اخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (وكالات)
نشرت صحيفة الجارديان البريطانية حواراً مع الرئيس الإيراني السابق، هاشمي رفسنجاني، أشاد فيه بالمفاوضات المباشرة بين بلاده والمجموعة الدولية خاصة الولايات المتحدة، مشدداً على أن رفع العقوبات بمثابة خطوة عملاقة لاصلاح العلاقات مع واشنطن بعد عقود من العداء.
وأضاف رفسنجاني أن إيران جادة في التوصل إلى اتفاق نهائي ينهى أزمة البرنامج النووي، وعلى الغرب أن يتحلى بالجدية
مشيراً بقوله "واشنطن اتخذت موقفاَ عدائياً من ثورة 1979، لأنها كانت تدعم نظام الشاه، وجاءت أزمة رهائن السفارة الأمريكية في طهران لتزيد من توتر العلاقات، لكن اليوم هناك واقع جديد على الأرض، مما سيكون له تأثير إيجابي على الشعبين الأمريكي والإيراني".
وفي سياق متصل، مددت ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين والمانيا) ، الثلاثاء مهلة التوصل الى اتفاق نهائي الى الجمعة عبر تمديد الاتفاق المرحلي الذي تم التوصل اليه في 2013 وبموجبه جمدت ايران قسما من برنامجها النووي مقابل رفع محدود للعقوبات.
وهذه هي المرة الخامسة منذ 2013 — والثانية في هذه الجولة من المحادثات — التي تتجاوز فيها الاطراف المتفاوضة الموعد المحدد للتوصل الى اتفاق تاريخي بسبب عدم الاتفاق على المسائل الشائكة.
وتريد المجموعة الدولية وضع برنامج ايران النووي تحت رقابة من قرب لضمان عدم سعي طهران لحيازة سلاح نووي، في مقابل رفع العقوبات المفروضة على ايران منذ عقد.
وقال الرئيس الايراني قبل مغادرته الى روسيا للمشاركة الجمعة في قمة لمنظمة تعاون شنغهاي ان المفاوضات "دخلت في مرحلة دقيقة وجمهورية ايران الاسلامية تتحضر لما بعد المفاوضات وبعد العقوبات"، ملحما بذلك الى قرب التوصل الى اتفاق.
وقال دبلوماسي غربي "تقدمنا كثيرا ووصلنا الان الى الصعوبات السياسية الاساسية" موضحا ان نص الاتفاق المكون من 70 صفحة وخمسة ملاحق فنية، بات على الطاولة.
ووصل او يصل هذا المساء الى فيينا وزراء خارجية المانيا وفرنسا وبريطانيا لينضموا الى وزيري الخارجية الايراني والاميركي اضافة الى وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي.
في الاثناء يشارك وزيرا خارجية روسيا والصين في قمة الدول الناشئة بروسيا.
وتسربت لقطات من الاجواء داخل اروقة المفاوضات حتى وان لم يؤكدها اي وفد.
ففي جلسة عامة عقدت الاثنين في قصر كوبورغ في فيينا الذي يستضيف المحادثات حول البرنامج النووي الايراني منذ 12 يوما، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني "اذا كان الامر كذلك، سنعود جميعا الى ديارنا".
عندها سارع نظيرها الايراني الى القول بحدة غير معهودة "لا تهدد ايرانيا ابدا!"، قبل ان يضيف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف متبسما وفي مسعى لتخفيف الاجواء "ولا روسيا!"، وفقا لما نشرته وسائل اعلام ايرانية عدة، بينها الوكالة الرسمية.
وقال احد المتابعين "كل الوزراء من دهاة السياسة. وهناك لحظات مزاح كبير وتوتر شديد احيانا مبالغ فيها. هذه مسرحيات، حتى ان كان الرهان فائق الاهمية".
لكن في الانتظار يرتفع التوتر ازاء هذه المفاوضات التي لا تنتهي منذ ان بدات في ايلول/سبتمبر 2013 وتخللها اتفاق اطاري مدد مرتين واتفاق سياسي في لوزان في نيسان/ابريل.
ويبدو ان الايرانيين الذين انتخبوا في 2013 حسن روحاني بوعد رفع العقوبات، بدا صبرهم ينفد.
وقال محمد وهو مهندس الكمبيوتر في طهران "يجب ان يتم هذا باسرع ما يمكن. وكلما طال الامد خسرنا المزيد من المال وفرصة اعادة انعاش الاقتصاد".
اما في واشنطن فيرون في طول امد التفاوض دليلا على تصلب ايران.