أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (عطاء الدباغ)

عادت طبول الحرب تقرع في إقليم ناغورني قره باخ Nagorno-Karabakh ، بين ارمينيا واذربيجان. أربعة أيام من المعارك بين الطرفين أسفرت عن قتل 75 شخصا على الأقل. تلك المعارك تعيدنا إلى ذاكرة الحرب سنة 1988، عندما استيقظ سكان الاقليم ومحيطه، على حرب  بين الأرمن والاذريين.

يقع الاقليم بين إيران وروسيا وتركيا وهو لا يزال تابعا بنظر المجتمع الدولي إلى اذربيجان، مساحته تقدر بحوالي نحو 4800 كيلومتر مربع، أي ما نسبته 15% من مساحة أذربيجان، وعدد سكانه يقدرون بحوالي 150 ألفا، وأعلن الإقليم نهاية عام1991 استقلاله عن أذربيجان، دون أن يحظى باعتراف أي دولة ولا حتى أرمينيا.

– ومن أجل فهم أبعاد الصراع :

فإن الاقليم من الناحية الجغرافية يقع في قلب اذربيجان، لكنه من الناحية الديموغرافية تسكنه غالبية أرمينية بنسبة 90 في المئة، ويعتبر خبراء العلاقات الدولية هذا النزاع، أكثر موروثات الاتحاد السوفييتي السابق تعقيدا.

– وعندما بدأت قبضة الاتحاد السوفياتي تتراخى على الدول التي تدور في فلكه:

بدأ الخلاف بين أرمينيا واذربيجان على الإقليم عام 1988، وبلغ النزاع ذروته مثقلا بكل أعباء التاريخ مع إعلان الدولتين استقلالهما عن الاتحاد السوفياتي عام 1991، إلى أن تم التوصل عام  1994 إلى هدنة منسك، نسبة إلى عاصمة بيلاروسيا، وما زالت الهدنة سارية حتى الآن.

أما عن أسباب الصراع :

فهو استمرار لعداء تاريخي محمل بإرث كبير من الكراهية الدفينة بين الأرمن وكل من الأذر.

كما أنه تنافس لا يشمل الأرمينيين والأذربيجانيين وحدهم، بل يتعداهم إلى الأتراك والروس وإيران.

– وجرت في السابق محاولات عدة لاحتواء النزاع، حيث جرى تقديم مخرجين للحل:

الأول، وهو خطة اقترحتها مجموعة مينسك، نصت على ضرورة الاعتراف بوحدة أراضي اذربيجان، مقرونا بنظام حكم ذاتي لكَرَباخ من الأمن المحلي.

الثاني وهو حل أمريكي، قضى باعتراف اذربيجان استقلال إقليم كرباخ تتعامل معه على أنه دولة مستقلة ذات سيادة، وفي المقابل تعوض أرمينيا اذربيجان بمنحها السيادة على منطقة مغري، وهي المنطقة المهمة استراتيجيا لاذربيجان، لكن أيا من المخرجين لم يحظى بقبول الفريقين المتصارعين لتستمر بذلك الازمة والنزاع.

وهكذا فإن الارتياب وانعدام الثقة وإرث العداء التاريخي بين مجموعتين عرقيتين، إذا ما أضيف إليها مصالح الدول الكبرى وخطوط النفط والغاز، قد تجعل مجتمعة من منطقة صغيرة وجبلية معزولة، ساحة من ساحات الحروب الاقليمية والدولية، وتضيف على العلاقات الدولية أزمة جديدة.