في مثل هذا  اليوم قبل عام ، هاجمت القوات المرتزقة التابعة لمجموعة الفاغنر الروسية موقعاً عسكرياً تابعاً للتحالف في دير الزور في سوريا. أدى رد التحالف حينها إلى مقتل أكثر من 200 من مرتزقة الفاغنر وجرح عشرات آخرين. كان الرأي العام العالمي على معرفة محدودة بالفاغنر والخطر الذي تشكله على الدول الضعيفة.
ولكن من هم هؤلاء المرتزقة “فاجنر” وماذا يطاردون في الأماكن الصحراوية النائية من دير الزور، بعيدا عن حضن “الأم روسيا”؟

“الفاغنر”.. اسمٌ بات يتردّد كثيراً في ساحاتِ القتال ضمن العديد من البلدان العربية مثل أوكرانيا، سوريا، السودان، ليبيا. ولأنّ الحروبَ في العالم باتت بـ”الوكالة”، فإنّ روسيا اختارت “الفاغنر” الجماعة المسلّحة للقيام بأعمالٍ قذرة في البلدان الضعيفة، بدلاً عنها. فموسكو تتيقّن تماماً أنّ دخولها في أي حربٍ مباشرة أمرٌ ليس وارداً أبداً في حساباتها، وعليه فإنّها تطمحُ إلى ممارسة الحرب عبر وسطاء، تتمسك بهم بلحظة، وتتنصّل منهم ببرهة غير محسوبة.

– “الفاغنر” مجموعة روسية شبه عسكرية تستخدمها موسكو للقيام بأعمال عسكرية وتأدية مهام قذرة في بلدان الحروب.

– تسعى “الفاغنر” للوصول إلى الموارد الطبيعية للبلدان الضعيفة. 

– شاركت “الفاغنر” في الحرب السورية إلى جانب النظام السوري.

– تسعى روسيا إلى تعزيز نفوذها في أفريقيا وتحديداً في السودان وليبيا.

– المسعى الروسي عبر “الفاغنر” في السودان هدفه إقتصادي بحت. 

– بوتين يريد تحويل ليبيا إلى سوريا جديدة واستخدام قواته هناك للتأثير على الغرب

– بريطانيا ترى أنّ مسألة التدخل الروسي تحولت إلى “قضية رأي أوروبية”.

– هناك كثير من الناس في روسيا منزعجون بشدة من استخدام الكرملين للمرتزقة مثل مجموعة “الفاغنر”.

– رغم دعمها لها، تنفي روسيا علاقتها بـ”الفاغنر”.

– هروب الكرملين عن التبني الرسمي لأنشطة الـ”فاغنر” يعود إلى خوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من رقابة البرلمان.

إليكم التفاصيل: 

من هم “الفاغنر”؟

هي جماعة منظمة روسية شبه عسكرية بلغ عددها أكثر من 1500 عنصر، تستخدمها الحكومة الروسية للقيام بأعمال عسكرية وتأدية مهامٍ قذرة في بلدان الحروب، للوصول إلى مصادر الموارد الطبيعية. تضمّ هذه الجماعة مجموعة من العسكريين الروس المتقاعدين، وتحصل على عقود روسية مربحة للوصول إلى الموارد الطبيعية في البلدان التي تعمل فيها بغية استغلالها.

ومع هذا، فإنّ مستوى الفاغنرالرخيص يتوضّح من خلال قيادتها، التي يرأسها بائع نقانق، لا يفقه شيئاً من الناحية العسكرية، وهو يفيغني بريغوجين ومعه ديميتري أوتكين، العميد السابق في الجيش الروسي الذي يخضع لعقوبات أمريكية بسبب دور “الفاغنر” في تجنيد الجنود الروس السابقين للقتال في شرق أوكرانيا.

بالنسبة لبريغوجين، فإنّه زعيم “الفاغنر”، وهو الذي أبرم مع نظام الأسد صفقة لتحرير حقول النفط والغاز والبنية التحتية في سوريا مقابل الحصول على 25% من الإنتاج في المستقبل. كذلك، فقد استغلّ بريغوجين وأوتين ثروات العديد من البلدان الضعيفة، كحقوق التعدين في آسيا الوسطى، كما أنهما قاما بعمليات ابتزاز مقابل الحماية في ليبيا وأوكرانيا.

إلى جانب ذلك، فقد شاركت “الفاغنر” من العام 2014 وحتى العام 2015، في الحرب في دونباس في أوكرانيا لمساعدة القوات الانفصالية في جمهوريات شعب دونيتسك ولوهانسك المعلنة ذاتياً.

وبالنسبة للكثيرين، فإنّ مجموعة فاغنر بشركة الأمن الأمريكية “بلاك ووتر”. ومع كلّ ذلك، فإنّ روسيا كانت وما زالت تنفي ارتباطها بهذه المجموعة القذرة، وتؤكد عدم التزام أفرادها بأوامرها.

دير الزور تكشف عن جشع “الفاغنر”

الجماعة التي تضمّ مرتزقة روس، ليست الا وسيلة لتحقيق الأرباح والغنائم. وما لم يكن واضحاً بالنسبة للكثيرين حول العالم، هو حقيقة “الفاغنر”، بعكس تنظيم “داعش” الإرهابي الذي سطع نجمه بشكلٍ كبير من خلال الكثير من الأعمال الإرهابية الوحشية. ما يمكن قوله، هو أنّ روسيا تريد استغلال الموارد بالخفاء، وتريدُ أن تستبيح الحرمات كما يفعل “داعش” ولكن بصورةٍ مخفية. ولكن، أتت مدينة دير الزور السورية وفضحت ممارسات روسيا الفظيعة، وكشفت النقاب عن جماعة “الفاغنر” القذرة.

ماذا حدث؟

مساء 7 فبراير/شباط 2018، هاجمت القوات المرتزقة التابعة لمجموعة الفاغنر الروسية موقعاً عسكرياً تابعاً للتحالف في دير الزور في سوريا. أدى رد التحالف حينها إلى مقتل أكثر من 200 من مرتزقة الفاغنر وجرح عشرات آخرين. كان من الممكن تجنب هذه الخسارة الكبيرة للفاغنر ما لم يصر زعيما الفاغنر ديميتري أوتكين ويفيغني بريغوجين على العملية. قبل تلك الحادثة في دير الزور، كان الرأي العام العالمي على معرفة محدودة بالفاغنر والخطر الذي تشكله على الدول الضعيفة. فعلياً، لقد كشفت دير الزور عن جشع واستهتار من يتزعم الفاغنر، وكيف يقومون بتمويل أنفسهم عن طريق الحصول على جزء من الثروة الوطنية لبلد ما، وكيف أنهم يمهدون الطريق لبعضهم البعض لتوفير الفرص التجارية لأنفسهم.

خفايا "الفاغنر".. هذه هي الحقيقة

التمدد أفريقي.. والعين على السودان

فعلياً، لقد شاركت “الفاغنر” في الحرب السورية إلى جانب النظام السوري. غيرَ أنّ الكثير من الشواهد تدلّ على تمدّد جماعة “الفاغنر” إفريقياً، وتحديداً في السودان. لقد عدت أنشطة مجموعات “الفاغنر” اﻟﺳرﯾﺔ ﻓﻲ أﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟوﺳطﻰ تتكشف شيئاً فشيئاً، ﺣﯾث ﺗم ﻗﺗل ﺛﻼﺛﺔ ﺻﺣﻔﯾﯾن روس ﺑﺷﻛل ﻏﺎﻣض ﻓﻲ تموز/ﯾوﻟﯾو ﻋﺎم 2018 أﺛﻧﺎء ﻣﺣﺎوﻟﺗﮭم اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﻊ اﻟﻔﺎﻏﻧر واﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﺗدﺧل اﻟروﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ. ما توضّح أيضاً، هو أنّ الإستخبارات الروسية تشرف على وحدات تابعة لـ”الفاغنر” في السودان، في حين أنّ هناك اعتقاد بوجود مئات من عناصر “فاغنر غروب” منتشرين في جمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة للسودان.

لماذا السودان؟

في الأساس، فإنّ روسيا تسعى إلى دعم نظام الرئيس السوداني عمر البشير. الدعم كبير، ووجود “الفاغنر” في السودان أكبر. فالمشاهد لعناصر المرتزقة من “الفاغنر” الناطقين باللغة الروسية والموجودين في العاصمة السودانية الخرطوم طغت على المشهد السوداني، وأكّدت على هذا الوجود الدخيل. لقد عمد هؤلاء المرتزقة إلى مراقبة المظاهرات المناهضة للحكومة السودانية التي انطلقت قبل شهرين من الآن. فبحسب صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، فإنّ “المجندين يتبعون لمجموعة فاغنر الروسية المتخصصة في تدريب قوات الاستخبارات والأمن، كما أكد مصدر مقرب من جهاز الأمن والأستخبارات السوداني لـ “سودان تربيون” أن فاغنر تعمل مع الأجهزة الأمنية السودانية”.

وكما هو معلوم، فإنّ البشير واجه الكثير من الاحتجاجات التي تساهم في الإنقلاب على نظامه المدعوم من موسكو. وعليه، فإنّ كل مسعى لضرب البشير، هو ضربٌ لروسيا بشكلٍ مباشر. هذا الأمر، كشفه موقع “نيوز ري” الإخباري الروسي، الذي تحدث فيه عن الموقف الروسي من المظاهرات التي تجري في مدن وولايات السودان احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية. يرى الموقع أنّ “موسكو قد تفقد السودان الذي يعدّ شريكاً مهماً لها في أفريقيا والعالم العربي، وذلك بسبب تواصل الاحتجاجات، ومطالبات باستقالة النظام”. وعليه، فإنّ روسيا بدأت منذ السنوات الأخيرة بتطوير علاقاتها مع السودان، وتجلى ذلك من خلال الزيارات التي أداها البشير إلى روسيا حلال سنتي 2017 و2018، فيما زار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، السودان عدة مرات. ومن هذا المنطلق، تريد موسكو كسب حليف إضافي في العالم العربي، رغم السمعة الغامضة التي يعرف بها النظام الحاكم في السودان، حيث تجمع روسيا بالسودان العديد من المشاريع التجارية، منها مناقشة شركة السكك الحديدية الروسية، تحديث السكك الحديدية الموجودة في السودان.

وواقعياً، فإنّ البشير، الذي أدانته المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب، يحتاج إلى حلفاء أقوياء، في الوقت الذي تتزايد فيه عزلته. ومع هذا، فإنّ هناك مخاوف من أن الرئيس السوداني ربما يفعل مثل رئيس النظام السوري بشار الأسد، ويُفضِّل أن تدخل بلاده في حربٍ أهلية بدلاً من تسليم السلطة ومواجهة خطورة تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

لماذا تدعم روسيا نظام البشير؟

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنّ “الانتشار الواضح لقواتٍ روسية في السودان يأتي في الوقت الذي يسعى فيه الكرملين لتطوير العلاقات التجارية والأمنية والدفاعية مع الدول الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى”.

فخلال العامين الماضيين، سمحت روسيا بإقامة مشاريع للطاقة النووية تُستخدَم في الأغراض المدنية بجمهوريات الكونغو ونيجيريا والسودان. كذلك، فإنّ العديد من الشركات الروسية تنخرط في مشروع للتنقيب عن البلاتينيوم بقيمة 400 مليون دولار بزيمبابوي، ومحطة نووية عملاقة من المزمع تشييدها في مصر، بالإضافة إلى مشروع إنتاج البوكسيت بقيمة 220 مليون دولار في غينيا.

من السودان إلى ليبيا.. “الفاغنر” تشق طريقها بقوة

بين السودان وليبيا، الحال نفسه. تسعى موسكو أيضاً إلى تعزيز وجودها في موطن معمر القذافي، الرئيس الليبي الذي قتل عام 2011 على يدِ الليبيين، مستغلة حالة الانقسام الحاصلة في البلاد، وهو تكتيك روسي مألوف في استنزاف ثروات مناطق النزاع.

الأداة الروسية في ليبيا هي “الفاغنر” أيضاً، التي قد تتأسس لها قاعدة عسكرية في ليبيا. من جهتها، فإنّ وكالات الإستخبارات الأمريكية تراقب عن كثب الأنشطة العسكرية الروسية في ليبيا، بحثا عن مؤشرات تدل على إمكانية بناء موسكو لقاعدة عسكرية هناك. ومؤخراً، ذكرت تقارير إخبارية واردة من ليبيا أن مجموعة تدعى “فاغنر” وهي من المرتزقة الروس تنشط شرقي البلاد.

التايمز: فاغنر الروسية تدرب قوات الأمن السودانية

ما أوردته هذه التقارير، عزّزه تقرير نشرته صحيفة “صن” البريطانية، التي كشفت أنّ “العشرات من ضباط المخابرات العسكرية الروسية، ومن قواتها الخاصة موجودون بالفعل في شرق ليبيا“. ومع هذا، فقد لفتت الصحيفة إلى أن “الاستخبارات البريطانية أبلغت رئيسة الوزراء في بريطانيا، تيريزا ماي، بأن بوتين يريد تحويل ليبيا إلى سوريا جديدة واستخدام قواته هناك للتأثير على الغرب”.

إلى جانب ذلك، فقد أوضحت “صن” أنّ “قاعدتين عسكريتين روسيتين تعملان بالفعل في مدينتي طبرق وبنغازي الساحليتين، وتستخدمان “الفاغنر” كغطاء أساسي”. ومن جهتهم، يرى خبراء عسكريون أنَّ “مجموعة فاغنر لديها وجود أكبر في ليبيا، حيث تشير المعلومات إلى أنه تم بالفعل نشر صواريخ كاليبر الروسية المضادة للسفن المدمرة وأنظمة الدفاع الجوي الحديثة من طراز إس-300”.

خفايا "الفاغنر".. هذه هي الحقيقة

 

ماذا تقول مصادر ليبية لـ“أخبار الآن” عن الفاغنر؟

ومع كل المعطيات التي تتكشف عن “الفاغنر”، فإنّ أغلب المسؤولين الليبين الذي صرحوا لـ”أخبار الآن”، الحديث عن عناصر الـ”فاغنر”، كون هذا الأمر شأن عسكري يخص قادة أركان الجيش الليبي. ومع هذا، فإنّ مصادر عسكرية ليبية، آثرت عدم ذكر اسمها، أكدت لـ”أخبار الآن”، تواجد عناصر الـ”فاغنر” شرق البلاد، منذ مارس /أذار من العام 2017. وذلك إلى جانب مجموعة عسكرية روسية أخرى، تدعى الـ”آر إس بي” التي قامت بنشر العشرات من عناصرها المسلحة للقتال والتدريب.

ماذا كشفت بريطانيا عن “الفاغنر”؟

لم تبقَ قضية التواجد الروسي السري في ساحة الاقتتال الليبية حبيسة الكواليس. فبالنسبة لتقرير صادر عن المخابرات البريطانية أواسط أكتوبر/تشرين الأول 2018، فإنّ مسألة التدخل الروسي تحولت إلى “قضية رأي أوروبية”.

أمّا المسألة الأكبر التي كشفها التقرير، هو إقدام “الفاغنر” إلى جانب المخابرات الروسية على نقل ترسانة صواريخ، إلى قاعدتين عسكريتين في طبرق وبنغازي. لقد نبه التقرير إلى خطورة التحركات الروسية السرية وسيطرتها على الشواطئ الليبية، لكونها ستفتح موجات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

بحسب التقرير، فإن “الكرملين يسعى إلى نسخ تجربة شبه جزيرة القرم وسوريا على الأراضي الليبية، ومحاولة استخدام ورقتي الهجرة والنفط ضد الغرب، الغريم التقليدي لروسيا”.

“الفاغنر” بعيون الليبيين

وإزاء كل ذلك، فإنّ سؤالاً واحداً يطرح نفسه: ما الذي تريده مرتزقة “الفاغنر” الروسية من ليبيا ونفطها؟

يقول مواطن ليبي، أن “نفط بلاده هو السلعة التي تجذب هذه العصابات الأكثر رعباً، لأنها تريد الاستفادة من الفوضى في ليبيا. من جهته، يرى مواطن ليبي آخر أن “روسيا مستمرة في إرسال عملائها وجنودها السريين للعمل في حقول النفط وغيرها من المؤسسات، من أجل فتح الباب أمام نفوذ بلدهم في ليبيا. علاوة على ذلك، فإن روسيا تحاول الاستيلاء على المرافق المهمة، من أجل تحويل المنشآت الحضرية إلى قواعد عسكرية”.

بدورها، تقول ليلى بن خليفة، ناشطة مدنية ومستشارة علاقات دبلوماسية سابقة، إنها “لا تعتقد أن روسيا ستتدخل في ليبيا بكل قواتها العسكرية، وإنفاق أموالها من أجل لا شيء”. تعتبر بن خليفة أنّ “روسيا حاولت تكرار السيناريو السوري في الأراضي الليبية، لكنها لم تنجح”.

جنود روس يدّعون على “الفاغنر”!

هناك كثير من الناس في روسيا منزعجون بشدة من استخدام الكرملين للمرتزقة مثل مجموعة “الفاغنر”. أحد أهم ما يقلق منتقدي “الفاغنر” هو كيف تعامل المجموعة مُرتزقيها. وظاهرياً، فإنّ موسكو لا تعترف رسمياً بمقاتلي “الفاغنر”. ونتيجة لذلك، فإنّ هؤلاء المرتزقة سيقاتلون كـ”متطوعين”، ولن يحصلوا على المزايا الممنوحة للعسكريين الآخرين، إذ أنهم لا يحصلون على أجور أو مساعدات طبية، كتلك التي يحظى بها المحاربون القدامى.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018، قدم مقاتلون عسكريون قدامى التماساً إلى المحكمة الجنائية الدولية يطالبونها بفتح تحقيق ضد  الشركات العسكرية الروسية الخاصة. ووفقاً للدعوى القضائية، كثيراً ما توقع مجموعات كـ”الفاغنر” عقوداً غير قانونية مع المرتزقة الروس، وبالتالي يتم تضليلهم وإخراجهم من بلدانهم الأصلية، فضلاً عن استخدامهم بشكل غير قانوني لأغراض عسكرية.

وتنصّ المادة 359 من القانون الجنائي الروسي الاتحادي على التالي: “إن تجنيد أو تدريب أو تمويل أو أي دعم مالي آخر للمرتزقة واستخدامهم في نزاع مسلح أو أعمال عسكرية، يعاقب عليه القانون من بالسجن من أربع إلى ثمان سنوات مع افراج  مشروط لمدة تصل إلى سنتين”. كذلك، تنص الفقرة الثالثة من المادة ذاتها على أن “مشاركة المرتزقة في نزاع مسلح أو أعمال عسكرية، يعاقب عليها القانون  بالسجن من ثلاث إلى سبع سنوات”.

يقول خبير الشؤون الروسية، سعيد غفوروف، بموسكو، في حديث لـ”أخبار الآن”، أن “هروب الكرملين عن التبني الرسمي لأنشطة الـ”فاغنر”، يعود إلى خوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من رقابة البرلمان، وذلك لسببين اثنين:

– الأول: يعود إلى رفض البرلمان الروسي لـفكرة وجود شركات عسكرية روسية خاصة، في ظل وجود جيش رسمي للدولة، ممول من خزينة الدولة ومراقب من قبل البرلمان.

– الثاني: طرح أسئلة عن مصدر تمويل هذه الشركات العسكرية الخاصة، التي تعمل تاريخياً على فرض سياسات روسيا في بؤر التوتر، وحول ما إن كان مصدر تمويلها من جيوب دافعي الضرائب بروسيا.وإلى ذلك، تخلص هذه المعطيات الاستقصائية، إلى سعي الكرملين لإعادة تكتيتكه القديم في سيطرته على الأراضي السورية، على المجال الليبي. وهذه المرة لـ3 غايات :-

الأولى: الاستحواذ على ثروات النفط الليبي.

-الثانية: تهديد الغرب، غريمع التقليدي بورقة الهجرة غير الشرعية.

– الثالثة: فرض نفسه كرقم صعب في معادلة الاستقرار والأمن في شمال أفريقيا،

كما هو حاصل حاليا في ملف النزاع السوري.وفي محصلة الأمر، فإنّ ما تقوم به “الفاغنر” يكشف قذارة التعاطي الروسي في البلدان الضعيفة، ويبرز مدى السعي للهيمنة على موارد الشعوب لاستغلالها.

وكما بات واضحاً، فإنّ مجموعة “الفاغنر” تذهب إﻟﻰ ﻣﻧطﻘﺔ ﻧزاع ﻟﻠﺗﻼﻋب ﺑﻛﻼ اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن ﺿد ﺑﻌﺿﮭﻣﺎ اﻟﺑﻌض واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ واﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت. وعليه، فإنّ كل مساعي روسيا ليست إلّا لتعزيز نفوذٍ بأدوات دنيئة، مثل “الفاغنر” الشبيهة بكل التنظيمات الإرهابية بكلّ تفاصيلها… فهي لـ”المرتزقة” عنوان

إذا.. لماذا تتهرب روسيا من الإعتراف بالفاغنر؟