أخبار الآن | أثينا – اليونان – (أ ف ب)

قدمت اليونان لدائنيها برنامج اصلاحات جديد على أمل اقناعهم باستئناف المساعدات والبقاء في منطقة اليورو، واقترحت أثينا رفع الأداء على القيمة المضافة، وإصلاحات لأنظمة التقاعد والوظيفة العمومية، وتسوية الدين وتخصيص 35 مليار يورو للتنمية.

هذا وتلقت منطقة اليورو المقترحات قبل انتهاء المهلة بساعتين، على ان تتم دراستها على الفور من قبل الدائنين، ثم احالتها يوم غد السبت الى وزراء مالية دول منطقة اليورو، قبل قمة طارئة لدول الاتحاد الاوروبي من المنتظر عقدها يوم الاحد في بروكسل.
              
كما سيتم تقديم هذه المقترحات الى البرلمان اليوناني اليوم للتصديق عليها، ليكون بامكان الحكومة اليونانية التفاوض بشأنها، بحسب وكالة انا شبه الرسمية.   

وكان يفترض تقديم هذه المقترحات بالاصلاحات الخميس قبل منتصف الليل (22,00 تغ) الى الدائنين (الاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي) الذين حددوا هذه المهلة.
                          
وقال مصدر اوروبي انه مع هذه المقترحات الجديدة سيكون بامكان الدائنين "تقدير قيمة برنامج المساعدة".
              
وكانت اثينا قدمت رسميا الاربعاء لمنطقة اليورو طلبا جديدا لمساعدة تمتد على ثلاث سنوات وهي الثالثة منذ 2010 في مقابل تعهد اليونان بجهد في مستوى الميزانية. واذا لم يحصل اتفاق فان قمة الاحد قد تتحول الى قمة ازمة مع بداية خروج اليونان من منطقة اليورو.
              
وبعد تصاعد التصريحات المتشائمة في بداية الاسبوع، توالت المؤشرات الايجابية وبينها دعوة رئيس المجلس الاوروبي دونالد تاسك الى تقديم مقترحات "واقعية" من الدائنين بشان ملف الدين اليوناني الشائك.
              
ويبدو ان تاسك قصد انه في مقابل مقترحات مرضية من اليونانيين سيبدي الدائنون حسن نية في تسوية الدين العام الثقيل لليونان الذي بلغ 320 مليار يورو اي نحو 180 بالمئة من الناتج الاجمالي للبلاد.
              
وهذه المسالة تثير انقساما بين صندوق النقد الدولي والاوروبيين الذين اكد بعضم وبينهم المانيا باستمرار رفضهم لتقديم مثل هذه البادرة حاليا.
              
وكررت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الخميس في ساراييفو معارضتها "لخفض" الدين اليوناني. 
              
وقالت في مؤتمر صحافي "ان خفضا تقليديا (للدين) امر غير وارد بالنسبة لي. وهذا لن يتغير بين اول امس (الثلاثاء خلال قمة بروكسل) واليوم".
              
غير ان وزير ماليتها قال في منتدى بفرانكفورت "اذا قال لنا صندوق النقد الدولي ان اعادة جدولة الديون اليونانية واعادة هيكلتها امر لا بد منه، فاني اخشى انه على حق".
              
واضاف "اعتقد فعلا انه لا بد منه. ولن نفلت منه" قبل ان يتابع "لكن معاهدات الاتحاد (الاوروبي) تستبعد اعادة هيكلة الدين في حال افلاس بلد ما".
              
اما المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي فقد اعتبر انه اذا تعهدت اليونان "باصلاحات في الامدين القصير والمتوسط فعلى الدائنين ان يمنحوا افقا واملا لليونان".
              
واعتبرت المفوضية ان باب الاتفاق مع اليونان يغلق نهائيا الاحد.
              
وتباحث رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس الخميس هاتفيا مع دونالد تاسك والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.
              
وقال ستيفانوس (32 عاما) العاطل اليوناني عن العمل "اريد التوصل الى اتفاق مهما كانت الاجراءات التقشفية التي يحتويها، فذلك افضل من العودة الى الدراخما".
              
وتظاهر اكثر من الف شخص بحسب الشرطة مساء الخميس في وسط اثينا للدفاع عن بقاء اثينا في منطقة اليورو.
              
واصبح "السيناريو الاسود" لخروج اليونان من منطقة اليورو قائما.
              
واذا كان بعض المحللين يقللون من اهمية الاثر الاقتصادي لهذا السيناريو على منطقة اليورو، فان صندوق النقد الدولي اشار الاربعاء الى ان الارتفاع الاخير لنسبة الفوائد على الدين "لبعض دول منطقة اليورو" يمكن ان يؤذن باضطرابات اكبر.
              
ولا تزال البنوك اليونانية مغلقة، ويتوقع ان تبدأ اموالها بالنفاد في اي وقت الان رغم ان الحكومة فرضت سقف 60 يورو على السحب اليومي من اجهزة الصرف الالي، ومددت السلطات اغلاق البنوك والبورصة حتى الاثنين المقبل. 
              
واكدت رئيسة اتحاد البنوك اليونانية لوكا كاتسيلي الخميس ان السيولة كافية حتى الاثنين.
              
وانخفض عدد حجوزات السياح الى اليونان التي كانت تعتبر من الوجهات السياحية الصيفية المفضلة لدى الاوروبيين، بنسبة 30% خلال الاسبوعين الماضيين بسبب حالة عدم الاستقرار في البلاد.