أخبار الآن| كالابريا – ايطاليا – (رويترز)

أعلنت السلطات الإيطالية عن وصول ثلاثمئة وستين مهاجرا كانوا على متن عبارة بلا طاقم تسير بنظام البحار الآلي في البحر الأبيض المتوسط، وبحسب مسؤول المرفأ الإيطالي فإن من بين المهاجرين أربعة وسبعون شخصا دون سن الـثامنة عشر إلى جانب أربع نساء حوامل.

وأفاد المتحدث باسم البحرية أن العبارة التي تحمل اسم عز الدين  والتي تركها ربانها وكانت خالية من الوقود، كانت تجنح باتجاه الشاطئ حيث كان يمكن أن تصطدم بالصخور، وتم إنزال ستة بحارة على السفينة من مروحية عسكرية تمكنوا من السيطرة عليها، مضيفا انها  أبحرت من تركيا، لكن موقعا متخصصا في تعقب السفن قال إنها أبحرت من مرفأ فاماغوستا القبرصي بعد أن وصلته من مرفأ طرطوس في سوريا.

تأتي هذه المأساة بعد يومين على إنقاذ البحرية الإيطالية 768 مهاجرا غير شرعي غالبيتهم من السوريين كانوا على متن سفينة الشحن «بلو سكاي إم» التي ترفع العلم المولدافي، هجرها طاقمها وكانت الأمواج تتقاذفها في البحر الأدرياتيكي قبالة السواحل الإيطالية أيضا. وأكد خفر السواحل يومها أنه لو لم يتدخل عناصره ويوصلوا السفينة إلى بر الأمان في مرفأ غاليبولي في جنوب البلاد لكانت تحطمت حتما على الصخور. ووصلت تلك السفينة قبيل فجر الأربعاء إلى مرفأ غاليبولي جنوب شرقي إيطاليا حيث تولت السلطات الاهتمام بالمهاجرين.

وتواجه إيطاليا منذ سنوات تدفقا متزايدا للمهاجرين الذين يحاولون الانتقال إلى أوروبا هربا من الأوضاع السيئة في بلدانهم. وبلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا في عام 2014 أكثر من 160 ألفا، أي نحو 450 مهاجرا يوميا أكثر من نصفهم من السوريين والإريتريين. ويصل معظم المهاجرين بزوارق مطاطية أو سفن قديمة لصيد السمك تبحر من ليبيا التي عمتها الفوضى بعد سقوط نظام معمر القذافي، مما يسمح للمهربين بالعمل بحرية. لكن في الفترة الأخيرة، باتت تستخدم سفنا كبيرة تسمح بتكديس مئات المهاجرين غير القانونيين. ويبدو أن غالبية هذه السفن تبحر من تركيا.

وفي 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أنقذ خفر السواحل الإيطالي أمام سواحل صقلية نحو 800 مهاجر معظمهم سوريون كانوا في سفينة شحن تركها طاقمها بعد أن أطلقوا جهاز الملاحة الآلي. وكانت هذه السفينة التي يبلغ طولها 70 مترا والتي أبحرت من تركيا، على مسافة 100 ميل (185 كلم) من سواحل صقلية عندما أخطر المهاجرون الذين عجزوا عن السيطرة عليها، السلطات الإيطالية بوضعهم بواسطة هاتف خليوي عبر الأقمار الصناعية.

وعملية التدخل الحديثة لن تكون الأخيرة على الأرجح في هذه الظاهرة المقلقة. فقد كشف حرس السواحل الإيطالي عن العثور خلال الأسابيع الماضية على نحو 10 سفن تجارية في حالة متهالكة أو معطلة محملة بالمهاجرين. وتدخلت البحرية الإيطالية كذلك هذا الأسبوع لإنقاذ ركاب عبارة الركاب «نورمان أتلانتيك» اندلع حريق على متنها وأودى بحياة 13 شخصا بالإضافة إلى عدد من المفقودين. وتم جر هيكل السفينة المحترق إلى مرفأ برنديزي صباح أمس حيث بدأ المحققون بتفحصها بحثا عن ضحايا محتملين علقوا بداخلها إثر الحريق الذي شب الأحد.

ومع توالي هذه الكوارث، كشفت المنظمة الدولية لهجرة أمس، أن المهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا يدفعون ما بين ألف إلى ألفي دولار للرحلة، وأن المهربين يحصلون على أكثر من مليون دولار من ركاب سفينة مثل سفينة الشحن «بلو سكاي إم» التي تركوها في عرض البحر. وقال متحدث باسم المنظمة ومقرها جنيف إن «المهربين باتوا يستخدمون سفنا كبيرة لنقل المهاجرين السريين وهذا يتيح لهم توفير الكثير من المال». وأضاف: «هناك مدن بأكملها تفرغ من سكانها في سوريا، وهذا يرفد سوق الهجرة السرية بآلاف من طالبي الهجرة كل شهر. لدينا معلومات بأن هؤلاء المهاجرين يدفعون بين ألف وألفي دولار عن كل شخص، وهذا يعني أن من استأجروا سفينة مثل (بلو سكاي إم) جنوا أكثر من مليون دولار لرحلة واحدة، وهذا يكفي لدفع أجرة الطاقم وإجلائهم وبالطبع رشى ستكون مفيدة لعملية مقبلة». وتوعد الاتحاد الأوروبي أمس بمحاربة المهربين الذين يتركون سفنا مكدسة بالمهاجرين في عرض البحر.

وقالت المفوضية الأوروبية إنها «تتابع من كثب الأحداث المتعلقة» بسفينة الماشية التي تدخلت البحرية الإيطالية وأنقذت المهاجرين الذين كانوا على متنها أمس. وقال متحدث باسم المفوضية إن «إنقاذ بلو سكاي إم قبل يومين وعز الدين يبين أن المهربين يلجأون إلى أساليب جديدة لدخول الأراضي الأوروبية». ولتفادي مثل هذه الأحداث وحماية حياة المهاجرين، قال المتحدث إن «محاربة عمليات التهريب ستبقى أولوية على أجندة المفوضية بالنسبة للهجرة الشاملة في 2015».

نظريا، تتولى عملية «تريتون» بإشراف هيئة الحدود الأوروبية (فرونتكس) مسؤولية مراقبة الشواطئ الجنوبية للاتحاد الأوروبي، لكن البحرية الإيطالية واصلت عمليا القيام بعمليات الإنقاذ رغم أنها أعلنت إنهاء عملية ماري نوستروم في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد أن فشلت في إقناع حكومات الاتحاد الأوروبي بتمويلها