أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (تحليل)
 
تعاني إيران الكثير من المتاعب. المتشددون في إيران يقومون دائمًا بأمور سيئة ثم يؤدون دور الضحية. وفي أثناء هذا، وصلت إيران إلى نقطة الإنهيار اقتصاديًا ودبلوماسيا.
 
هل تستطيع إيران النجاة من هذا المأزق الكبير الذي وضعت نفسها فيه؟ يتوقف الأمر على ما إذا كان بإمكان إيران التحرر من فكرتين سيئتين، أدتا إلى مؤسستين سيئتين.
كثير من مشاكل إيران العميقة تكمن جذورها في نظام ولاية الفقيه والحرس الثوري، كلاهما أفكار سيئة، إذ إن كلاهما ينبعُ من ثورةِ الخميني التي استخدمت قوةَ الشعب في الإطاحة بالشاه، ولكن سرعان ما قرروا عدم الثقة في الناس بعد ذلك. لهذا السبب أهدرت إيران 40 عامًا من تاريخها.
 
بسبب نظام ولاية الفقيه، لا يمكن للبرلمان والحكومة الإيرانييْن أن يكونا فعاليْن، إذ يُمكن أن يكون لدى والي الفقيه جدولَ أعمال منفصل.
 
إنه نظام قائم على عدم الثقة والرغبة في الحفاظ على سيادة النخبة الصغيرة.
اقرأ أيضا:
بكين تعترض على العقوبات الأمريكية الأحادية لمنع تصدير النفط الايراني
 
في حين أن لها لونًا ورائحة ثيوقراطية، إلا أن ولاية الفقيه نظامٌ سياسي يرفضه كثير من علماء الشيعة داخل إيران وخارجها، أبرزهم علي السيستاني، وهو أقوى رجل دين شيعي في العراق، يرفض ولاية الفقيه.
 
كآلية سياسية، فإن ولاية الفقيه بالية وعفا عليها الزمن، وهي غيرُ فعالة قبل كل شيء، لقد خفضت ولاية الفقيه منزلةَ إيران بالنسبة لمعايير كوريا الشمالية، الأمر الذي يجعلُ الكثير من الإيرانيين يشعرون بالاستياء الشديد.
 
إنتهى وقت ولاية الفقيه، وانتهى الوقت أيضًا لأحد أكثر أدواتها ضررًا وهو الحرس الثوري. إيران اليوم مذنبة بالتدخل في المنطقة بسبب الحرس الثوري، وتخسر أراضيها من سوريا إلى اليمن، لأن الحرس الثوري الإيراني لا يفعل شيئًا سوى الإضرار بمصالح الأمة الإيرانية.
 
تشارك إيران في مغامرات غبية مثل محاولة إنقاذ نظام مادورو في فنزويلا، والسبب هو الحرس الثوري الإيراني.
 
صمم الحرس الثوري الإيراني كآلية للقمع والإرهاب، ولقد حول القوات المسلحة الإيرانية إلى دمية. دفاعات إيران اليوم هي الأضعف على الإطلاق، لأن الحرس الثوري الإيراني يطغى على قواته المسلحة النظامية، من خلال سحب جميع الموارد والهيمنة على السياسة العسكرية والخارجية.
 
الجميع يعرف قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ولكن من يعرف قائد الجيش النظامي؟
 
يمكن لإيران أن تتعافى اليوم، يمكنها إعادة بناء مجتمعها واقتصادها، وبإمكانها إصلاحُ القنوات الدبلوماسية التي دمرتها. بإمكانها أن تصبح جاراً جيداً.
 
لكن قبل ذلك يتعين عليها تحرير نفسها من هاتين المؤسستين اللتين لا تخدمان المصالح الوطنية الإيرانية.
المزيد: