وصل الرهينة الفرنسي السابق سيرج لازاري فيتش صباح الاربعاء الى فرنسا غداة الاعلان عن اطلاق سراحه
بعدما قضى اكثرَ من ثلاثِ سنوات ِمختطفا في منطقة الساحل الافريقي على ايدي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب, وعبر الرئيس الفرنسي عن ارتياحه قائلا إن فرنسا لم يعد لها اي مواطن رهينة في اي بلد من العالم.
استعاد آخر رهينة فرنسي في العالم، سيرج لازاريفيتش , حريته الثلاثاء بعد ثلاث سنوات قضاها مختطفا في منطقة الساحل الافريقي على ايدي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب, وعبر الرئيس الفرنسي عن ارتياحه قائلا إن فرنسا لم يعد لها اي مواطن رهينة في اي بلد من العالم.
وقال الرهينة المفرج عنه اثر لقائه في القصر الرئاسي في نيامي مساء الأمس رئيس النيجر لقد خسرت حوالى 20 كيلوغراما من وزني ولكن لا بأس فانا بصحة جيدة.
وبدا الرهينة مبتسما وهو يصافح الرئيس ايسوفو، وذلك بحسب مشاهد بثها التلفزيون النيجري الرسمي
من جهته قال وزير الخارجية النيجري محمد بازوم لقناة فرانس 24 الفرنسية "لا يظهر عليه انه خرج لتوه من محنة قاسية كتلك التي عاناها".
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعلن في وقت سابق الثلاثاء خبر الافراج عنه.
وقال هولاند لصحافيين في باريس ان "رهينتنا سيرج لازاريفيتش، آخر رهينة لنا حر الآن"، معبرا عن ارتياحه لان "فرنسا لم يعد لها اي مواطن رهينة في اي بلد من العالم". واكد "اننا في لحظة هامة لان فرنسا لم يعد لها رهائن".
وسيرج لازاريفيتش الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والصربية وصاحب القامة الضخمة، خطف على يد مجموعة من المسلحين في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2001 في الفندق الذي كان ينزل فيه في هومبوري بمالي مع فيليب فيردون الذي كان يرافقه في رحلة عمل.
وقد عثر على فيليب فيردون مقتولا برصاصة في الرأس في تموز/يوليو 2013. وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اعلن مسؤوليته عن اختطافهما ووصف الرهينتين بانهما من عناصر الاستخبارات الفرنسية.
وكان الرئيس الفرنسي اعلن في بيان "ان سيرج لازاريفيتش سيتوجه الى نيامي ثم الى فرنسا. وهو في صحة جيدة نسبيا بالرغم من الظروف الشاقة لاعتقاله المطول. وسيعاد بسرعة الى فرنسا".
واوضح مصدر امني مالي لوكالة فرانس برس ان الافراج عن لازاريفيتش جرى بالقرب من كيدال في شمال مالي وقد توجه منها الى نيامي على ان يصل الى باريس صباح الاربعاء.
واوضح هذا المصدر طالبا عدم كشف هويته "استقبلنا موفد النيجر على اراضينا وذهب الى منطقة كيدال لآخر الترتيبات".
واكد هذا المصدر "في الوقت الذي اتحدث فيه معكم بات الرهينة في نيامي او في طريقه الى نيامي"، رافضا "القول ان تم دفع فدية او الافراج عن سجناء".
وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ظهر لازاريفيتش في شريط مصور بثه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ملتحيا يعتمر قبعة سوداء وجلبابا رمادي اللون، وقال بالفرنسية انه مريض وحياته في خطر.
وبعيد ذلك عبر رئيس النيجر محمدو ايسوفو عن "تفاؤله" ازاء الافراج قريبا عن الرهينة. وفي بيانه قال هولاند انه "يشكر السلطات النيجرية والمالية" التي عملت من اجل الافراج عن سيرج لازاريفيتش. و"خاصة الرئيس ايسوفو والرئيس (المالي ابراهيم بوبكر) كيتا الذي يحيي التزامه الشخصي" كما جاء في البيان.
وعبرت نيامي عن ارتياحها. وقالت الرئاسة النيجرية في بيان تلقته وكالة فرانس برس ان الافراج عن سيرج لازاريفيتش "جاء نتيجة جهود مكثفة تابعتها كل من سلطات النيجر ومالي". واشاد رئيس النيجر محمدو ايسوفو ب"الالتزام والمهنية اللذين تحلت بهما الاجهزة النيجرية والمالية".
ورحب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس ووزير خارجيته لوران فابيوس بالافراج عن الرهينة الفرنسي. وكتب فالس في تغريدة "ان محنة قد انتهت، وحياة تستأنف. ارتياح هائل لسيرج لازاريفيتش".
وقال الرئيس هولاند "ان فرنسا لم يعد لها اي رهينة، ويجب ان لا يكون لها اي رهينة، ما يفرض درجة كبيرة من التيقظ. ما يفرض ايضا حماية كبيرة لمصالحنا". مضيفا "يجب على الفرنسيين ان يدركوا ان قضايا الرهائن هذه مؤلمة للغاية".
ولم تتضمن رسالة الرئاسة الفرنسية اي اشارة الى احتمال دفع فدية او ان يكون احتمال تبادل سجناء ساعد في الافراج عن الرهينة الفرنسي-الصربي.
وقد ترافق الافراج عن رهائن فرنسيين خلال السنوات الاخيرة بجدالات حول احتمال دفع فديات. رسميا لا تدفع فرنسا فدية مباشرة لكن لا تستبعد على غرار بلدان اوروبية اخرى دفع مال عبر دول اخرى. وهذه الممارسة ادانتها خاصة الولايات المتحدة.
وفي تعليق لاذاعة ار تيه ال قال الان مارسو القاضي الفرنسي السابق المتخصص في قضايا الارهاب "اننا ندفع وهذا كل شيء، لا يتم الافراج ان لم ندفع. ندفع مالا وندفع بالافراج عن سجناء (…) احد ما قد دفع، ان لم يكن الحكومة انه احد ما، مؤسسة، شركة تأمين…".
وما زال ثلاثة اجانب – سويدي وهولندي وجنوب افريقي يحمل الجنسية البريطانية ايضا – محتجزين رهائن في منطقة الساحل الافريقي لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
وقد خطفوا في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 في تمبكتو بشمال مالي. وقتل رهينة رابع -الماني- عند محاولته المقاومة اثناء خطفه.