أخبار الآن | تيانجين – الصين – (أ ف ب)
اعلن الجيش الصيني اليوم الاحد ان مئات الاطنان من السيانيد Cyanide العالي السمية كانت مكدسة في المستودع الذي وقعت فيه انفجارات ضخمة الاربعاء في مدينة تيانجين الساحلية في شرق الصين.
وهذا اول تأكيد رسمي لوجود هذا العنصر الكيميائي البالغ الخطورة في المستودع الذي حصل فيه الاربعاء انفجاران ضخمان ما يبعث مخاوف من حصول تلوث كيميائي.
ولم يحدد الجنرال الصيني نوع السيانيد، لكن وسائل الاعلام الصينية تحدثت في وقت سابق عن وجود 700 طن من سيانيد الصوديوم، وهو مادة كيميائية بالغة السمية لدى استنشاقها او ابتلاعها او ملامستها.
وقال الجنرال شي لوزي رئيس اركان منطقة بكين العسكرية في مؤتمر صحافي انه التعرف الى وجود السيانيد في موقعين من المستودع الذي حصلت فيه الانفجارات. واضاف "تفيد التقديرات الاولية ان حجمه بلغ مئات الاطنان".
واسفرت الكارثة عن 112 قتيلا، وفق حصيلة جديدة اصدرتها السلطات الاحد.
وتطرح الانفجارات الكبيرة التي وقعت في مدينة تيانجين الساحلية في شرق الصين، تساؤلات عن احتمال تلوث البيئة بمواد سامة مثل سيانيد الصوديوم. وفي ما يلي بعض المعلومات حول ما هو معروف عن هذه الانفجارات والهواجس من مخاطر التلوث السام.
استدعي عناصر الاطفاء مساء الاربعاء من اجل إخماد حريق اندلع في مستودع لمنتجات كيميائية في منطقة صناعية من تيانجين، احدى اكبر مدن الصين وعدد سكانها 15 مليون نسمة.
وفي حوالى الساعة 23,30 (15,30 ت غ)، وقع انفجاران ضخمان واجتاحت كتلة لهب عملاقة المنطقة الصناعية.
ولم تقدم السلطات تفسيرات حول اسباب الانفجارات. وتواجه صعوبات في تحديد المنتجات الكيميائية التي يحويها المستودع. ويخشى البعض ان يكون اوائل عناصر الاطفاء الذين وصلوا الى المستودع زادوا الوضع تفاقما عندما حاولوا اخماد مواد من شأنها ان تنفجر حين تلامس الماء، مثل كربيد الكالسيوم المدرج في لائحة المواد الموجودة.
ان 21 على الاقل من القتلى ال112 هم من عناصر الاطفاء الذين كانوا يحاولون اخماد الحريق الذي اندلع في بادئ الامر، كما ذكرت السلطات المحلية. والاخرون هم عمال كانوا نائمين في عنابر نوم مجاورة. ولم تعرف هويات القسم الاكبر من القتلى.
ونقل 720 شخصا بالاجمال الى المستشفيات، كان 58 منهم في حالة خطرة مساء السبت.
واعتبر حوالى 85 من عناصر الاطفاء في عداد المفقودين، وكذلك عدد من عناصر الشرطة.
وتقول السلطات ان الكارثة طاولت 17 الف عائلة و1700 شركة صناعية و675 مؤسسة اخرى.
اوضح بعض السكان انهم ظنوا ان زلزال ضرب منطقتهم. وتظهر صور جوية مشهد خراب شامل، مع بنايات محترقة وحاويات مسحوقة ومبعثرة.
ودمرت حوالى 10 الاف سيارة مستوردة. وتحطمت الواح زجاج على بعد ثلاثة كيلومترات من المستودع.
ونقل حوالى ستة الاف شخص الخميس الى مدارس بسبب الاضرار التي لحقت بمنازلهم، كما ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة.
اعدت السلطات لائحة بالمواد الكيميائية التي يمكن ان يكون المستودع الذي انطلقت منه الانفجارات يحتوي عليها، لكن ليس في وسعها القول ما هي المواد التي كانت فعلا موجودة فيه.
وتضم اللائحة نيترات البوتاسيوم ونيترات الامونيوم.
وذكرت صحيفة "اخبار بكين" ان المستودع كان يحتوي على 700 طن على الاقل من سيانيد الصوديوم. واستقدمت السلطات اختصاصيين في هذه المادة البالغة السمية، واستخدموا اكسيد الهيدروجين لتعطيلها.
وانتشر في الموقع ايضا فريق يضم 217 عسكريا متخصصا في الاسلحة الكيميائية والجرثومية والنووية.
ويرتدي عناصر الانقاذ في الموقع ملابس واقية.
يمكن ان تنتشر في الهواء جسيمات كيميائية خطيرة، كما ان مواد سامة قد تكون لا تزال تتسرب من المستودع، ما يبعث مخاوف من وقوع انفجارات جديدة.
واصدرت السلطات الصينية معلومات متناقضة عن مستوى الخطر.
واكدت ان الهواء في تيانجين سليم ويمكن تنشقه، رغم وجود بعض العناصر الملوثة فيه بنسب تفوق المستوى الطبيعي. لكن عناصر الشرطة ورجال الانقاذ يستخدمون اقنعة للغاز ويرتدون ملابس واقية.
وتم اخلاء الاحياء الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات حول الانفجارات السبت، كما ذكرت الصحافة الرسمية. ونفت السلطات ذلك فيما بعد، لكن حواجز اقيمت في المنطقة تمنع الوصول اليها وشوهد اشخاص يغادرون.
وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة، ان كثافة السيانيد في مياه الصرف كانت الخميس اعلى ب 10,9 مرات من المعدل الطبيعي، ثم انخفضت واستقرت على مرتين بمستوى ضعف المعدل الطبيعي.
انه مكون كيميائي بالغ السمية لدى تنشقه او ابتلاعه او ملامسته. ويتخذ شكل مسحوق بلوري.
ويقول المركز الاميركي لمراقبة الامراض انه يمكن في ظل ظروف معينة ان تنبعث من هذه المادية سيانيد الهيدروجين وهو "غاز عالي السمية يبعث على الاختناق اذ يصيب قدرة الجسم على استخدام الاكسجين".
ويبعث هذا الغاز رائحة اللوز المر المميزة، لكن عددا كبيرا من الاشخاص غير قادرين على شم هذه الرائحة، بحسب المركز الاميركي الذي يحذر بان "التعرض لسيانيد الصوديوم قد يؤدي الى الوفاة السريعة".
وهذه المادة كانت جزءا من المزيج الذي يحقن به بعض بعض المحكومين الاميركيين بالاعدام.
وهي تستخدم خصوصا في قطاع المناجم لاستخراج الذهب.
واجهت السلطات صعوبة في اخماد الحرائق بالكامل لا سيما وانها تاججت السبت لدى حصول انفجارات جديدة.
وتحاول ايضا وقف الانتقادات حول طريقة ادارتها للازمة، ففرضت رقابة على بعض التعليقات التي صدرت على الانترنت واغلقت اكثر من 360 حسابا على شبكات التواصل الاجتماعي.
وذكرت الشركة الصينية الناظمة للانترنت ان حوالى خمسين موقع انترنت اغلقت ايضا "لانها بثت الرعب من خلال نشر معلومات غير مؤكدة او من خلال السماح للمستخدمين بالترويج لشائعات لا اساس لها".
واعتقل الخميس اعضاء في الهيئة الادارية للشركة التي تدير المستودع.