أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (ألفة الجامي) 

تحيي دول العالم في الثامن من مارس- آذار اليوم العالمي للمرأة  من كل سنة وذلك منذ عام ١٩٧٥- ولكن هذه السنة تأتي المناسبة مختلفةً من جهتين، انها تتزامن هذه السنة مع مرور عشرين عاما على مؤتمر بيجين الذي صدرت عنه مجموعة من التوصيات والقرارات والاستراتيجيات التي تحدد مستقبل افضل للنساء، كما يشارك تلفزيون الآن بحملة مشتركة بينه و المفوضية السامية لحقوق الانسان لهذ المناسبة..وتنطلق الحملة ابتداء من اليوم وتستمر الى يوم الثامن من مارس آذار، تعرض خلالها مجموعة من التقارير وآراء الضيوف.

نبدأ هذه الحملة بالمرأة، الحلقة الأكثر اضطهاداً في مناطق النزاعات المسلحة..

قبل ان نذهب الى التقرير ، يتمنى تلفزيون الآن والمفوضية السامية لحقوق الانسان للمراة حاضراً ومستقبلاً افضل.

بعد مرور عشرين سنة على التوصيات التي أفرزها مؤتمر بيجين ، لا تزال الملايين من نساء العالم والفتيات يتحملن وطأة الحروب الى اليوم. مشاهد تكاد تكون يومية تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتحققت بعض المنظمات الانسانية من صدقية بعضها تظهر مدى مأساوية المشهد النسوي الراهن، ومدى ثقل التحديات على عاتق الحكومات والمنظمات الانسانية لتحقيق حياة آمنة للنساء.

السيناريو الأكثر إيلاما في واقع المرأة الراهن وفق الدراسات الميدانية المختصة هو العنف الممنهج والمسلط ضدها في مناطق النزاع. عنف متنوع الاشكال والمصادر والمكان ، فسواء كن في جمهورية الكونغو الديمقراطية أو كولومبيا أو أفغانستان أو العراق أو سوريا على سبيل المثال لا الحصر، فإنهن أمام نفس الوضعية ..استغلال لا انساني كوسيلة للحرب والثأر وكسلاح بشري داخل منظومة من العنف القسري لا تعترف بالحدود الزمانية والجغرافية، ولا يوقفها أي وازع أخلاقي كان أو ديني، أو غيره.

مسار الحروب في مناطق النزاع تمرّ بوتيرة تنهك النساء، خاصة أنهن يجدن انفسهن أمام أقوى انواع العنف وهو العنف الجنسي المستمر خلال الصراعات المتتالية،على سبيل المثال لا الحصر من البلقان إلى الكونغو، ومن ليبيريا وسيراليون إلى العراق وسوريا والسودان حتى يومنا هذا. ويستخدم كسلاح حربي وتدميري يستعمل بشكل واسع ضمن أكثر وسائل التعذيب الناجعة في انتزاع الاعترافات والمعلومات ولجرح كبريائهن وإنزال العقاب بهن، وكثيرا ما ينظر إلى الاغتصاب كمكافأة للجنود والمحاربين.

في الدول العربية التي تشهد قلاقل وصراعات مسلحة تتعرض بعض النساء لأبشع أنواع العنف حيث يتم استهدافهن بالدرجة الأولى من قبل الجماعات المسلحة والميليشيات بشكل متبادل في مناطق الصراع فيتعرضن للاغتصاب الجماعي والبيع والسبي والعبودية الجنسية ويجبرن على القيام بهجومات انتحارية..

قد لا يختلف اثنين اليوم أن ما يحدث للمرأة في مناطق النزاع من انتهاكات يحدث بالاساس في بيئة تنعدم فيها سيادة القانون بسبب النزاع القائم، وكثيرا ما تخيم عليها ثقافة الإفلات من العقاب على مثل هذه الجرائم. ما يجعل مصير المرأة في هذه المناطق يتطلب مزيدا من تفعيل القرارات الاممية لحمايتها، والتفكير في آليات جديدة لحمايتها.