أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

أثارت زيارة  أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، قبل أيام، إلى العراق الكثير من الأسئلة التي تبعث على القلق بشأن مستقبل العراق السياسي، منذ اندلاع ثورة أكتوبر/تشرين الأول من العام المنصرم.

الزيارة جاءت في ظرف استثنائي غير مسبوق تعيشه إيران مع تصاعد حالات المصابين بفيروس كورونا وتنامي عدد ضحاياه ومحاولتها احتواء الوباء والسيطرة عليه.

ومعروف عن شمخاني تكوينه العسكري وتدرجه في المناصب , فقبل توليه الإشراف على المجلس الأعلى للأمن القومي شغل منصب وزير دفاع، زيادة على أنه محسوب على الدائرة الضيقة للمرشد الأعلى.

النائب حسن خلاطي عضو تيار الحكمة والمحلل السياسي هيثم الخزعلي يدافعان عن زيارة شمخاني

 

“ابو فدك” يحدث فتنة داخل البيت السياسي الشيعي بالعراق

وزار شمخاني العراق على رأس وفد رفيع المستوى، بحسب وسائل إعلام إيرانية، عقب نشوب خلافات سياسية بالبيت السياسي الشيعي حول مسألة اختيار رئيس الحكومة العراقية.

الخلافات انكشفت بشكل واضح في عدم التوافق حول حكومة محمد توفيق علاوي، تزامن ذلك مع تزايد العنف ضد المتظاهرين الذين طالبوا بحقوق معيشية ومكافحة الفساد قبل أن تتحول إلى مطالب سياسية تدعو للتغيير.

وعلى ضوء ما يحدث، فإن إيران، من منظور مراقبين، لا يخدمها الوضع الفوضوي السائد في بغداد، بعدما استثمرت بكثافة خلال العقد ونصف العقد الماضي في اختيار السياسيين .

لذلك، لا يستبعد مهتمون بالشأن العراقي أن ينطلق شمخاني من حيث انتهى قاسم سليماني، لاستكمال مشروع إيران في المنطقة واحكام السيطرة على القرار السياسي في بغداد.

وكان شمخاني قد ألمح في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية إلى ذلك، حين قال إن دور أجهزة الاستخبارات والأمن في إدارة الظروف الجديدة له أهمية قصوى.

وما يعزز هذا الكلام، أن شمخاني أثناء زيارته للعراق، لم يكتف بالاجتماع مع رئيس البرلمان العراقي والرئيس ورئيس الوزراء السابق ، بل التقى أيضا بقائد قوات الحشد الشعبي، وقادة مليشيات مؤيدة لإيران.

وقرأ الباحث هشام الهاشمي زيارة شمخاني في تغريدة له على تويتر أنها جاءت لسد الثغرات في الملف السياسي التي احدثها غياب سليماني وعجز بديله قآني عن إنجاز المهمة.

واعتبر أيضا أنها تأكيد على إنجاز مهمة إخراج القوات الامريكية والتحالف الدولي من العراق , وأنها جاءت لاختيار رئيس وزراء جديد ومساعدة البيت السياسي الشيعي في ذلك.

أما الباحث إحسان الشمري فقد رأى أن زيارة شمخاني تمثل ذلك القلق العميق من ارتباك حلفائها ومحاولة لإعادة ترتيب التأثير في المشهد السياسي ورسالة من طهران لواشنطن بسرعة الإمساك وملء فراغ سليماني.

ولا تريد إيران، وفق مصادر إعلامية، أن تفقد قبضتها على الشأن العراقي وتسعى للسيطرة على عملية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، كما فعلت منذ عام 2003. 

 

المحلل السياسي أحمد الأبيض: هدف زيارة شمخاني لعدم إيقاف التبادل التجاري

 

إقرأ المزيد:

ملامح الصراع تظهر داخل الحشد الشعبي بسبب “أبو فدك”