أخبار الآن | باماكو – مالي – (أ ف ب)

وقعت الحكومة في مالي والتمردون الطوراق اتفاق سلام يرمي إلى إنهاء عقود من الصراع بين الجانبين، و في إطار هذا الاتفاق اعطت حكومة باماكو الطوراق مزيداً من السلطات المحلية، كما أسقطت مذكرات اعتقال صدرت بحق عدد من قادتهم.

وقد رحب الاتحاد الأوروبي بتوقيع الاتفاق وحث كل الاطراف إلى الوفاء بالتزاماتهم، وطالب حكومة مالي بزعامة المصالحة في البلاد، يأتي ذلك في وقت لا تزال فيه قوة دولية منتشرة في مالي تحاول الحاق الهزيمة بمجموعات متشددة وفصائل مسلحة أخرى تنشط في شمالي البلاد. 

وقع المتمردون الطوارق السبت في باماكو اتفاق السلام والمصالحة التاريخي الذي من شأنه ان يضع حدا لسنوات من النزاع في مالي.
              
وكانت الحكومة والجماعات المسلحة الموالية لها وقعت الوثيقة في 15 ايار/مايو الا ان تنسيقية حركات ازواد، التي تضم المجموعات المتمردة الرئيسية في شمال مالي، كانت تنتظر اجراء بعض تعديلات على الاتفاق حتى تم التوصل اليها قبل اسبوعين.
              
ووقع باسم تنسيقية حركات ازواد احد قادة حركة ازواد العربية سيدي ابراهيم ولد سيداتي وذلك خلال احتفال بحضور الرئيس المالي ابراهيم ابو بكر كيتا ورئيس بعثة الامم المتحدة في مالي مونغي حمدي.
              
وتضم تنسيقية حركات ازواد ثلاث مجموعات اساسية في تمرد الطوارق هي الحركة الوطنية لتحرير ازواد والمجلس الاعلى لوحدة ازواد وحركة ازواد العربية المنشقة. 
              
وعلت الهتافات في القاعة فور توقيع ولد سيداتي الاتفاق. وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة اشاد في وقت سابق بانطلاقة جديدة لمالي.
              
وحضر حفل التوقيع ممثلون لفرنسا والولايات المتحدة فيما مثل وزراء دولا اخرى من بينها موريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو.
              
ويهدف الاتفاق الى ارساء الاستقرار في شمال مالي معقل حركات تمرد عدة للطوارق منذ الستينات فضلا عن كونه معقلا لمسلحين على صلة بتنظيم القاعدة.
              
ويتوجه وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الاثنين الى مالي لدعم اتفاق السلام بحسب ما افادت اوساطه السبت، وقالت هذه الاوساط ان الوزير سيزور مالي "للتعبير عن حضور ودعم فرنسا لهذا الاتفاق الذي لا غنى عنه من اجل عودة السلام والتنمية الى مالي".
              
وسيلتقي لودريان الرئيس المالي ابراهيم ابو بكر كيتا في باماكو اضافة الى الجنود الفرنسيين المنتشرين في شمال مالي في اطار عملية برخان. وسيشيد ايضا ب"الجهود التي بذلتها الوساطة الجزائرية" لبلوغ هذا الاتفاق.
              
وكان وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز، الرئيس السابق لبعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في مالي، ونظيره الفرنسي لوران فابيوس رحبا بالتزام التنسيقية الاتفاق وحضا حكومة مالي على ضمان تطبيقه.
              
وقال الوزيران في مقال مشترك نشرته صحيفة لوموند الفرنسية الجمعة ان "المسؤولية تقع اولا على عاتق الاطراف في مالي ويتعين على كل من الحكومة والمجموعات المسلحة ان يستعيد ثقته بالطرف الاخر لانه السبيل الوحيد للمضي قدما".
              
وتابع المقال "لدى قادة الاحزاب السياسية دور مهم، فضلا عن المجتمع المدني بما فيه النساء والشباب. في اختصار، المصالحة من مصلحة كل الماليين".
              
وينص الاتفاق على انشاء مجالس محلية ذات صلاحيات واسعة ومنتخبة بالاقتراع العام والمباشر، ولكن بدون استقلال ذاتي في شمال البلاد او نظام اتحادي، ولا اعتراف بتسمية "ازواد" التي يطلقها المتمردون على شمال مالي، ما يلبي مطالب حكومة باماكو.