب الشيوعي تحديدا في الآونة الأخيرة بعد إغراق العالم بفيروس كورونا.

ورغم أن التهديد غير الخيالي للبشرية الذي يواجهه العالم اليوم ليس غزوًا أجنبيًا، إذ لا يأتي فيروس كورونا من الفضاء الخارجي، غير أن الكاتب لم يستبعد أن تقدم الصين على إغراق العالم من أجل إنقاذه، كما حدث في الرواية الصينية.

 

تقرير يتهم الصين بممارسة ابتزاز سياسي من خلال إرسال شحنات طبية إلى دول تعاني من وطأة فيروس كورونا

 

وقال إن الصين تسببت في هذه الكارثة، لكنها تريد الآن المطالبة بالفضل لإنقاذ العالم منها، من خلال تصدير مجموعات اختبار بعضها لا يعمل، وكمامات معظمها غير صالح، ومع ذلك فإن الحكومة الصينية عازمة على انتزاع النصر من فكي الهزيمة.

ومن أجل إزالة الغموض، طرح “فيرجسون” أسئلة عدة قال إنها جديرة بأن تطرح على الرئيس الصيني “شي جين بينغ” في المرة المقبلة، إحداها، ما الذي كان يحدث بالضبط في ووهان والذي أدى إلى الظهور الأولي لـ الفيروس؟

وإذا نشأ الفيروس من خفاش في أحد الأسواق المثيرة للاشمئزاز،حيث تباع حيوانات برية مخصصة للاستهلاك البشري جنبًا إلى جنب مع الدجاج ولحم البقر، والتي لم يتم إغلاقها لسبب غير مفهوم ، فيتصور صاحب المقال أن هذا سيئ بما يكفي.

 

ربطت صحيفة انخفاض عدد مستخدمي الهواتف المحمولة في الصين بالوفيات بفيروس كورونا

 

أما إذا نشأ فيروس كورونا بسبب ممارسات قذرة في فرع ووهان من المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها ، فيرى “فيرجسون” أن هذا أسوأ، وأوضح أنه من الجنون أن تجري أبحاث حول أمراض حيوانية قاتلة مثل الفيروسات في قلب مدينة شاسعة مثل ووهان.

ومن الأسئلة التي قفزت إلى ذهن المؤرخ الاسكتلندي، هي حجم الدور الذي لعبته الحكومة الصينية المركزية في التستر بعد أن اتضح في ووهان أن فيروس كورونا ينتقل من إنسان لآخر؟

وأشار إلى أنه ما بين 12 ديسمبر ونهاية الشهر ذاته، كان هناك 104 حالات من المرض الجديد ، بما في ذلك 15 حالة وفاة ، متسائلا: لماذا أشار الخطاب الصيني الرسمي في 31 ديسمبر إلى أنه لا يوجد دليل واضح على انتقال العدوى من شخص لآخر؟ ولماذا لم يتغير هذا الخطاب قبل 20 يناير؟

 

ولم يتوقف “نيال فيرجسون” عند هذه الأسئلة فحسب، بل دفع بأخرى، بينها استفساره عن قرار الرئيس الصيني منع السفر من مقاطعة “هوباي” إلى بقية الصين في 23 يناير ولم يمنعه من “هوباي” إلى بقية العالم، رغم علمه المسبق بأن هناك وباءا كاملا ينتشر من ووهان إلى بقية مقاطعة هوباي .

وقال إننا بحاجة إلى الاستمرار في سؤالهم، ما إذا كان علينا أيضا تطعيم أنفسنا ضد النوع الآخر من الفيروسات المنبعثة حاليًا من الصين عبر الأخبار المضللة التي تعلمها الرئيس الصيني من نظيره الروسي حول كيفية الانتشار عبر الإنترنت.

وخلص إلى أن مشكلة الصين كما مشكلة روسيا قبل عام 1991، هي مشكلة الحزب الواحد، وطالما أن خمس البشرية خاضعة لإرادة منظمة غير خاضعة للمساءلة وفاسدة متعطشة للسلطة ولها تاريخ طويل من الجرائم ضد شعبها ، فإن بقية البشرية لن تكون آمنة.

 

للمزيد:

“الفيروس مستورد” كذبة جديدة يسعى الحزب الشيوعي الصيني لإقحامها في صفحات التاريخ