أخبار الآن | كييف – اوكرانيا – (وكالات)

اتفقت كييف مع الانفصاليين الموالين لروسيا الثلاثاء "مبدئيا" على وقف لاطلاق النار في شرق اوكرانيا اعتبارا من 5 كانون الاول/ديسمبر. وتأتي هذه المفاوضات لانهاء معارك اسفرت عن مقتل اكثر من 4300 شخص، متزامنة مع الاعلان عن حكومة جديدة ضمت في صفوفها وزراء اجانب من الولايات المتحدة وجورجيا وليتوانيا، واتفق الطرفان على وقف المعارك في مطار دونيتسك الذي يشهد معارك دامية شبه متواصلة منذ اشهر بعد تاكيد اتفاق مشابه يتعلق بمنطقة لوغانسك الانفصالية.
             
 وقال الرئيس بترو بوروشنكو بعيد الاعلان عن الحكومة الجديدة "لا بد لنا من ضم افضل الكفاءات الدولية" الى الحكومة الاوكرانية، ووقع الرئيس مراسيم منح بموجبها الجنسية الاوكرانية الى الوزراء الثلاثة الجدد، وعينت الاميركية من اصل اوكراني ناتالي جارسكو وزيرة للمالية وهي عملت في السابق في وزارة الخارجية الاميركية وفي صندوق استثمارات اوكراني ممول من الكونغرس الاميركي، وردا على سؤال عن هذا التعيين، اكدت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة "ليس لها اي علاقة بهذا الامر".

 واضافت ماري هارف "انه خيار الشعب الاوكراني وممثليه النواب"، كما عين الليتواني ايفاراس ابرومافيسيوس وزيرا للاقتصاد وكان يدير صندوقا سويديا للاستثمار، في حين عين الجورجي الكسندر كفيتاشفيلي وزيرا للصحة، مع العلم بانه كان تسلم في وقت سابق الوزارة نفسها في جورجيا، وكان بوروشنكو اقترح الاسبوع الماضي تعيين اجنبي رئيسا لمكتب مكافحة الفساد معتبرا ان الاجنبي سيكون في موقع ممتاز لتسلم هذا المنصب "لغياب اي علاقة له مع الطبقة السياسية الاوكرانية".
              
وخلال نقاش طويل في البرلمان وافق النواب على بقاء وزير الدفاع ستيبان بولتوراك ووزير الخارجية بافلو كليمكين في منصبيهما، وفي حين يؤكد البرلمان الجديد رغبته بانضمام اوكرانيا الى الحلف الاطلسي، الامر الذي يثير غضب موسكو، شارك وزير الخارجية الاوكراني في اجتماع للحلف في بروكسل عبر الفيديو، وندد وزراء خارجية دول حلف الاطلسي في بيان بتورط روسيا في النزاع الاوكراني وتعاملوا بتشكك مع الاعلان عن وقف لاطلاق النار في شرق اوكرانيا، وقال مسؤول في حلف الاطلسي من بروكسل محذرا "في كل اتفاقات وقف اطلاق النار تبقى العبرة في التنفيذ". في حين قال وزير الخارجية الالماني فرانز فالتر شتاينماير "من غير الواضح حتى الان ما اذا كان هناك اتفاق جدي".
              
ميدانيا اكد "رئيس جمهورية لوغانسك" الانفصالية ايغور بلوتنيتسكي الثلاثاء ابرام اتفاق هدنة بين الحكومة والمتمردين يفترض ان يسري في 5 كانون الاول/ديسمبر، مؤكدا معلومات اوردتها سابقا منظمة الامن والتعاون في اوروبا، وجاء في بيان صادر عن منظمة الامن والتعاون في اوروبا الاثنين انه خلال اجتماع عقد في 29 تشرين الثاني/نوفمبر في لوغانسك بين الجنرال الاوكراني فولوديمير اسكاروف والجنرال الروسي الكسندر لينتسوف توصل الممثلون عن الانفصاليين وعن منظمة الامن والتعاون في اوروبا "الى اتفاق على مبدأ وقف اطلاق نار تام على طول خط الجبهة اعتبارا من 5 كانون الاول/ديسمبر".
              
وتابع البيان انه تم "الاتفاق ايضا على سحب الاسلحة الثقيلة اعتبارا من 6 كانون الاول/ديسمبر"، وقال بلوتينسكي الثلاثاء ان المحادثات جرت السبت وتم التوصل الى اتفاق لاقامة منطقة عسكرية عازلة مضيفا انها ستكون "بعرض 15 الى 20 كلم"، غير ان المتحدث العسكري الاوكراني اندري ليسنكو قال انه ليس لديه اي معلومات بهذا الشان وقال لفرانس برس ان "اطلاق النار متواصل".
              
وعقد الجنرالان الروسي والاوكراني اجتماعا مغلقا بعد ظهر الثلاثاء في دونيتسك التي تشكل معقلا للانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا بحضور ممثلي منظمة الامن والتعاون وممثلي "جمهورية دونيتسك" المعلنة من طرف واحد، على ما اعلن مصدر فيها لفرانس برس، وفيما تنفي روسيا اي ضلوع لها في النزاع ردا على اتهامات كييف والغرب بانها تسلح المتمردين ونشرت قوات في شرق اوكرانيا، تشارك موسكو احيانا بصفة "وسيط" في محادثات سياسية وعسكرية.
              
واشار خبراء الى انه من السابق لاوانه توقع نتائج هذه الجهود لوقف المعارك، وصرحت اليزا لوكوود من مركز اي اتش اس كانتري ريسك في لندن "مع هبوط سعر النفط، قد تبدي روسيا مزيدا من التردد في دعم المناطق المتمردة وتدفع الى السعي الى حل، لكن من المبكر جدا تاكيد ذلك".
واعتبر اولكسي ملنيك من مركز رازومكوف في كييف "املي ليس كبيرا في ان تؤدي هذه الاتفاقات الى نتائج افضل من تلك المبرمة" في 5 ايلول/سبتمبر في مينسك، فقد انتهك الطرفان  بشكل شبه يومي اتفاقات الهدنة الموقعة في السابق، واعلن احد قادة الانفصاليين في منطقة دونيتسك اندري بورغين الاثنين لفرانس برس ان المفاوضات السياسية ستتواصل "في اطار اتفاقات مينسك".
              
وابرمت هذه الاتفاقات في 5 ايلول/سبتمبر بين كييف والمتمردين بمشاركة منظمة الامن والتعاون في اوروبا وموسكو وتضمنت وقفا لاطلاق النار لم يتم احترامه، بعد مقتل 1000 شخص في شرق البلاد منذ توقيعه، ومن المقرر ان يلتقي رؤساء خارجية دول منظمة الامن والتعاون في اوروبا الـ57 في بازل الخميس والجمعة.