أخبار الآن | حلب – سوريا – (حسن قطان)

على الرغم من المآسي التي يمر بها السوريون خلال اربع سنين من عنف النظام وقمعه، إلا أن الرحمة والإنسانية لا تزال تجد طريقها إلى قلوبهم لتشمل الحيوانات/. في مدينة حلب حيث البراميل المتفجرة لا تتوقف عن السقوط فوق روؤس المدنيين ومنازلهم، يخصص المسعف علاء جزءًا من وقته بعد تأديته واجبه، للإعتناء بمجموعة كبيرة من القطط في أحد احياء المدينة فيطعمهم ويقدم لهم العلاج. 

إلى جانب دوره الذي يقوم به في اسعاف المصابين الذين يسقطون يومياً في القصف على أحياء مدينة حلب، يخصص علاء طبية جزءً من وقته لإطعام القطط التي يعتبر نفسه راعياً لها ووصياً لها بعد أن فر أصحاب هذه القطط وتركوا وحيدين في حي مساكن هنانو.

ويقول علاء أنه بعد الانتهاء يومياً من مهمته في اسعاف المصابين والضحايا كسائق اسعاف يذهب إلى السوق لشراء بعض اللحوم من أجل القطط التي تركت وحيدة في الحي بعد أن هجره السكان بسبب الحرب.

وفي وسط ساحة يحيط بها الخراب الذي حل بها بعد أن تعرضت للقصف بالبراميل المتفجرة في حي مساكن هنانو يلتقي علاء بقططه الشاردة يومياً التي اعتادت عند سماع صوت محرك سياراته التجمع بانتظار ما يحمله لها من طعام.
 
ويضيف علاء في حديث لأخبار الآن لقد ازدادت أعداد القطط التي اراعها بشكل كبير في الفترة الماضية حيث زاد عددها على 150 قطة معظمها فقدت الرعاية التي كانت تتلقاها عند العوائل التي كانت تحتضنها.
 
ولا يقتصر دور علاء على تقديم الطعام لهذه القطط فحسب بل يتولى تطبيبها ورعايتها صحياً، حيث يشتري الدواء اللازم لها عندما تعاني من أي مرض، حيث يجد ذلك جزء رئيسياً من مهمته تجاهها.
 
ويرى علاء أن صلته في القطط قد تعمقت أكثر فأكثر وأصبحت بديلاً عن أصدقائه الذين فقدهم بعد استشهاد بعضهم وهجرة الآخرين، حيث أصبحوا بالنسبة له بديلاً يستأنس بهم في الحي.
 
ويختتم علاء حديثه بأن انسانيته هي دافعه للاعتناء بالقطط التي لا ذنب لها في هذه الحرب متأملاً أن تنتهي الحرب ويعيش الجميع بسلام.