أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

التقدم في العمران لا يعني المدنية بالضرورة، فمفهوم المدنية أو المدينية، يحتمل بل يوجب التقيد بجملة من الضوابط الخلقية، والتسامي في الأفعال وفتح باب الحوار لحل القضايا الخلافية بدلا عن الأسلوب الصدامي، أو كما يقال أخذ الحق باليد!.. هنا يمكن لأي عاقل أن يقول أن هذا الفعل هو تعد على الدولة والمجتمع والإنسانية برمتها.

وفي باكستان بدأت السلطات قبل عام حملة ضد جرائم الشرف المستفحلة في هذه الدولة ولكن نتائجها تبدو حتى الآن متواضعة جدا . فعلى الرغم من العقوبات الصارمة يواصل الرجال في هذه الدولة المحافظة إصرارهم على محو "العار بالدم".

قبل عام ونيف" في الـ15 يوليو/حزيران 2016"  قام المدعو وسيم عظيم وعمره 25 عاما بقتل شقيقته فوزية المعروفة في أوساط الإنترنت باسم كانديل بالوتش المدونة وعارضة الأزياء، وفي ذلك اليوم  زارت الفتاة دار والديها في مدينة مولتان في باكستان وخلال ذلك أعطاها شقيقها حبة منومة وبعد ذلك خنقها بيديه العاريتين. وقال الشاب بعد القبض عليه بكل فخر إنه ليس نادما على ما فعل لأنها "جلبت العار لعائلتنا". 

إقرأ: جريمة اغتصاب تهز الشارع الفرنسي والضحية أم وابنتاها

أثارت جريمة قتل الفتاة الملقبة في بلادها بـ" كيم كارداشيان الباكستانية" ردود فعل قوية في وسائل الإعلام المحلية وهو ما دفع البرلمان لتشديد عقوبات هذه الجرائم ولكن الوضع لم يتغير – فخلال أقل من عام تم تسجيل 280 جريمة من هذا النوع ولكن ذلك ليس القدر اليسير لأن غالبية هذه الجرائم تنفذ بالخفاء ولا تبلغ الشرطة بها.

هذه الفتاة حاولت التمرد على التخلف والقهر بطريقها الخاصة وبعد تزويجها قسرا لأحد القرويين فرت من داره وعملت في البداية جابية في إحدى الباصات ولكنها لاحقا لجأت الى شبكة الإنترنت وفتحت مدونة خاصة بها نشرت فيها صورها كعارضة وهو ما جلب لها مليون متابع، لكن ذلك لم يشفع لها وقام شقيقها بقتلها خنقا غسلا للعار.

إقرأ أيضا: بسبب زيارة "إيفانكا ترامب" للهند.. الفقر يعتبر جريمة