أخبار الآن | النيجر – france24
يهدّد التغير المناخي الرعاة الرحل في النيجر، إذ يعانون من الجفاف الكبير، الامر الذي يدفعهم للبحث عن مناطق رطبة تتساقط فيها الأمطار التي تعد مصدر حياة لهم ولقطعانهم.
والرعاة الرحّل هم من بين أضعف المجتمعات عندما يتعلق الأمر بتأثير تغير المناخ، فيمكن لارتفاع درجات الحرارة وتغير الرياح ومستويات الرطوبة التي تبدّل أنماط هطول الأمطار وهبوب العواصف الرملية، أن يغير من جودة المراعي التي يعتمد عليها الرعاة المهاجرون أو حتى موقعها.
يقول أحد الرعاة ويدعى علي أنّهم “علموا أن الأمطار ستتساقط في الشمال وسيذهبون إلى هناك”. ومع هذا، فإن الطريق إلى هناك ليست سهلة، إذ عليهم اجتياز 100 كيلومتر متنقلين بين المناطق القاحلة في جنوب النيجر قبل أن يصلوا إلى وجهتهم بيرمو.
وتعتمد النيجر على الزراعة والرعي لتوفير سبل العيش لـ80% من سكانها، وهي إلى جانب واحدة من أفقر دول العالم، تعتبر من بين أكثر الدول المعرضة للتصحر، إذ تخسر ما يعادل حوالي 150 ألف ملعب كرة قدم من مساحاتها الخضراء سنوياً.
Climate change threatens end of the trail for Niger's nomadic herdershttps://t.co/RDodksA3YG @AFP's Marco Longari photographs the Wodaabe People, a sub-group of the Fulani – nomadic cattle herders and traders in the wider Sahel region pic.twitter.com/QQQA3D0gze
— AFP News Agency (@AFP) December 5, 2019
وفي السياق، قال جعفرو أمادو وهو مهندس يعمل في مجموعة تسمى “جمعية إحياء الرعي في النيجر” (ارين): “أصبح الطقس غير متوقع على الإطلاق”، وأضاف: “أكثر ما نخشاه هو مواسم الجفاف التي تفاجئ الناس عندما لا يتوقعون ذلك”.
وفي العام 2018، تجمع أكثر من 60 ألف شخص في بيرمو للاحتفال بهطول المطر في وقت مبكر من مايو/أيار. وبعد بضعة أسابيع، توقف المطر الغزير فجأة، ولم يهطل لـ30 يوماً متواصلة، تحولت السهول الخضراء إلى اللون الأصفر وارتفع سعر علف الحبوب في الأسواق المحلية.
ويخيم روادا سابغاري كل شتاء قرب بئر حفرها جده منذ أكثر من نصف قرن على مسافة 6 كيلومترات من بيرمو، وهو جزء من قبائل فولاني تدعى وودابي تشتهر بالسفر لمسافات طويلة مع قطعانها من النيجر إلى جمهورية أفريقيا الوسطى عبر الكاميرون وتشاد.
وتسببت موجة الجفاف المتتالية على مدى السنوات الـ10 الماضية في خسارة سابغاري نصف قطيعه. واليوم لم يتبق لديه إلا 32 بقرة، وهي خسارة كارثية بالنسبة إليه وأسرته المكونة من 25 فرداً.
وقال سابغاري: “في القديم، لم نكن نأكل الحبوب أو اللحوم فقد كان الحليب غنياً ووفيراً.. وهذا الأمر أصبح اليوم مستحيلاً”. وأوضح أن “أسوأ حالات الجفاف التي ضربت البلاد بين عامي 1974 – 1984 كانت نقطة تحول لرعاة الساحل الإفريقي الذين فقدوا نصف ماشيتهم”.
وتابع: “لم نكن مستعدين لذلك، فر الجميع (جنوباً) إلى نيجيريا، كانت الحيوانات ضعيفة ومتعبة لدرجة أننا اضطررنا لحملها، حتى الناس كانوا يموتون، وكانت الأسواق فارغة”.
Climate change threatens end of trail for Niger’s nomadic herders https://t.co/KyvKiDYPNU pic.twitter.com/dhic9Ko8D8
— CONCIOUS MEDIA STUDIO (@Cms_Broadcast) December 5, 2019
مصدر الصور: afp
للمزيد:
أبحاث الصين على الأقليات العرقية تثير ردود فعل المجتمع الدولي