أخبار الآن | برلين – المانيا – (أ ف ب) 

أعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الجمعة ان ازمة الهجرة "قد تكون اكبر تحد في تاريخ الاتحاد الاوروبي" داعيا الى الوحدة الاوروبية لمواجهتها.              

وقال شتاينماير للصحافيين بعد لقاء مع نظرائه المجري والبولندي والسلوفاكي والتشيكي "اننا متحدون في وصفنا للوضع .. ينبغي ان نكون متحدين في القول ان مثل هذا التحدي لا يمكن لدولة وحدها ان تواجهه. اننا بحاجة الى تضامن اوروبي" فيما رفض محاوروه القبول بنسب الزامية لتوزيع المهاجرين على مختلف الدول طبقا لاقتراح عرضه الاتحاد الاوروبي وتؤيده برلين.              

حلت ساعة توضيح المواقف الجمعة بين المانيا التي تتصدر جهود استقبال اللاجئين الوافدين الى اوروبا، وجيرانها في الشرق المتهمين بنسف قيم الاتحاد الاوروبي برفض اللاجئين او بالتجرد من الانسانية في التعامل معهم كحال المجر.              

وفي نيقوسيا، اعلن رئيس المجلس الاوروبي دونالد تاسك الجمعة انه سيدعو قادة دول الاتحاد الاوروبي الثماني والعشرين لاجتماع حول ازمة اللاجئين اذا لم يتم التصول الى حل الخلافات خلال اجتماع وزاري استثنائي في بروكسل الاثنين.

والتقى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير مدعوما من وزير خارجية لوكسمبورغ الذي تراس بلاده الاتحاد الاروبي ظهرا نظراءهما من دول مجموعة فيزغراد (بولندا، جمهورية تشيكيا، سلوفاكيا والمجر).

فهذه الدول التي انضمت الى الاتحاد الاوروبي في 2004 بدعم بارز من برلين تتحدى اليوم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي تسعى الى فرض سياسة "ملزمة" لتوزيع حصص استقبال اللاجئين باسم القيم المؤسسة للمشروع الاوروبي.

وبعد تردد انضمت فرنسا الى هذا الموقف فيما تسعى المفوضية الاوروبية الى توزيع 160 الف لاجئ في دول الاتحاد الاوروبي اعتبارا من الاسبوع المقبل، الامر الذي اعتبرته المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة غير كاف نظرا الى ان "الحاجات اكبر بكثير" بحسب تقديراتها.

واعلن شتاينماير للصحافيين بعد رفض محاوريه القبول بنسب الزامية الجمعة ان ازمة الهجرة "قد تكون اكبر تحد في تاريخ الاتحاد الاوروبي" داعيا الى الوحدة الاوروبية لمواجهتها.

وتابع "اننا متحدون في وصفنا للوضع .. ينبغي ان نكون متحدين في القول ان مثل هذا التحدي لا يمكن لدولة وحدها ان تواجهه. اننا بحاجة الى تضامن اوروبي".

ولكن رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو عبر عن رغبة في عدم الانصياع بقوله "عندما تقول المانيا وفرنسا شيئا، ليس علينا ان نركع ونردد اقوالهما".

وصرح شتاينماير في الاسبوع الفائت انه "لا يحق لاوروبا الانقسام في مواجهة تحد كهذا،  تبادل الاتهامات لن يساهم في حل المشكلة".

وتقف المجر في الصف الاول، حيث يعبرها الاف المهاجرين الوافدين من مناطق البلقان للوصول الى المانيا. وهي تسعى الى وقف توافدهم اعتبارا من 15 ايلول/سبتمبر من خلال سياج مزدوج من الاسلاك الشائكة على حدودها مع صربيا.

وفي فيديو نشر مساء الخميس وصور سرا في اكبر مخيم للمهاجرين في المجر على الحدود الصربية تبدو صور عملية توزيع الطعام على المهاجرين التي جرت في ظروف "غير انسانية"، بحسب متطوعة نمساوية زارت مخيم روسكى الاربعاء صورت التسجيل سرا.

ويبدو في الصور حوالى 150 مهاجرا خلف سياج داخل قاعة كبرى يتدافعون لالتقاط اكياس من السندويتشات يلقيها اليهم شرطيون مجريون يضعون اقنعة صحية. واعلنت الشرطة قبيل الظهر انها فتحت تحقيقا "لتحديد الوقائع".

كما اثير جدل اخر حول مصورة فيديو مجرية بدت في شريط فيديو وهي تركل المهاجرين في اثناء محاولتهم عبور الحدود الصربية، بررت تصرفها بانها اصيبت "بالذعر" واعربت عن "الاسف". واكدت "لست مصورة عنصرية بلا قلب".

واعلنت بودابست الجمعة زيادة الى 3800 في عدد الجنود العاملين على بناء السياج على حدود صربيا  لوقف تدفق المهاجرين فيما سجل رقم قياسي جديد لعمليات "الدخول غير القانوني" الى البلاد بالامس.

واعلنت المسؤولة في المفوضية العليا للاجئين الكساندرا كراوس  ان حوالى 7600 مهاجر دخلوا مقدونيا بين مساء الخميس وصباح الجمعة "اغلبهم سوريون" فيما ينتظر وصول مزيد منهم على متن حافلات "بحسب معلومات من زملائنا اليونانيين"، على ما نقلت وكالة الانباء المقدونية الرسمية.

كما يتوافد المهاجرون الى مداخل النمسا حيث عبر 8000 شخص الخميس معبر نيكلسدورف الحدودي. وعلقت فيينا الى اجل غير مسمى حركة نقل القطارات مع المجر بسبب "الاكتظاظ الهائل".

في المانيا التي تتوقع وصول 40 الف لاجئ جديد في عطلة نهاية الاسبوع غالبيتهم من سوريا ما زالت حماسة التضامن متواصلة.

وقال متطوع امام مدخل مركز استقبال للاجئين في برلين حيث يعمل منذ يومين "يرى الاخرون الالمان على انهم باردون وعقلانيون. لكنهم في الحقيقة حساسون جدا، لا يتحملون رؤية اشخاص يتعذبون بهذا الشكل".

واستقبلت المانيا 450 الف لاجئ منذ بداية 2015 وتتوقع ارتفاع عددهم الى رقم قياسي يبلغ 800 الف حتى نهاية العام.