أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (الشبكة السورية لحقوق الإنسان)

تباينت مواقف الفنانين والمثقفين السوريين من الثورة السورية منذ اندلاعها في آذار مارس 2011، منهم من أعلن وقوفه صراحة مع الثورة وآخرون اختاروا الانحياز للنظام، وفريق ثالث لجأ إلى الصمت.

ودفع فنانو الثورة أثمانا باهظة، لوقوفهم مع مطالب الشعب ضد نظام لم يوفر نوعا من أنواع الانتهاكات إلا وارتكبه، وكعادته لم يسمح نظام الأسد لأي من الفنان التعبير عن الحد الأدنى من الانحياز الإنساني على الأقل وليس السياسي.

ويشير تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى أن 22 فنانا سوريا قتلوا منذ بداية الثورة، منهم 14 على يد قوات الأسد. بينما قتل تنظيم داعش فنانا واحدا، في حين قتل 8 فنانين على يد جماعات مسلحة لم تحدد الشبكة هويتها. ووثقت الشبكة أيضا 57 حالة خطف واعتقال، مشيرة إلى أن قوات الأسد اعتقلت 50 فنانا، مايزال تسعة منهم قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري.

وأشار التقرير إلى أن الفنانين السوريين انقسموا تجاه الثورة التي حصلت في سورية، حيث أيد فريق الانتفاضة الشعبية ومطالبها، بينما وقف فريق آخر مع السلطات الحاكمة، وفريق ثالث التزم الصمت، منوها إلى أن من قدم الدعم والمناصرة للانتفاضة الشعبية تعرض للقتل أو التعذيب، أما من أيد السلطات الحاكمة حصل على التأييد المادي والمعنوي، وتم الاستعانة به في حملات تشويه الثورة، وتخوين زملائهم.

وأكد التقرير أن مشاركة الفنانين السوريين تركت أثرا بارزا في الحراك الشعبي، حيث تعرضوا مبكرا للتضييق والتهديد، لأن في مناصرتهم دعما واضحا للحراك المدني السلمي الذي استمر قرابة 9 أشهر، كما لعبت شهرتهم دورا مهما في توسع الحراك الشعبي.

وبحسب التقرير فإن العلامة الأبرز لمشاركة الفنانين كانت في مظاهرة سميت بـ "بمظاهرة المثقفين" يوم الأربعاء 13 يوليو/ تموز2011، حيث اتفق العديد من الفنانين والمثقفين على المشاركة في تلك المظاهرة التي كان من المفترض أن تنطلق من حي الميدان أمام جامع الحسن في دمشق، وقبل انطلاق التظاهرة بدقائق تم اعتقال 19 فنانا ومثقفا، كما تعرض عشرات الفنانين والمشاركين للضرب والتهديد.