أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

فور اعطاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الضوء الاخضر لبدء تنفيذ الاتفاق النووي مع ايران واعلان الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة رفع العقوبات الاقتصادية والمالية عن ايران، طرح المراقبون سلسلة تساؤلات. أهمها .. هل ستفي ايران بالتزاماتها؟ وما هي السييناريوهات المطروحة في إطار المرحلة التقدمية. 

تقدم إيران وجها متناقضا وغير متناسق امام الراي العام العالمي. فمن جانب، تعهدت بالتخلي عن اخطر عناصر برنامجها النووي، ولكن لا تزال في المقابل تنخرط في مغامرات لزعزعة الإستقرار من سوريا مرورا بدول الخليج العربي، وصولا الى العراق واليمن.  

لماذا يحدث ذلك؟ مفتاح فهم تصرفات ايران يكمن في عدم التجانس في قياداتها، فهناك المعتدلون الذين يريدون الإنفتاح على العالم واعتماد لغة المنطق والدبلوماسية، في المقابل يوجد المتشددون الذين يعارضون ذلك، ويريدون حرف مسار ايران عن مرحلتها التقدمية.

الإتفاق النووي مع الدول الست الكبرى، واطلاق سراح السجناء المتبادل خلال هذا الأسبوع و قرار رفع العقوبات عن ايران بعد ان اكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام طهران بالحد من نشاطها النووي  كان الإنتصار الابرز للتيار المعتدل في ايران. 

واذا ما التزمت ايران بوعودها وفقا للإتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني، فإن ذلك سيعود عليها بفوائد كبرى ومنها الإفراج عن المليارات من الارصدة المجمدة في المصارف الأجنبية والحصول على طرازات حديثة من طائرات الركاب لتطوير اسطولها القديم والمتهالك.

هناك سبب يدعو إلى التفاؤل الحذر بالنسبة لطهران من خلال لجم تصرفاتها السلبية، هذه الآمال يمكن أن تتحقق اذا ما بقي المعتدلون في إيران في السلطة، وقادرين على التاثير في توجه بلدهم. 

واقع جدلي وصعب بلا شك، خاصة للدول المتضررة من التدخلات الإيرانية الإقليمية، والتي يحرض عليها المتشددون وفي مقدمتهم الحرس الثوري الإيراني.

وإذا ما قوبلت الخطوات الإيجابية التي يتخذها المعتدلون في ايران بأخرى مشابهة، فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى اضعاف الإصلاحيين وتشجيع وتقوية المتشددين.

من المعلوم ان الإقتصاد الإيراني عندما يتنفس الصعداء متأثرا بالإتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني، فإن الفائدة لا تصب في مصلحة الإصلاحيين فحسب، بل في مصلحة الإقتصاد الإيراني برمته بما في ذلك مصالح المتشددين.

هو مشهد معقد للغاية، غير أنه يمكن ملاحظة التالي خلال متابعة تطور المرحلة التقدمية خلال الاشهر المقبلة:

– اذا ما واصلت ايران امتثالها للإتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني، فإن ذلك سيحول دون تطوير قدراتها النووية وبالتالي فهي نتيحة جيدة لكل القلقين من ضرر ايران.

– اذا ما اوقفت طهران او تباطأت في تعاونها وامتثالها للإتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني، فذلك سيؤثر سلبا فيها وبالتالي يؤثر سلبا في المنطقة برمتها، لأنه سيمنح المتشددين في ايران المزيد من النفوذ والسلطة.

– تبقى موافقة ايران على السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الوصول الى منشاتها النووية التي كان يمنع تفتيشها سابقا، تعبيرا عن شفافيةٍ قد تزيد الثقة في نية ايران تفكيك برنامجها النووي.

المرحلة التقدمية في إيران لم تنتهِ بعد، إذ إن الكثير يعتمد على كيفية تعاطي ايران مع التزاماتها وفقا للاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي خلال الاشهر المقبلة.