أخبار الآن | فيينا – النمسا – (أ ف ب)

يعود وزراء خارجية الدول الغربية مساء الاربعاء الى فيينا لاستئناف المفاوضات حول برنامج ايران النووي بامل التوصل الى تسوية تاريخية مع ايران قبل الجمعة.
              
وقال دبلوماسي غربي انه من الممكن التوصل الى تسوية ليل الخميس الى الجمعة "اذ حصل تقدم في المباحثات" معتبرا ان "لحظة القرار (الحاسم) باتت قريبة جدا".
              
لكن الايرانيين بدوا غير مستعجلين. وقال متحدث ان تمديد التفاوض الى ما بعد السبت "ليس مستبعدا".
              
ويرغب المفاوضون الغربيون في التوصل الى اتفاق بحلول التاسع من تموز/يوليو (صباح الجمعة في فيينا مع احتساب فارق التوقيت) وهو الموعد النهائي لاحالة الاتفاق الى الكنغرس الاميركي لبحثه في غضون ثلاثين يوما. اما اذا تم تجاوز هذا التاريخ فان بحث الاتفاق سيتطلب شهرين بسبب العطلة البرلمانية.
              
ومددت ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين والمانيا) ، الثلاثاء مهلة التوصل الى اتفاق نهائي الى الجمعة عبر تمديد الاتفاق المرحلي الذي تم التوصل اليه في 2013 وبموجبه جمدت ايران قسما من برنامجها النووي مقابل رفع محدود للعقوبات.
              
وهذه هي المرة الخامسة منذ 2013 — والثانية في هذه الجولة من المحادثات — التي تتجاوز فيها الاطراف المتفاوضة الموعد المحدد للتوصل الى اتفاق تاريخي بسبب عدم الاتفاق على المسائل الشائكة. 
              
وتريد المجموعة الدولية وضع برنامج ايران النووي تحت رقابة من قرب لضمان عدم سعي طهران لحيازة سلاح نووي، في مقابل رفع العقوبات المفروضة على ايران منذ عقد.
              
وقال الرئيس الايراني قبل مغادرته الى روسيا للمشاركة الجمعة في قمة لمنظمة تعاون شنغهاي ان المفاوضات "دخلت في مرحلة دقيقة وجمهورية ايران الاسلامية تتحضر لما بعد المفاوضات وبعد العقوبات"، ملحما بذلك الى قرب التوصل الى اتفاق.
              
وقال دبلوماسي غربي "تقدمنا كثيرا ووصلنا الان الى الصعوبات السياسية الاساسية" موضحا ان نص الاتفاق المكون من 70 صفحة وخمسة ملاحق فنية، بات على الطاولة.
              
ووصل او يصل هذا المساء الى فيينا وزراء خارجية المانيا وفرنسا وبريطانيا لينضموا الى وزيري الخارجية الايراني والاميركي اضافة الى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي.
              
في الاثناء يشارك وزيرا خارجية روسيا والصين في قمة الدول الناشئة بروسيا.
              
وتسربت لقطات من الاجواء داخل اروقة المفاوضات حتى وان لم يؤكدها اي وفد.
              
ففي جلسة عامة عقدت الاثنين في قصر كوبورغ في فيينا الذي يستضيف المحادثات حول البرنامج النووي الايراني منذ 12 يوما، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني "اذا كان الامر كذلك، سنعود جميعا الى ديارنا". 
              
عندها سارع نظيرها الايراني الى القول بحدة غير معهودة "لا تهدد ايرانيا ابدا!"، قبل ان يضيف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف متبسما وفي مسعى لتخفيف الاجواء "ولا روسيا!"، وفقا لما نشرته وسائل اعلام ايرانية عدة، بينها الوكالة الرسمية.
              
وقال احد المتابعين "كل الوزراء من دهاة السياسة. وهناك لحظات مزاح كبير وتوتر شديد احيانا مبالغ فيها. هذه مسرحيات، حتى ان كان الرهان فائق الاهمية".
              
لكن في الانتظار يرتفع التوتر ازاء هذه المفاوضات التي لا تنتهي منذ ان بدات في ايلول/سبتمبر 2013 وتخللها اتفاق اطاري مدد مرتين واتفاق سياسي في لوزان في نيسان/ابريل.
              
ويبدو ان الايرانيين الذين انتخبوا في 2013 حسن روحاني بوعد رفع العقوبات، بدا صبرهم ينفد.
              
وقال محمد وهو مهندس الكمبيوتر في طهران "يجب ان يتم هذا باسرع ما يمكن. وكلما طال الامد خسرنا المزيد من المال وفرصة اعادة انعاش الاقتصاد".

اما في واشنطن فيرون في طول امد التفاوض دليلا على تصلب ايران.

وقال السيناتور الجمهوري ماركو روبيو الثلاثاء "آن الاوان ليغادر الرئيس اوباما طاولة" المفاوضات.

من جانبه قال الجمهوري تيد كروز "آن الاوان للاقرار بان المباحثات مع ايران كارثة".

وتبقى نقاط الخلاف هي ذاتها وبينها خصوصا مسالة رفع العقوبات التي ترغب ايران في ان تتم سريعا في حين تريد القوى الست رفعها تدريجيا مع امكانية التراجع.

وفي ملف العقوبات تطلب ايران رفع الحظر على السلاح وعلى برنامجها الصاروخي.

في المقابل فان المفاوضين الغربيين مع اقرارهم بحق كل بلد في برنامج عسكري تقليدي، فان تضمين رفع القيود على السلاح والصواريخ في اتفاق سيكون صعبا بالنظر الى الظرف الاقليمي وانخراط ايران في عدة نزاعات خصوصا في العراق وسوريا.