أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (ألفة الجامي)

ملالا يوسف زاي هي فتاة  باكستانية تبلغ حاليا سبعة عشر عاما شهدت مأساة هزت العالم باسره، عندما تعرضت لهجوم شنته طالبان باكستان عليها لدفاعها عن حق الفتيات في التعليم في باكستان البلد الذي يرزح تحت وطأة النزاعات المسلحة، والتشدد، وهي ايضا هزت العالم حينما توجت بجائزة نوبل للسلام، هذه الفتاة التي تحوم حولها العراقيل والنجاحات  قد تكون المثال الأمثل لتصوير واقع المرأة في التعليم بعد مرور عشرين عاما على مؤتمر بيجين، وما انبثق عنه من توصيات وقرارات.

واقع اتسم بكفاح كبير ونضالات أكبر  وتحديات اكبر وأكبر.

اليوم وبعد عشرين عاما على مؤتمر بيجين ورغم البطء في التقدم المحرز، قد لا نستطيع أن ننكر أن تعليم المرأة شهد عدة تطورات وانجازات كبيرة على مستوى الأمية بالدرجة الاولى،  أمثلة كثيرة على النجاح في هذا المجال، رصدها المراقبون، إذ على سبيل المثال وليس الحصر في بنغلادش هذا البلد الذي يعد من البلدان الفقيرة تجاوزت أرقام المتعلّمات من النساء فيه الضعف بين 1990 و2011. وفق احصائيات نشرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة ، اليونسكو.

كذلك الحال في اثيوبيا، وهو تقدم ملحوظ، يدعو الى الوقوف جليا امام المحفزات التي دفعت بالمرأة في مثل هذه المناطق الى ان تسير على خطى ثابتة.

الجانب المضيء أيضا في تعليم المرأة منذ عشرين عاما، يمثله بامتياز ارتفاع عدد النساء في المقاعد المتقدمة من التعليم الثانوي والجامعي، في بعض البلدان سواء منها العربية أو الخليجية، أو الغربية، هذا الارتفاع يراه المختصون بشؤون المرأة  له دلالات عديدة من حيث، تخطي المرأة مرحلة الامية عن جدارة ومرحلة التعليم الابتدائي كذلك عن جدارة، وذلك وفق المراقبين بفضل الاستراتيجيات الدولية المتبعة في هذا المجال وكفاح المرأة المتواصل لتحتل مكانة هامة في المجتمع.

لكن مع هذه الانجازات، يبقى واقع المرأة التعليمي مؤلما إلى حد كبير خاصة اذا ما علمنا ان  نسبة معدل الأمية في العالم الإسلامي على سبيل المثال وليس الحصر  تناهز 40 في المائة وهو ما يعني وجود مئات الملايين من الأميين في الدول الإسلامية، معظمهم إناث. 

هذه الارقام المفزعة التي كشفت عنها منظمة المؤتمر الإسلامي تؤكدها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسوا) التي بدورها كشفت أن نسبة الأميات في البلدان العربية فاقت 46.5%   بينما لم تتجاوز نسبة الذكور الأميين 25.1%. .

في مصر لا تزال 45% من النساء  يعانين من الأمية الأبجدية وفق ارقام نشرها المجلس القومي المصري للمرأة، فيما يمثل التسرب من التعليم بالنسبة للإناث أعلى بكثير منها عند الذكور. الظاهرة نفسها تتكرر في الصومال حيث تعد الأمية ظاهرة مقلقة , إذ تشير بعض المصادر إلى أنها تتراوح بين 60% و70%, وتنتشر أكثر بين النساء حيث تمثل نسبة الأمية بينهن 75%.

واقع يثير المخاوف من عدم وجود تقدم حقيقي بالنسبة لمحو الامية في الوطن العربي والاسلامي خاصة ان هذه المناطق تشهد نزاعات وحروبا قد تمنع بعضها النساء والفتيات للذهاب الى المدراس  التي تحولت في اغلب الاحيان الى كومة رماد. وقد تجد المراة والفتاة في بعض المجتمعات التي لايزال يحكمها الفكر الذكوري بعيدة عن مقاعد الدراسة، بفعل زواجها المبكر.

المراة اذن بعد عشرين عاما على مؤتمر بيجين، تحتاج الى مزيد من فك القيود عليها في مجال التعليم، كذلك تحتاج الى وقفة دولية اكثر صرامة تضمن لها حقها التعليمي على نفس القدر الذي يتمتع به الذكور.