أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (وكالات)
تمكن سكان أوروبا وشمال أفريقيا والأجزاء الغربية من روسيا اليوم من متابعة ظاهرة كسوف الشمس , و حتى في مناطق القطب الشمالي. أما عن البلدان العربية فكان الكسوف الشمسي أكثر وضوحا في دول شمال أفريقيا وخاصة المغرب العربي، أما عن باقي الدول فكان ملاحظا في العراق و شمال السعودية ومصر وسوريا وبعض الدول الأخرى بنسب متفاوتة. كسوف الشمس ظاهرة فلكية، تحدث عندما تكون الأرض والشمس على استقامة واحدة تقريبا ويكون القمر بينهما، بحيث يرى سكان الأرض قرص القمر المظلم وهو يغطي ويجتاز قرص الشمس المضيء.
تستمر عملية كسوف الشمس من بدايتها الى نهايتها حوالي ثلاث ساعات ونصف، أما فترة الكسوف الكلي (القمر يغطي قرص الشمس بالكامل) فتستمر من دقيقتين الى سبع دقائق. يعود السبب في ذلك الى ان قطر بقعة ظل القمر على الأرض تعادل 270 كيلومترا فقط، وبما ان سرعة حركة الظل تعادل حوالي 2100 كلمساعة، لذلك فإن المسافة 270 كلم تُقطع خلال سبع دقائق لا أكثر، أي ان الكسوف الكلي في نقطة معينة من الأرض لا يستمر أكثر من سبع دقائق.
وتشمل معرفة تاريخ الكسوف في الماضي حتى الدقيقة، بل الثانية التي بدأ فيها القمر بالدخول في مسار أصبح معه بين الشمس والأرض بمن عليها، فيحجبها بظله عنهم، في كسوف يستمر عادة دقائق معدودات، ومن بعدها يعبر من موقعه في الفضاء، مفسحا المجال أمام الشمس لتشع على الأرض وساكنيها من جديد.
وتجمع كتب السيرة أن الرسول الأعظم عاين بنفسه في المدينة المنورة كسوفاً حدث في السنة العاشرة للهجرة، وصادف يوم وفاة ابنه إبراهيم وهو طفل رضيع، ثم اختلف المؤرخون حول الشهر الذي كانت فيه الوفاة، علما أنهم يجمعون بأن السنة كانت العاشرة للهجرة، ويجمعون أن مولد إبراهيم في المدينة المنورة كان في شهر "ذي الحجة" من السنة الثامنة للهجرة، وهو تاريخ يوافق مارس 630 ميلادية.
كما تجمع كتب السيرة أن قوما في المدينة المنورة قالوا إن الشمس "انكسفت لموته" أي لموت إبراهيم، فخطب بهم النبي وقال عبارة قد يخجل منها ملايين يرددون في القرن 21 خرافات لا تحصى عن كسوف الشمس، أما النبي الأمي فخاطبهم بعفوية علمية ومنطقية في شبه جزيرة معظمها صحراء قبل 1383 سنة.. قال لهم: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك، فافزعوا إلى ذكر الله والصلاة"، على حد ما ورد في "صحيح البخاري" وغيره من الكتب الموثوقة.