أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

قال خبراء إن سوء الصرف الصحي وغيرها من العوامل يمكن أن يؤدي إلى انتشار فيروس كورونا الجديد في معسكرات الاعتقال في منطقة شينجيانغ الإيغورية ذاتية الحكم شمال غربي الصين، حيث أكدت وسائل الإعلام الرسمية أول إصابتين بالفيروس في المنطقة لرجلين كانا في مدينة ووهان حيث بدأ انتشار الفيروس.

وأعلنت الصين، اليوم (السبت)، أن 41 شخصاً توفوا حتى الآن بسبب فيروس كورونا الجديد، الذي أصاب أكثر من 1300 شخص على مستوى العالم في الوقت الذي سارعت فيه السلطات الصحية في شتى أنحاء العالم لمنع حدوث وباء عالمي.

ووسط مخاوف من انتشار الفيروس، حذّر الخبراء من خطر انتقال العدوى خصوصاً بالنسبة لأولئك المحاصرين في منطقة شينجيانغ، حيث وضعت السلطات ما يصل إلى 1.8 مليون من الإيغور وغيرهم من الأقليات المسلمة في معسكرات اعتقال منذ نيسان (أبريل) 2017.

وفي إشارة إلى الإصابتين في شينجيانغ، قام أدريان زنز، مختص في دراسات الصين في “مؤسسة ضحايا الشيوعية التذكارية” ومقرها واشنطن وواحد من أبرز الخبراء في العالم بموضوع السجون الجماعية في المنطقة، بكتابة تغريدة على حسابه في تويتر قائلاً إن فيروس كورونا المستجد “يمكن أن يضيف بعداً جديداً تماماً لأزمة شينجيانغ”.

وقال جيمس ميلوارد، أستاذ التاريخ الصيني في جامعة جورج تاون بواشنطن والذي كتب بشكل مكثف عن منطقة شينجيانغ، إن السلطات في المعسكرات غير مجهزة للتعامل مع تفشي هذا الوباء ويجب أن تفرج فوراً عن المحتجزين من المنشآت والمصانع المرتبطة بها، حيث تشير التقارير إلى تعرضهم للعمل القسري.

وكتب ميلوارد في مقال على حسابه في تويتر: “كانت الوقاية من الأوبئة واحدة من المتطلبات الأولى في دليل (تشو هايلون) حول إنشاء المعسكرات”، مشيراً إلى أن الوثائق الصينية الرسمية التي سربت مؤخراً، والمعروفة باسم “الكابلات الصينية”، شملت أول “دليل” معروف لتشغيل معسكرات الاعتقال في شينجيانغ.

واضاف: “هذا قد يكون كارثة هائلة بسبب الظروف السيئة وسوء النظافة والبرد. وتحتاج الصين إلى إعادة المعتقلين إلى بلادهم من المخيمات (…)”، واستشهد أوستن رمزي، صحافي في صحيفة “نيويورك تايمز”، بتقارير عن محتجزين سابقين في المعسكرات أخبروا الصحيفة أن “الأحوال الصحية في معسكرات الاعتقال يمكن أن تكون سيئة”.

وقال في تغريدة يوم الخميس “إذا تفشى الفيروس هناك فستكون هناك مشكلة ضخمة محتملة”.

 

وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن المرض بدأ بالتفشي في شينجيانغ، بحسب السلطات. وأضافت: “إذا انتشر الفيروس في شينجيانغ، فقد يترك حوالى مليون مسلم من الإيغور محتجزين في معسكرات الاعتقال في جميع أنحاء المنطقة عرضة للإصابة”.

وأوضحت أن “المعسكرات قذرة، ولديها بنية تحتية رديئة، ومكتظة بالسجناء، وفقًا لشهادة سجناء سابقين. هذا يجعلها أرضاً خصبة لتكاثر الأمراض والعدوى”.

وهناك ما لا يقل عن 465 من هذه المعسكرات المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة، وفقًا لبحث أجرته مجموعة نشطاء “حركة صحوة شرق تركستان الوطنية” العام الماضي.

وقال دولكان عيسى، رئيس “المؤتمر العالمي للإيغور”، “إذا دخل فيروس ووهان إلى المعسكرات، فستكون له تداعيات خطيرة على المعتقلين”، محذراً من أن “حياة الملايين ستتعرض للخطر”.

وأضاف “إننا نعرف حقيقة أن الظروف في المخيمات مروعة – فقد أصيب كثير من الناس بأمراض خطيرة بسبب الظروف المكتظة والقذرة” ، مشيراً إلى أن رداءة نوعية الغذاء ونقص الرعاية الطبية، وحتى التعذيب، يمكن أن تكون أيضاً المساهمة في إضعاف أجهزة المناعة لدى المعتقلين.

وتابع: “يتعين على الصين أن تبذل كل ما في وسعها لمنع انتشار فيروس ووهان إلى أي معسكرات لأن العواقب ستكون كارثية، ما قد يؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف من الإيغور الذين تم احتجازهم تعسفاً في السنوات الثلاث الماضية”.

ودعا عيسى الصين إلى السماح لمنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي بالوصول إلى المعسكرات من دون عوائق للإشراف على ما يجري لمنع تفشي الفيروس، وحض الأمم المتحدة على مناقشة التدابير مع بكين لمحاربة انتشار الفيروس.

وقال: “أدعو الصين أيضاً إلى إطلاق سراح الإيغور وغيرهم من المعتقلين من معسكرات الاعتقال وسط الوضع الخطير الحالي”.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قالت “لجنة الكونغرس التنفيذية الخاصة بالصين” (وكالة مستقلة تابعة للحكومة الأمريكية تراقب تطورات حقوق الإنسان وسيادة القانون في الصين)، إن نظام معسكرات شينجيانغ ينطبق على ما هو منصوص عليه في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والذي يشكل “جرائم ضد الإنسانية”.

مصدر الصورة: رويترز

للمزيد

التكنولوجيا الحديثة تكشف كذب ادعاءات الصين بشأن معسكرات إعادة التعليم في شينجيانغ

ارتفاع عدد الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد في الصين