أخبار الآن | جوهانزبورغ- جنوب افريقيا (أ ف ب)

قـَدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن نحو 14 مليون شخص يواجهون خطر الجوع في دول جنوب أفريقيا، في أعقاب نوبات الجفاف لمدة طويلة، والتي أدت إلى ضعف المحصول في العام الماضي.

وأشار البرنامج أن ظاهرة النينو المناخية العالمية التي تـُفاقم موجات الجفاف في جميع أنحاء منطقة جنوب أفريقيا، تـُلقي بظلالها على محصول هذا العام، مؤكداً أن قلة المطر أو عدم سقوطه في العديد من المناطق، ينذر بالخطر.

تم جمع زجاجات المياه هذه لإرسالها إلى أكثر المناطق تضرراً من الجفاف في جنوب أفريقيا. وقد حشدت ليديا فنتر وعائلتها طاقات جميعِ معارفهم وأصدقائهم وجيرانهم لمساعدة الاشخاصِ الذين يعانون شح المياِ الصالحة للشرب.كذلك نجحت في جمع عشرات الآلاف من ليترات الماء لتوزيعها على بعد نحوِ ثلاثمئة كيلومتر جنوب جوهانسبرغ.

قالت ليديا فنتر، متطوعة منظمة لعملية جمع لمياه الشفة "لقد قرأنا رسائل لمزارعين على موقع فيسبوك تظهرُ حيواناتٍ في حالةِ احتضار جراءَ العطش، كذلك وقعَ نظر أختي على موقع الكتروني لتنسيقِ جهودِ توزيعِ مياهِ الشَفة، فقررنا تنظيم عمليةٍ مشابهة في جوارِنا ".

شهدت جنوب افريقيا سنةَ ألفين وخمسة عشرَ أكبر موجة جفاف منذُ ما يزيدُ عن قرن، معَ تسجيل درجات حرارة قياسية.

ومع أن المبادرات الفردية وجهود السلطات من شأنها تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا، يتعيّن على البلاد إيجاد حلول على المدى الطويل.هذه الحلول تبدأ من معالجة مشكلة التبذير.

قال  ديزيغن نايدو، مدير الهيئة الحكومية للمياه "نخسر خمسة وعشرين في المئة من المياه النظيفة الصالحة للشربِ يوميا بسبب نظام توزيعِ المياهِ لدينا. لو نجحنا في الحد من هذا الهدر، سنوفر على الفور ما نسبته خمسة وعشرون في المئة من المياه الإضافية للمدن ".

الوضع مأسوي خصوصا للمزارعين الذين يواجهون الجفاف للسنة الثانية على التوالي.
ومع انحسار رقعة الغطاء النباتيّ تتضوّر الحيوانات جوعا. وستضطر جنوب أفريقيا إلى استيراد ستة ملايين طنّ من الذرة هذا العام، بعدَما كان البلد يصدر هذه المحاصيل إلى الدول المجاورة، وذلك بسبب التغيرات المناخية.

قال روبرت شولز، أستاذ في علم البيئة في جامعة فيتفاترسراند  " الارتفاع غير الطبيعي في درجات الحرارة وشح الأمطار في سنة الفين وخمسةَ عشر مردُهما إلى عاملين هما ظاهرة إل نينيو المناخية وارتفاع معدل درجات الحرارة بسبب ظاهرة الاحترار المناخي التي تسبب فيها الإنسان. هذان العاملان يتحملان حالياً القدر عينَهُ من المسؤولية في ما لاحظناه من نتائج ".

وفيما التوقعات في شأن العام ألفين وستة عشر أكثر تفاؤلا لناحية كمية المتساقطات، يؤكد العلماء أن موجات جفاف مماثلة ستضرب لبلاد خلال العقد المقبل.عندها لن تكفي النوايا الحسنة لدى ليديا لإنقاذ الناس والحيوانات والمحاصيل.