أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)

في وقت تتضامن الشعوب مع حكوماتها لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لكن الوضع في إيران مختلف تماماً.

وفيما سجلت أعداد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس في إيران أكثر من ألفي حالة، وتجاوز عدد المصابين 27 ألف، تحتل طهران مركزاً متقدماً بين الدول الأكثر تضرراً من الوباء القاتل.

النائبة بالبرلمان عن مدينة شيران بهرام بارساي، اتهمت خطوط “ماهان” التابعة للحرس الثوري الإيراني بالتسبب في ظهور الفيروس بالبلاد.

بدوره قال محمد حسين بحريني، رئيس جامعة مشهد للعلوم الصحية، إن “السبب في حدوث هذا القدر من الوفيات جرّاء الإصابة بفيروس كورونا، 700 طالب صيني كانوا يدرسون في مدينة قُم”.

آية الله محمد تقي فاضل مؤبدي، عضو هيئة التدريس بجامعة “مفيد” في مدينة “قم”، يتهم السلطات بتسييس الأزمة من خلال زعمها بأن السبب فيها العقوبات المفروضة على البلاد.

أحد أهم الأسباب التي أسقطت إيران مهزومة أمام “كوفيد-19″، هو تكتمها على الإصابات وإخفائها والتأخر في الإعلان عن أول إصابة، وكذلك التحرك المتأخر في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الفيروس، كان من أكبر العوامل التي ساعدت في انتشاره بسرعة.

لقد ثبت أن وزير الصحة الإيراني حسن قاضي زاده هاشمي، أبلغ المسؤولين بوجود الفيروس قبل شهرين من الإعلان الرسمي عنه.

وفي الوقت الذي قال فيه خامنئي عن الفيروس “إنه ليس بالبلاء الكبير لهذا الحد”، نرى أن الرئيس، حسن روحاني، أدلى بأول تصريح بعد 4 أيام من الإعلان عن وجوده رسمياً بالبلاد.

مسعود بزشكيان، نائب رئيس البرلمان، رداً على مثل هذه التصريحات التي لم تأخذ الأمر على محمل الجد قال “كان يتعين على المسؤولين أن يكافحوا الفيروس بالشكل اللائق منذ اليوم الأول”.

نواب البرلمان، شددوا على ضرورة أن يكون الرئيس على رأس فريق إدارة الأزمة، لكن الأخير تهرب من القيام بهذه المهمة بحجة أن بعض المؤسسات العسكرية والمدنية في الدولة لا تتبع في هذا الشأن رئاسة الجمهورية.

بدوره قال خامنئي إن روحاني يتابع الموضوع، ومن جانب آخر أصدر تعليمات بتشكيل مقر لمكافحة الفيروس تحت رئاسة محمد باقيري، رئيس الأركان العامة.

وعلى إثر تعيينه رئيساً للمقر المذكور، أعلن باقيري أنه سيتم إخلاء الشوارع والأزقة وكافة القرى من المواطنين خلال 24 ساعة، لكن في المقابل قال روحاني “لن يتم تطبيق أي حجر صحي لا اليوم ولا في أيام أعياد النوروز”.

وبالتالي لم يتم تفعيل ما قاله رئيس الأركان، ولم تعد هناك أية تدابير لمكافحة الفيروس.

في الوقت الذي قال فيه خامنئي، وحسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، إن الفيروس هو “هجوم إرهابي بيولوجي” شنته الولايات المتحدة، نجد على الجانب الآخر، رضا مليك زاده، نائب وزير الصحة، نفى هذه المزاعم، وأضاف قائلاً: “وفق ما ثبت لدينا ليس الأمر كما قيل”.

ثمة سبب آخر من أسباب فشل طهران في التصدي لتفشي فيروس كورونا، ألا وهو فقد الشعب ثقته في مسؤولي البلاد.

صحيفة “اعتبار” المعروفة بقربها من النائب البرلماني عن العاصمة طهران، محمد علي وكيلي، نشرت في وقت سابق مقالاً موقعاً باسم، علي رضا صديقي، سلط فيه الضوء على حالة انعدام الثقة هذه، حيث قال إن السبب في حدوث هذه الدرجة من التعقيد في عملية مكافحة فيروس كورونا بإيران، هو عدم قيام المسؤولين بالإدلاء بأية بيانات صحيحة حول انتشار الوباء، إلى جانب انعدام ثقة الشعب فيما يصدر عن هؤلاء المسؤولين من معلومات”.

وهذه الحالة من انعدام الثقة كانت حاضرة بقوة بعد الزلازل التي شهدتها البلاد على مدار السنوات الأخيرة، إذ دفع هذا الأمر المواطنين إلى التراجع عن فكرة إرسال مساعداتهم لمتضرري الزلازل عبر قناة الدولة.

هناك عامل آخر من عوامل فشل طهران في مواجهة الفيروس، ألا وهو التأخر في اتخاذ التدابير اللازمة ضد كورونا في مدينة “قم” التي تفشى منها الوباء، وهو العامل الأكثر إثارة لحفيظة المواطنين دون غيره.

وكان لرجال الدين في تلك المدينة دور كبير في اتخاذ هذه التدابير، إذ عارضوا فكرة إغلاق الأضرحة، ووضع المدينة تحت الحجر الصحي، ما أدى لتفشي الفيروس بشكل سريع في المدينة وبالتالي في كافة أنحاء البلاد.

علي مطّهري، النائب السابق لرئيس البرلمان قال في هذا الصدد إن مسؤولية الناس الذين لقوا حتفهم بسبب فيروس كورونا، تقع على عاتق من عارضوا وضع مدينة قم تحت الحجر الصحي. لذلك يجب كشف القناع عن كل من حال دون فرض الحجر الصحي على المدينة، ولماذا قام بذلك.

مصدر الصورة: REUTERS

اقرأ المزيد:

مقرب من النظام السوري يوسع إمبراطورية أعماله وسط مخاوف من فيروس كورونا