أخبار الآن | الباب – سوريا (أيمن رسلان)
أثارت المعارك في الريف الشمالي لمدينة حلب أثارت خلافات كبيرة داخل تنظيم داعش، خصوصا بعد تقدم عناصر إيرانية وميليشيا حزب الله اللبناني وقوات الأسد إلى قريتي نبل والزهراء.
تقدم هذه القوات جاء بسبب هستيريا الغارات الجوية الروسية التي تجاوزت ال 200 غارة يوميا وتحليق أربع مقاتلات حربية معا، يضاف لها وقوف تنظيم داعش متفرجا أمام هذا التقدم لا بل ساعد القوات التابعة للنظام والميليشيا الشيعية والعناصر الإيرانية.
هذه المساعدة كانت قبل أشهر كما يقول خالد قيادي في فصائل المعارضة السورية في حلب عندما تقدم تنظيم داعش وسيطر على مدرسة المشاة والمنطقة الحرة وقام بتسليم المنطقة الحرة للقوات التابعة للنظام التي بدأت بحشد قواتها هناك والتجهيز لهذه المعركة بهدف فك الحصار عن نبل والزهراء ومحاصرة فصائل المعارضة السورية في مدينة حلب وعزل حلب عن ريفها الشمالي.
وكان تنظيم داعش سيطر في أكتوبر 2015 على مدرسة المشاة، وعدد من القرى والبلدات، بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة السوري.
يقول خالد لموقع أخبار الآن: "لقد أرهقنا في القتال على عدة جبهات، نقاتل داعش ولا تتوقف الغارات الروسية عن قصفنا، روسيا تكذب على الجميع وتقول أنها جاءت لمحاربة داعش، لكن على الأرض روسيا لا تستهدف سوى فصائل المعارضة السورية والجيش السوري الحر وحتى في معاركنا ضد داعش هي تستهدف مواقعنا فقط.
وأكد خالد: "ثمة هدنة أو نوع من الإتفاق بين القوات التابعة للنظام والميليشيا الشيعية وعناصر حزب الله اللبناني من جهة وداعش من جهة ثانية حيث أننا نواجه قوات الأسد مع عناصر إيرانية وميليشيا شيعية وبعد أن تنهك هذه القوات تتوقف لتعيد ترتيب صفوفها بينما نحن نبدأ معركة جديدة ونقوم بصد محاولات تنظيم داعش في التقدم وإستغلال معاركنا ضد قوات الأسد مدعومة بعناصر إيرانية وميليشيا شيعية، وفي كل الحالات لا تتوقف الغارات الروسية عن إستهدافنا، لذلك قد يكون النظام نجح الآن في فك الحصار جزئيا عن نبل والزهراء لكن المعركة لم تنتهي بعد كبدنا قوات الأسد والعناصر الإيرانية والشيعية خسائر كبيرة وسنستمر وكذلك لن نتوقف عن محاربة داعش التي كانت شريكة في دعم قوات الأسد مع عناصر إيرانية وميليشيا شيعية ".
الوضع أصبح أكثر تعقيدا لدى تنظيم داعش حتى أمام أنصاره وعناصره خصوصا العرب والذي إلتحق الكثير منهم بتنظيم داعش لمحاربة قوات الأسد والميليشيا الشيعية، ويقول نعيم وهو منشق عن تنظيم داعش يقول لموقع أخبار الآن: "بعد المعارك الأخيرة في ريف حلب الشمالي تسود حالة من الغضب داخل التنظيم أعرف كثير من العناصر والأمراء مستاؤون جدا مما حدث، خلال أيام وربما أسابيع قد نسمع عن إنشقاقات أكثر داخل التنظيم فكثير من العناصر كما يقول أصبحوا على معرفة تامة بما حدث وهذا الأمر لم يعد يخفى على أحد التنسيق بين داعش وقوات الأسد والعناصر الإيرانية.
وأضاف نعيم أن تنظيم داعش يحاول تبرير ذلك عسكريا وإستراتيجا ونوع من التكيك لمواجهة عدو واحد كما يقول ولكن بالرغم من ذلك تسود حالة من الغضب والخلافات داخل التنظيم بشأن ما حدث مؤخرا، وأضاف نعيم قد تشهد الأيام القادمة ربما تصفيات بين أمراء وعناصر التنظيم أو إنشقاقات بمجموعات وليس أفراد ولكن قد لا تخرج هذه المجموعات خارج سوريا أتوقع أن يلتحقوا بجبهة النصرة أو ربما فصائل ثانية ".
وكان تنظيم داعش أصدر قرارا مؤخرا طالب فيه عناصره بالإنسحاب من ريف حلب قوبل هذا القرار بالرفض من عناصر داخل التنظيم.
وشكل هذا القرار خلافا بين السوريين وأبناء تلك المناطق من عناصر داعش والأجانب والعرب، وبالرغم من صدور القرار بالإنسحاب من الريف الشمالي والشرقي لحلب إلا أن هذا القرار قوبل بالرفض تماما من عناصر داعش السوريين ورفضوا الإنسحاب، وهدد داعش بأنه لن يقدم لهم أي إمداد أو دعم، ويظهر هذا الأمر إتساع دائرة الخلافات داخل هذا التنظيم والذي بدأ يخشى كثيرا من صراعات قد تطيح به بسرعة خصوصا بعد إرتفاع أصوات داخل التنظيم تحمل قيادة التنظيم مسؤولية ما حدث وتحمل أمراء في التنظيم المسؤولية عن تخلي مدينة حلب لا بل يتحدث عناصر داخل التنظيم عن نوع من التعاون الغير معلن بين قوات الأسد والتنظيم.