تم سحب سفينة شحن كانت تقل 359 لاجئا سوريا إلى الشاطئ في إيطاليا بعد أن هجرها طاقمها في ثاني عملية إنقاذ مماثلة خلال أسبوع ، فيما تصاعدت الدعوات التي تطالب الاتحاد الأوروبي بالتحرك واتخاذ إجراءات اكثر قوة لمواجهة الأساليب الجديدة لمهربي البشر.
ورست السفينة (عز الدين) التي كانت ترفع علم سيراليون وأبحرت من تركيا في ميناء كوريليانو كالابرو Corigliano Calabro. في جنوب إيطاليا.
وقال مسؤولون في خفر السواحل والشرطة الإيطاليين إن ركاب السفينة وبينهم 62 قاصرا في حالة جيدة ويجري نقلهم إلى مراكز للاجئين ودور للمساعدة في أنحاء إيطاليا.
وكانت السفينة المتهالكة والمرخص لها أن تنقل ماشية فقط تتناثر فيها حاويات من الصلب ومقاعد محطمة وأكوام من أكياس القمامة وخزانات بنزين فارغة وملابس وأمتعة شخصية مبعثرة.
وجرى إنقاذ نحو 800 مهاجر أغلبهم لاجئون سوريون يوم الأربعاء الماضي من سفينة أخرى هي السفينة (بلو سكاي إم) التي ترفع علم مولدوفا بعدما هجر الطاقم سفينتهم في عرض البحر ، ما يسلط الضوء على حيلة جديدة يلجأ إليها مهربو البشر للحصول على أموال بوعد اللاجئين بنقلهم إلى أوروبا.
وأدى الصراع في سوريا إلى زيادة عدد عابري البحر المتوسط في هجرة غير شرعية العام الماضي ، حيث وصل نحو 160 ألف مهاجر بحرا إلى إيطاليا مع نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وغرق آلاف المهاجرين الآخرين. واعتاد الغالبية العبور في مراكب صغيرة. لكن مسؤولين إيطاليين ومن الأمم المتحدة قالوا إن المهربين بدأوا يستخدمون في الآونة الأخيرة وعلى نحو متزايد سفن شحن لنقل مجموعات كبيرة من المهاجرين من موانئ في تركيا أو في مصر.
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للهجرة ديميتريس افراموبولوس "المهربون يكتشفون طرقا جديدة إلى أوروبا ويستخدمون أساليب جديدة لاستغلال البائسين". وأضاف "هذه الأحداث تبرز الحاجة إلى تحرك حاسم ومنسق على مستوى الاتحاد الأوروبي".
وقال إن الاتحاد الأوروبي يعد خطة جديدة للهجرة وسيقدمها "في الوقت المناسب" وانها ستعطي الأولوية للحرب ضد المهربين.
لكن العدد الكبير للمهاجرين وتكلفة الدوريات في البحار والخلافات داخل الاتحاد الأوروبي حول كيفية تقاسم الأعباء تعرقل هذه الجهود.
وقلصت إيطاليا في الآونة الأخيرة عملية البحث والانقاذ في البحر المتوسط المكلفة وحلت محلها قوة مشتركة أصغر من الاتحاد الأوروبي لكن سياسيين إيطاليين ومسؤولين من الأمم المتحدة يقولون إنه لا بد من بذل المزيد من الجهود.
وقال سيرجيو ديفينا وهو سياسي من حزب رابطة الشمال المعارضة للهجرة "إن أوروبا تحتاج أيضا إلى اليقظة وأن تعطي للتهريب أولوية".
وتبرز الحوادث الأحدث أن المهربين يستخدمون "رايات سفن" للتهريب في عرض البحر. وقال رئيس الإدارة البحرية في سيراليون لوكالة (رويترز) إن بلاده تعتزم اجراء مراجعة جميع السفن المسجلة هناك.
وقال إن بلاده أوقفت الترخيص للسفينة (عز الدين) التي سجلها مالكون ألمان في عام 2010 "لنقل ماشية فقط وليس لنقل البشر".
وبدأت عملية الإنقاذ أمس الجمعة بعد أن رصدت طائرة هليكوبتر السفينة تتقاذفها الأمواج المتلاطمة على بعد نحو 40 ميلا من ساحل جنوب إيطاليا. وهبطت الطائرة على متن السفينة وبدأ المسؤولون يوجهونها إلى الشاطئ.
وقالت باولا فابريس وهي مسؤولة بالشرطة إن السلطات الإيطالية تعتقد أن أفراد الطاقم غادروا السفينة في قوارب الإنقاذ بعد أن قاموا بتشغيل أجهزة الملاحة الآلية. وتحفظ ممثلو الادعاء على السفينة لدى وصولها في إطار التحقيق.