أخبار الآن | كييف- أوكرانيا (أ ف ب)

وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم الخميس الى كييف لاجراء محادثات حول امكانية تسليح القوات الاوكرانية،

 وذلك غداة مقتل اربعة مدنيين في قصف على مستشفى بشرق البلاد.
              
وتأتي زيارة كيري بينما تزداد الضغوط الدولية من اجل وقف فوري لاعمال العنف التي ادت الى مقتل 19 شخصا في الاربع والعشرين ساعة الماضية في الهجوم الاخير على اراض تسيطر عليها القوات الحكومية بشرق البلاد.

وفي بروكسل، اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ ان الحلف سيقرر الخميس تعزيز وجوده على حدوده الشرقية بموافقته على نشر قوة من خمسة آلاف رجل وستة "مراكز للقيادة" ردا على "عدوان" روسيا في اوكرانيا.
              
ورغم المعلومات المتزايدة بان واشنطن ستعدل سياستها لتزود كييف بالاسلحة، الا ان مسؤولا في وزارة الخارجية الاميركية اكتفى بالقول ان كيري سيكشف عن مساعدات انسانية اميركية جديدة بقيمة 16 مليون دولار من اجل النازحين.
              
ومن المقرر ان يلتقي كيري الرئيس بترو بوروشنكو ورئيس الحكومة ارسيني ياتسينيوك ووزير الخارجية بافلو كليمكين وذلك قبل اجتماع امني في ميونيخ الخميس سيحضره نظيره الروسي سيرغي لافروف.
              
وصرح مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية "نحن بصدد حكومة روسية تتحدث عن وقف اطلاق النار وعن السلام وفي الوقت نفسه تعزز هذا النزاع".
              
وتتهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا بارسال مدرعات ثقيلة عبر الحدود الى شرق اوكرانيا لدعم الانفصاليين، فيما مخزونات اوكرانيا من الاسلحة الخفيفة والمضادة للدروع "في حالة يرثى لها" بحسب تقرير المجلس الاطلسي ومؤسسة بروكنغز ومجلس شيكاغو للشؤون العالمية.
              
ومع ان موسكو تنفي هذه الادعاءات باستمرار الا ان الانفصاليين مجهزين باسلحة متطورة على غرار اي جيش نظامي.
              
واوقعت المعارك منذ نيسان/ابريل الماضي اكثر من 5358 قتيلا من بينهم 220 شخصا في الاسابيع الثلاثة الماضية، بحسب الامم المتحدة.
              
وتابع المسؤول الاميركي "السؤال هو في حال دعت حكومات اوكرانيا والولايات المتحدة واوروبا الى لقاء جديد فهل سيتجاهله الكرملين ام انه سيشارك وسيدفع مؤيديه في شرق اوكرانيا الى القيام بالمثل؟".  ومع التصعيد في المعارك، تعيد واشنطن درس موقفها لتقرر ما اذا كانت ستلبي طلب كييف الملح من اجل تزويدها باسلحة ثقيلة.
              
وتابع المسؤول الاميركي "نواصل تقييم موقفنا مع تغيير الوضع على الارض مما يؤدي الى تغير حاجات الاوكرانيين (…) لكن اي قرار لم يتخذ بعد". 
              
وصرح مرشح الرئيس الاميركي باراك اوباما لمنصب وزارة الدفاع الاميركية آشتون كارتر خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الاربعاء انه "علينا ان نساعد الاوكرانيين في الدفاع عن انفسهم".
              
الا ان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن شدد في حديث لصحيفة "سودويتشه تسايتونغ" على انه "لا مصلحة لدينا في تصعيد عسكري ونحن نصر على العكس"، مضيفا ان واشنطن يمكن ان "تقدم مساعدات في المجال الامني". واكد بايدن انه "قلنا منذ البداية انه ليس هناك اي حل عسكري لهذه الازمة".
              
وقال ستولتنبرغ قبل اجتماع للحلف الاطلسي الخميس ان تعزيز وجود الحلف "رد على التحركات العدوانية لروسيا التي انتهكت القانون الدولي وضمت القرم".
              
ويفترض ان يتفق وزراء دول الحلف على قوة "راس الحربة" المؤلفة من 5 الاف عنصر تقريبا يمكن نشرها في اي مكان في غضون ايام، بحسب ستولتنبورغ.
              
وسيوافق الوزراء ايضا على انشاء "ستة مراكز للقيادة" في شرق اوروبا حيث القلق من موسكو حقيقي. وستكون هذه المراكز في دول البلطيق الثلاث وبولندا ورومانيا وبلغاريا.
              
واعتبر كارتر ان تعزيز قوات الاطلسي في دول البلطيق من شانه ان "يشكل رادعا لاي نوع من التهور الروسي".
              
الا ان فشل العقوبات الاقتصادية، التي كان الغرب يامل في ان تضع حدا للدعم العسكري الروسي للانفصاليين في شرق اوكرانيا، جعل من الضروري اعادة النظر في خيار التسليح.
              
وتتزايد المخاوف من حصول تصعيد كبير في اعمال العنف في شرق البلاد بعد انهيار الهدنة واعلان الانفصاليين تعبئة عامة لتعزيز صفوفهم الى مئة الف مقاتل.
              
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى هدنة مؤقتة لافساح المجال من اجل اجلاء المدنيين من بلدة ديبالتسيف.
              
ميدانيا، قتل 14 مدنيا وخمسة عسكريين خلال معارك في شرق اوكرانيا في الساعات ال24 الماضية، حسبما اعلنت مصادر من الحكومة ومن الانفصاليين الخميس.
              
وقال الانفصاليون ان القصف ادى الى مقتل ثمانية اشخاص في دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لموسكو بينما اكد مسؤولون اوكرانيون ان ستة مدنيين قتلوا في خمس بلدات على الجبهة في اراض تسيطر عليها الحكومة واصيب 12 اخرون بجروح.
              
واعلن الجيش الاوكراني ان خمسة من عناصره قتلوا واصيب 29 اخرون بجروح عند تعرض قواته لقصف مدفعي 93 مرة في اليوم السابق.