أخبار الان | ميونخ – ألمانيا – (وكالات)

تنطلق اليوم في مدينة ميونخ الألمانية أعمال المؤتمر السنوي الـ51 , مؤتمر ميونخ للأمن الذي يعد الأهم من نوعه في العالم حيث يأتي انعقاد هذا المؤتمر وسط إجراءات أمنية مشددة وفي وقت يعيش فيه العالم أزمات متواصلة وصراعات حادة خاصة منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من تنامي الإرهاب ونزاعات وحروب تكاد أن تعصف بالمنطقة والعالم ..

ويقف المؤتمر الذي تستضيفه ميونخ على مدى ثلاثة أيام بمشاركة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، إضافة إلى 20 آخرين من رؤساء الدول أو الحكومات، فضلا عن 60 

وزيرا للخارجية وللدفاع بينهم وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرجي لافروف وأكثر من 400 مسؤول نافذ حيث سيقف أمام عدد من القضايا أهمها انهيار النظام الأمني العالمي والنزاع في أوكرانيا، وخطر تنظيم داعش 

تضاف إلى تلك القضايا الثلاثة التي يبحثها المؤتمر المباحثات النووية مع إيران والنزاع في سوريا وأزمة اللاجئين الضخمة، والانتشار السريع لفيروس ايبولا في غرب أفريقيا والإرهاب في المجال الالكتروني..

وفي هذا السياق أكد منظم المؤتمر الدبلوماسي الألماني السابق فولفغانغ ايشنغر أن الاجتماع سيبحث الازدياد غير المسبوق في الأزمات العالمية خلال العام المنصرم، وعدم قدرة المجتمع الدولي على مواجهتها..

وحذر ايشنغر من أن "النظام العالمي ينهار حاليا". وأضاف "نعيش في زمن انهيار النظام. يختبر الجميع في هذا الفراغ إلى أي حد يستطيعون المواصلة: (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في أوكرانيا، والصين في مواجهة اليابان، وإيران في الملف النووي، و المتشددون في أفعالهم الفظيعة".

وتابع الدبلوماسي السابق أن "هناك حاجة ضرورية جدًا إلى حوكمة عالمية. يجب على مجلس الأمن الدولي حل أزمة كل أسبوع – إيران، سوريا… ولكن عوضا من ذلك يبدو المجلس في طريق مسدود، وكذلك أي رغبة في الاصلاح". وحذرت منظمة مجموعة الازمات الدولية من انه "على الصعيد العالمي، تبدو الزيادة في التنافس الجيوسياسي، في الوقت الحاضر على الاقل، وكأنها تتجه نحو عالم اقل سيطرة واقل قابلية للتنبؤ..

واشارت مجموعة الازمات الدولية الى "نقاط ايجابية" حصلت خلال العام الماضي، بينها استمرار المحادثات النووية مع ايران، ومحاولات تشكيل الحكومة الافغانية، ومحادثات السلام في كولومبيا، فضلا عن التقدم الايجابي في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا. ولكن بشكل عام، "اتسمت غالبية العام بالكآبة"، وفق مجموعة الازمات الدولية، التي اضافت ان "النزاعات تتصاعد مجددا بعد تراجع كبير اثر انتهاء الحرب الباردة. ان حروب اليوم تقتل وتشرد اشخاصا اكثر وهناك صعوبة في انهائها مقارنة بالاعوام الماضية..

وقالت الجهات المنظمة ان المؤتمر في كل عام يشهد مظاهرات حاشدة ضد السياسات الامنية والعسكرية لحلف شمال الاطلسي كما سيشهد هذا العام ايضا تنظيم مظاهرات سيخرج ابرزها غدا السبت.

اضافة إلى رؤساء الدول والحكومات، يتوجه الجنرالات والشيوخ إلى مدينة ميونخ في جنوب المانيا، حيث سينتشر اكثر من ثلاثة آلاف عنصر شرطة لحماية الفنادق الفخمة التي تستضيف هذا الحدث. وبين الضيوف الـ400، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والامين العام لحلف شمال الاطلسي ينز شتولتنبرغ، فضلا عن وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيريني، ورؤساء فنلندا وليتوانيا واستونيا.
ومن المفترض ان يشارك ايضا وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ومن الممكن ان يلتقي نظرائه من الدول الكبرى لبحث المشروع النووي الايراني. الى ذلك سيحضر المؤتمر الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان والعديد من رؤساء الشركات وممثلي المنظمات غير الحكومية مثل العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش وغرينبيس.

ومن المتوقع ان تتطرق ميركل الى الازمة الاوكرانية اضافة الى رغبة بلادها في لعب دور دبلوماسي اكبر في الساحة الدولية يتناسب مع قوتها الاقتصادية. وبعد عقود من التأثير الباهت في القضايا الدولية بسبب تداعيات الحرب العالمية الثانية، أرسلت ألمانيا قواتها الى افغانستان، كما انها تساهم في احتواء ازمات اخرى، رغم انها ما تزال تفضل ارسال اسلحة او مساعدات بدلا من جنود

وكانت ميركل قد قادت جهودا دبلوماسية، لم تسفر عن نتيجة حتى الآن، لاقناع روسيا بانهاء الازمة الاوكرانية التي اودت بحياة حوالى خمسة آلاف شخص، في حين تدرس واشنطن إرسال أسلحة إلى كييف. لكن يبدو ان الشعب الالماني لا يبدي حماسة، اذ اظهر استطلاع رأي أجري لصالح مؤتمر الأمن في ميونخ ان 34% يرحبون بتدخل اكبر فيما يعتقد 62% ان على ألمانيا الاستمرار في سياسة التحفظ.