أخبار الآن | حلب – سوريا – (حسن قطان)

أربع سنوات مضت.. أربعٌ كان شعار "الحرية" حاضرا فيها، ويردده السوريون على الرغم من كثرة الشعارات الدخيلة التي حاولت تشويه الثورة في سوريا. 

فلطالما صدحت حناجر الثوار بمطالبهم في ساحات التظاهر في مختلف المحافظات السورية, ولطالما حاول النظام بآلته العسكرية إخماد اصوات المطالبين بالحرية. ومع دخول الثورة عامها الخامس لا يزال لساحات التظاهر الدور الأبرز في توجيه وقيادة الحراك السلمي للثورة. 

أربعة أعوام مضت من عمر الثورة السورية كانت ولا تزال ساحات التظاهرات فيها تلعب دوراً بارزاً في قيادة وتوجيه الثورة بحلب، فلا يمكن لأي متتبع قراءة المشهد كاملاً دون التأمل في التغيرات التي طرأت على هذه الساحات وأسبابها.
 
إجبار النظام الثوار على حمل السلاح من جهة ودخولهم معترك التحزبات والانجرار وراء المشاريع السياسية الضيقة من جهة أخرى أفقد الثورة السورية ألقها السلمي الذي كان متمثلاً بالمظاهرات فقلت أعداد المتظاهرين وانعكست سلباً على قدرتها في صنع الرأي العام وتوجيهه.

ويرى الناشط الإعلامي أمير الحلبي أن الدخول في مجال التحزبات والانقسامات بين صفوف الثوار أفقد المظاهرات الدور الذي كانت تلعبه كما كانت من قبل مضيفاً أن الجهود تجري اليوم لإعادة الدور السابق للمظاهرات وذلك بإعادة تفعيل دور التنسيقات من جديد.

وفي حي المرجة يعود منصور وأصدقائه لزيارة أحد أهم ساحات التظاهر في الحي، الذي أدى القصف المكثف له لهجرة سكانه وتدميره بشكل كبير، وهو ما يعتبره منصوراً اليوم عملاً ممنهجا من قبل النظام لقتل سلمية الثورة وتجريدها من أهم أحد عوامل قوتها.

وفي حديث لمنصور لأخبار الآن قال " كنا نخرج في المظاهرات، حيث كنا ننطلق من هذه الساحة ساحة حي المرجة، لكن اليوم نزح أكثر من 90% من سكان الحي كباقي أحياء حلب، ولكن نعود اليوم إلى هنا لنحي ذكرى الثورة في المكان الذي كنا نخرج فيه بالمظاهرات".

كل هذه العوامل وغيرها الكثير لم تستطع النيل من عزيمة المتظاهرين، بل زادت اليوم من إصرار البعض في ضرورة بث الروح من جديد لإعادة الزخم الى هذه الساحات التي يهتف الجميع فيها للحرية واسقاط النظام.

ويتحدث عمار العبد الله أحد أعضاء مجلس ثوار صلاح الدين "نحاول ارجاع الثورة إلى الشارع، عم نحاول نرجع علم الثورة اللي فقدناه والذي كان رمز لكل الثوار في سوريا وهو العلم الذي كفنا به الشهداء، نحاول اليوم إيصال صوتنا للعالم أجمع بأن الثورة مستمرة".

يؤكد ناشطوا الثورة بأنهم ماضون في ثورتهم وأن استمرارهم فيها نابع من قناعة بأن حراكهم السلمي هو سبيلهم للنصر على عنجهية النظام وألته العسكرية.