أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

توصلت دراسة أعدها المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف إلى أن التلقين الإيديولوجي لداعش بضرورة الخلافة زاد في البداية من التزام مقاتليه بالتنظيم ولكن مع مرور الوقت أصبح العديد من مقاتلي داعش يشعرون بخيبة أمل وأقل التزامًا بالتنظيم.

وكشفت الباحثتان “آن سبيكارد” و”مولي دي إلينبرغ” في دراستهما أنه عندما فقدت الخلافة أراضيها وعانى أفرادها من قصف وموت أحبائهم وتسجيل خسائر في ساحة المعركة والاعتقال في نهاية المطاف بدأ الكثيرون بالتخلص من التطرف من تلقاء أنفسهم دون أي برمجة.

وكانت إحدى القضايا البارزة في هذه الدراسة هي عدد المقاتلين الأجانب الذين جاءوا إلى داعش بدافع الرغبة في مساعدة السوريين المحاصرين ، مما يؤكد مدى أهمية السياسة الخارجية وكيف أصبح العالم مترابطًا.

وبيّنت الدراسة المنشورة في  مجلة الأمن الاستراتيجي أن مدى قوة مقاطع الفيديو والدعاية عبر الإنترنت والتجنيد في التأثير على المقاتلين الأجانب وحتى السكان المحليين للانضمام إلى داعش، مشيرة إلى أن 8.2 في المائة من العينة قالوا إنهم تم تجنيدهم في داعش عبر الإنترنت فقط .

انكسرت شوكة داعش في بلدة الباغوز شرق سوريا على يد قوات سورية الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي 

ومن اللافت للنظر أيضًا أن المقاتلين الإرهابيين الأجانب ركزوا بشكل أكبر على الشعور بالهوية، بينما تحدث المشاركون العراقيون والسوريون أكثر عن الدوافع الاقتصادية لانضمامه لتنظيم داعش.

وأظهرت الدراسة أن المقاتلين تأثروا بمصادر الإنترنت وتحديداً خطب أنور العولقي ودوائر قريبة من الأصدقاء وكلاهما كان من بين التأثيرات الأكثر أهمية للمشاركين في هذه الدراسة.

ونصح معدا الدراسة بأن هؤلاء يحتاجون بمجرد إعادة تأهيلهم إلى برامج إعادة الإدماج من الدرجة الأولى التي تساعدهم على معالجة القوى المحفزة الأصلية التي دفعتهم إلى احتضان الأيديولوجيات الإرهابية في المقام الأول.

ووصف المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف داعش بأنها واحدة من أكبر الجماعات الإرهابية وأكثرها فتكًا حتى الآن ، وقد عملت على تأسيس ما يسمى بالخلافة كدولة أولية لأكثر من أربع سنوات.

وأشار الباحثان إلى أن داعش في أوج ذروته عام 2014 ، تمكن من السيطرة على حوالي 40 بالمائة من العراق و 60 بالمائة من سوريا واجتذبت أيضًا أكثر من 40 ألف مقاتل أجنبي إلى صفوفها من أكثر من 130 دولة.

ولفتا أن تنظيم داعش شنّ إرهابية في جميع أنحاء العالم ، في مدن بعيدة المدى مثل: بروكسل ، اسطنبول ، جاكرتا ، لندن ، نيويورك ، نيس ، أورلاندو ، باريس ، وسيدني ، على سبيل المثال لا الحصر.

علاوة على ذلك ، صنفت الدراسة تنظيم داعش بأنه واحد من أغنى الجماعات الإرهابية في التاريخ ، يستمد تمويله من عدد من المصادر بما في ذلك سرقة البنوك وفدية الرهائن والاستيلاء على آبار النفط في سوريا ، وبيعها لاحقًا للنفط إلى تركيا وحكومة الأسد.

كاميرا “أخبار الآن” تنقل قصص نساء من دول مختلفة وقعن ضحية بروباغندا مغرضة ليجدن أنفسهن في أحضان داعش

ومن مصادر التمويل أيضا استفادت داعش من النهب وبيع الآثار  والاتجار بالبشر من الرقيق الجنسي وفرض الضرائب على السكان والاستيلاء على التجارة المحلية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وقدر معدا الدراسة أنه كان لداعش في مرحلة ما دخل يومي قدره 3 ملايين دولار أمريكي مع عائدات سنوية قدرها 2.9 مليار دولار أمريكي.

ووصلت الباحثتان إلى مجموعة واسعة النطاق من الذكور والإناث على حدٍ سواء ، وكوادر محلية وأجنبية ، وكوادر داعش تتراوح بين الجنود المشاة وأفراد أسرهم، إلى أمراء وأذرع مخابرات التنظيم.

وقدمت هذه الدراسة تقارير عن 220 مقابلة متعمقة وتمكنت من تضمين مقابلات من كوادر داعش من 35 دولة وتمثل 41 عرقًا.

ومن نتائج الدراسة أن من بين 182 رجلاً خضعوا للدراسة يتحدرون من 35 دولة ويمثلون 41 عرقًا، في حين 51.1٪  منهم كانوا أعضاء أجانب في داعش ، بينما 34.1٪ عراقيون و 14.8٪ سوريون.

ونبهت الدراسة إلى أنه كان عمرهم 26 عامًا وقت انضمامهم إلى داعش، بينما كان المقاتلون الأجانب الذكور أكبر من نظرائهم المحليين ، بمتوسط ​​عمر 27.88 في وقت انضمامهم إلى داعش .

وحسب نتائج الدراسة قضى معظم الرجال في العينة نحو 30 شهرًا في المتوسط ​​داخل داعش وعزت الباحثتان قصر الفترة إلى قصر عمر داعش نسبيًا .

أما الإناث المشاركات في الدراسة  كانت الـ 38 من 18 دولة ومثلن 22 عرقًا و من بينهن كانت 76.3 في المائة أعضاء أجانب في داعش ، في حين أن 13.2 في المائة كن عراقيات و 10.5 في المائة سوريات.

وكان عمرهن في المتوسط ​​24.32 سنة عندما انضممن إلى داعش بعد أن أمضين 32 شهرًا في المتوسط ​​داخل المجموعة.

فتاة أيزيدية وقفت وجها لوجه أمام مغتصبها بعد أن بيعت بمئة دولار إلى أحد عناصر داعش

و انضم معظم من أجريت معهم مقابلات الدراسة بعد إعلان الخلافة في عام 2014 ، وغادروا أو تم أسرهم عندما بدأ تنظيم داعش يفقد قوته على الأرض في عام 2017.

وقبل الانضمام إلى داعش ، لم يكن 44.5 في المائة من الرجال متزوجين قط و 46.7 في المائة متزوجون و 4.4 في المائة مطلقين، أما النساء كان 28.9 في المائة منهن لم يسبق لهن الزواج و 60.5 في المائة كن متزوجات و 7.9 في المائة مطلقات.

وحسب الدراسة أن الوعد بالزواج كان من النقاط التي رسمها داعش للرجال في البلدان التي تمنع فيها البطالة غالبًا الزواج أو للرجال الذين يجدون صعوبة في الزواج لأسباب أخرى.

ومن الناحية الاجتماعية والاقتصادية، كان 65.4 في المائة من الرجال من جذور الطبقة الوسطى، مع 18.7 في المائة و 3.8 في المائة من أسر الطبقة العاملة والطبقة العليا ، على التوالي، بينما النساء كان 63.2 في المائة منهن أتوا من أسر الطبقة المتوسطة و 21.1 في المائة و 5.3 في المائة من أسر الطبقة العاملة والطبقة العليا.

 

إقرأ المزيد:

عام على تجفيف منابع التنظيم في المنطقة.. الباغوز مقبرة داعش في سوريا