طلال بيطار
أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)
دعا البابا فرنسيس والعاهل المغربي محمد السادس إلى الحفاظ على القدس “تراثا مشتركا” للأديان التوحيدية الثلاثة، وذلك في اليوم الأول من الزيارة التي يقوم بها البابا الى المغرب والتي تهدف الى إعطاء دفع للحوار الديني.
وجاء ذلك في نداء مشترك تم توقيعه بعد المحطة الأولى للبابا في باحة مسجد حسان في الرباط حيث ألقى البابا فرنسيس خطابا دعا فيه الى مواجهة التعصب والأصولية” ب”تضامن” جميع المؤمنين، مدافعا عن “حرية الضمير” و”الحرية الديانة”.
وجاء في النداء المشترك “إننا نؤكد على أهمية المحافظة على مدينة القدس الشريف باعتبارها تراثا مشتركا للإنسانية ووصفها أرضا للقاء ورمزا للتعايش السلمي لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث ومركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار”.
ودعا الى حماية “الطابع الخاص المتعدد الأديان والبعد الروحي والهوية الثقافية الخاصة للقدس”.
وتشكل مدينة القدس أحد محاور النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقد احتلت اسرائيل القدس الشرقية وضمتها عام 1967 ثم أعلنت في 1980 القدس برمتها عاصمة لها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويسعى الفلسطينيون الى جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.
ويترأس العاهل المغربي لجنة القدس التي تأسست العام 1975 بمبادرة من الملك الراحل الحسن الثاني، وهي مكلفة حماية المدينة المقدسة.
ويشكل الحوار بين الأديان أحد المحاور الأساسية لزيارة البابا الى المغرب، وهي الثالثة الى بلد عربي بعد مصر والإمارات.
– “مواجهة التعصب بالتضامن” –
وكان البابا وصل الى الرباط قرابة الساعة 14,00 بالتوقيت المحلي (13,00 ت غ)، واستقبله الملك محمد السدس عند أسفل سلم الطائرة.
وسار البابا والعاهل المغربي على سجادة حمراء تحت مظلتين تقيهما من المطر، وتوجها في موكب نحو مسجد حسان التاريخي في العاصمة المغربية الرباط حيث ألقيا خطابين وسط تصفيق آلاف الأشخاص.
وقال البابا “من الضروري أن نجابه التعصب والأصولية بتضامن جميع المؤمنين، جاعلين من قيمنا المشتركة مرجعا ثمينا لتصرفاتنا”.
وأضاف “إن حرية الضمير والحرية الدينية -التي لا تقتصر على حرية العبادة وحسب بل يجب أن تسمح لكل فرد بالعيش بحسب قناعاته الدينية- ترتبطان ارتباطا وثيقا بالكرامة البشرية”.
ودعا العاهل المغربي من جهته إلى “إيلاء الدين مجددا المكانة التي يستحقها في مجال التربية”، مضيفا “لمواجهة التطرف بكل أشكاله، فإن الحل لن يكون عسكريا ولا ماليا، بل يكمن في شيء واحد هو التربية”.
وخلال توجه موكب البابا والملك من المطار الى باحة مسجد حسان، اصطف حشد من المغاربة على جنبات الطريق لتحية الموكب، وبادلهم العاهل المغربي التحية من سيارته المكشوفة التي ركبها مرتديا جلبابا مغربيا تقليديا، وكذلك البابا في سيارة “بابا موبيلي” البيضاء على الجانب الآخر من الطريق.
وفي لحظة، حاول شاب في السابعة عشرة من عمره الاقتراب من سيارة الملك، لكن اعترضه عناصر أمن، وتم توقيفه، بحسب ما أعلن لاحقا. وقال بيان للإدارة العامة للأمن الوطني أن الشاب كان يحاول اختراق الموكب من أجل استعطاف الملك “بسبب بسبب الوضع الصحي لوالديه”.
وتزينت شوارع الرباط خلال الأيام الأخيرة استعدادا لاستقبال البابا وشددت الإجراءات الأمنية. وبدأ عدد كبير من المغاربة بالتوافد الى مسجد حسان المطل على نهر أبي رقراق منذ عصر السبت.
وذكرت السلطات المغربية أن عدد الذين كانوا موجودين في الباحة بلغ 12 ألفا.
المزيد: