اسبانيا, 02 يونيو 2014, وكالات

قرر ملك اسبانيا خوان كارلوس التخلي عن العرش اليوم بحسب ما أعلنه رئيس الوزراء ماريانو راخوي. وذلك لما شهدة في الايام الماضية من تشويه لسمعتة على خلفية قضايا فساد وسيتولى ولي العهد الأمير فيليب البالغ من العمر 45 عاما العرش بعد تنازل والده

وكان ينظر إلى خوان كارلوس خلال فترة توليه العرش – على أنه أحد أكثر ملوك العالم شعبية، لكن الكثير من الاسبان فقدوا الثقة فيه خلال الأشهر الأخيرة

وقد تضاءلت شعبية الملك أكثر عندما اكتشف اشتراكه في رحلة مسرفة لصيد الفيلة إلى بوتسوانا خلال الأزمة المالية لاسبانيا. وقال راخوي إن الملك تنازل عن العرش لأسباب شخصية. إذ تراجعت صحته، كما أجرى عمليات جراحية عدة في الفخذ خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف رئيس الوزراء أن خوان كارلوس كان “مدافعا لا يكل عن مصالحنا”.وقال “إنني مقتنع أن هذه هي أفضل لحظة للتغيير”.وأشار إلى أن الوزراء سيعقدون اجتماعا خاصا لمناقشة الأمر.

وصول الملك كارلوس إلى العرش جاء بعد يومين من رحيل ديكتاتور إسبانيا الجنرال فرانكو عام 1975، وترى هيئة الإذاعة البريطانية أنه ينسب إليه الفضل في قيادة البلاد نحو الديمقراطية، فيما وصف قائد الاشتراكية المعارض، ألفريدو بيريز روبلكابا، تنحي الملك بأنه أهم حدث سياسي منذ تحول أسبانيا إلى الحكم الديمقراطي.

وترى هيئة الإذاعة البريطانية أنه كان ينظر إلى ;كارلوس خلال فترة توليه العرش، على أنه أحد أكثر ملوك العالم شعبية، لكن الكثير من الإسبان فقدوا الثقة فيه خلال الأشهر الأخيرة، معتبرة أن سمعته شوهت بسبب تحقيقات أجريت مع ابنته وزوجها بشأن الفساد.

الابنة تدعى الأميرة كريستينا، وهي أصغر بنات ملك إسبانيا، وستمثل أمام المحكمة على خلفية اتهامات تتعلق بتورطها في قضية غسيل أموال وتهرب ضريبي، لتصبح أول مرة يمثل فيها أحد أفراد العائلة الملكية أمام القضاء في مزاعم فساد ، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية.

فضيحة ابنة الملك كما يراها مراقبو المشهد السياسي في إسبانيا تهدد سمعة ومستقبل العائلة الملكية، بعدما خطفت الأنظار في زفاف أسطوري مع زوجها لاعب كرة اليد الإسباني، إناكي أوردانجارين، الذي ارتبط اسمه، منذ 2011، في وسائل الإعلام الإسبانية بتحقيق طويل الأمد في قضايا فساد، قبل أن توجه إليه التهم رسميًا بالتورط فيها.

وحلقة الاتهامات تدور حول أن زوج ابنة ملك إسبانيا وشريكه، آنذاك، رجل الأعمال، دييجو توريس، استغل معهد نوز غير الهادف للربح، في تنظيم مناسبات ومؤتمرات لصالح الحكومتين الإقليميتين، في فالنسيا وجزرالبليار مقابل أسعار مبالغ فيها.

وبدأت محاكمة زوج الأميرة في مايوركا 2012 واستمرت لـ 2013، وقال لوسائل الإعلام خلال دخوله إلى إحدى جلسات المحاكمة: أنا بريء، وقادر على إزالة ما لحق باسمي من ضرر.

العدالة لا بد أن تُطبق على الجميع.. نطقها الملك كارلوس، البالغ من العمر 76 عامًا، في إشارة إلى الفضيحة، التي تطارد سطوة عائلته الملكية.

الملك نفسه لم يكن بعيدًا عن مرمى الاتهامات، التي طالته شخصيًا، بعدما ذكرت تقارير صحفية أن هناك شائعات تفيد بدخوله في علاقات غرامية غير شرعية، وترى صحيفة ديلي ميل البريطانية أنها تصل لـ1500 علاقة أبرزها مع الأميرة ديانا، مانحة إياه لقب دونجوان.

في عز الأزمة المالية الطاحنة، التي ضربت إسبانيا، عام 2012، خرج الملك كارلوس في نزهة إلى بوتسوانا لصيد الأفيال، في رحلة وصفت، آنذاك، بـالبذخ الشديد، وبعد ملاحقة صحف إسبانية له، عاد وقدمه مكسورة، وقرر الاعتذار للشعب على فعلته.

وقتها، قالت أنا روميرو، مراسلة صحيفة الموندو الإسبانية لشؤون العائلة الملكية، إن الملك سيتنازل عن العرش في وقتٍ ما جراء الأزمات المتتالية التي تواجهها شعبيته، لكن ذلك لن يكون في وقتٍ قريب، فيما يراه رئيس وزراء البلاد أنه كان مدافعًا لا يكل عن مصالحنا.