أخبار الآن | باريس – فرنسا (لانا اللبابيدي)

في اقتراع هو الأخير قبل الاستحقاق الرئاسي في 2017، أسفرت نتائج الانتخابات الجهوية الفرنسية إثر الجولة الثانية التي جرت الأحد 13 كانون الأول ديسمبر 2015 عن فوز اليمين بسبع مناطق من أصل 13، بينها العاصمة باريس وضواحيها، مقابل خمس مناطق لليسار الذين نادوا إلى تشكيل "جبهة جمهورية" في وجه اليمين المتطرف، الذي خرج بدوره دون أي فوز.

وفي تعليقه على نتائج الانتخابات، وبرغم نجاح "الجمهوريون" قال زعيمهم نيكولا ساركوزي: "لا ننسى الإنذارات المتعددة الموجهة لكل السياسيين، بمن فهم نحن الجمهوريون". وأضاف: "يجب تكريس الوقت اللازم لدراسة القضايا التي تشغل بال الفرنسيين، مثل مسألة أوروبا والبطالة والأمن والهوية". وختم قائلاً: "ليكن الفرنسيين على يقين من أننا سنقدم حلولاً في مستوى الرهانات".

من جهته، أفلت "الحزب الاشتراكي" الحاكم المتحالف مع الخضر والشيوعيين في الدور الثاني من انتكاسة توقعها كثيرون في أعقاب هجمات باريس الإرهابية. وفاز مرشحو اليسار بخمس مناطق بينها منطقة بروتان (غرب) التي انتزعها وزير الدفاع جان إيف لودريان والوسط وميدي بيريني (وسط) وأكيتان (جنوب غرب).

جاء ذلك بعد نجاح وصف بالتاريخي لليمين المتطرف حققه في الدورة الأولى التي جرت قبل أسبوع. في السادس من كانون الاول/ديسمبر وحينها حققت مارين لوبن وابنة شقيقتها ماريون ماريشال-لوبن في الشمال (شمال بادوكاليه/بيكاردي) والجنوب الشرقي (بروفانس/آلب/كوت دازور) أفضل نتائح لحزب الجبهة الوطنية بحصول كل واحدة على اكثر من 40% من الأصوات.

وخلال تلك الدورة الأولى سجل حزب الجبهة الوطنية الرافض لأوروبا والمعارض لاستقبال مهاجرين، والذي يترأس نحو عشر بلديات لكنه لم يحكم أي منطقة ابداً، حقق نتائج غير مسبوقة مع 28% من الأصوات وتصدر المرتبة الأولى في ست مناطق من أصل 13. وكانت الجبهة الوطنية تراهن على رفض الأحزاب التقليدية غير القادرة على حل الأزمة الاقتصادية والخوف الناجم عن الاعتداءات التي نفذها إرهابيون في باريس في 13تشرين الثاني/نوفمبر وأوقعت 130 قتيلاً.

أما في الجولة الثانية فقد هزمت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن بشكل خاص في الشمال من قبل منافسها من المعارضة اليمينية، كزافييه برتران، الذي استفاد من تجيير أصوات اليسار الحاكم له.

وكان قد أعيد ترسيم المناطق الفرنسية الـ 13 العام 2014 ليصبح حجمها أقرب إلى حجم المناطق الألمانية وتصل موازنتها الإجمالية الى 29 مليار يورو سنوياً.

بعض التحليلات رأت في هذه النتائج كآخر اقتراع يجري قبل الانتخابات الرئاسية عام 2017، نكسة كبرى لأبرز ثلاث شخصيات في حزب الجبهة الوطنية، وهم رئيسة الحزب مارين لوبن ومعها شخصيتان أخريان هما ابنة شقيقتها ماريون ماريشال- لوبن في الجنوب وفلوريان فيليبو المخطط الاستراتيجي للحزب في الشرق.

السباق الرئاسي القادم

وقبل 16 شهراً من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية تدخل مارين لوبن سباق الرئاسة عن اليمين المتطرف مع الرئيس السابق نيكولا ساركوزي (2007-2012) الذي يواجه بدوره خصمين محنكين ورئيسي وزراء سابقين داخل معسكره هما آلان جوبيه وفرنسوا فيون.

فيما سيبقى لمعسكر اليسار، الفرصة الهامة حيث يرى بعض المحللين أن "الجبهة الجمهورية" لمواجهة الجبهة الوطنية التي دعا اليها الحزب الاشتراكي، استراتيجية ترمي الى تقديم الرئيس الحالي فرنسوا هولاند (61 عاماً)  الذي تحسنت شعبيته بعد اعتداءات باريس، كافضل مرشح لاستحقاق عام 2017.
 

المناطق الفرنسية – معلومات عامة

المناطق الفرنسية (Région française) تعد  سلطة محلية لامركزية، هي أعلى تقسيم إداري في فرنسا، و تتمتع بالشخصية القانونية وحرية الإدارة، ودائرة انتخابية وهي أيضاً منطقة إدارية للخدمات اللامركزية للدولة.

ومجالات تدخل المنطقة واسعة جداً في الصالح العام، بدأ من التصرف وإدارة المدارس الثانوية وكذلك النقل، مرورا بالتنمية الاقتصادية، ووصولاً لفرض الضرائب.

ينظم المناطق المادة 12 من دستور 1958 والجزء الرابع من القانون العام للسلطات المحلية.

تتكون المناطق الفرنسية – كسلطة محلية – من مجلسين:

– المجلس الجهوي: وهومجلس تداولي، ولرئيس المجلس الجهوي السلطة التنفيدية في المنطقة.

– المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الجهوي: وهو مجلس استشاري يمثل القوى الحية في المنطقة، وهو مكلف بتقديم رأيه حول عدة مسائل تخص المنطقة، وذلك قبل أن يتم تمريرها على المجلس الجهوي.
 

بدء التحول من 22 منطقة إلى 13 منطقة

في 17 كانون أول/ديسمبر 2014 صوتت الجمعية الوطنية الفرنسية لصالح التحول من 22 منطقة في فرنسا الوطن الأم إلى 13.

حتى 31 كانون أول ديسمبر 2015، كانت الجمهورية الفرنسية تتكون من 27 منطقة:

– 22 في فرنسا الوطن الأم بما فيها كورسيكا التي لا يطلق عليها لفظ منطقة، بل سلطة محلية وبنفس الصلاحيات والمهام

– 5 مقاطعات وأقاليم ما وراء البحار (المايوت ليس لديها مجلس جهوي بخلاف السلطات الأربعة الأخرى، ولكن فقط مجلس تداولي واحد يجمع بين المجلس العام والمجلس الجهوي.

في 1 كانون الثاني/يناير 2016، سيتم رسمياً البدء بالعمل وفق التقسيم الجديد عبر 13 منطقة في فرنسا، ليصبح العدد الجملي 18 بإضافة خمس مقاطعات وأقاليم ما وراء البحار.