كييف، اوكرانيا، 1 مايو 2014، وكالات –

وضعت كييف أمس قواتها المسلحة في حالة استنفار قصوى في محاولة لمنع انتشار التمرد الانفصالي الموالي لروسيا في مناطق اخرى من شرق اوكرانيا.
من جهته وافق صندوق النقد أمس على خطة مساعدة لاوكرانيا المهددة بالافلاس بقيمة 17 مليار دولار وعلى مدى عامين.
 
وردت موسكو بدعوة كييف الى ان توقف فورا استخدام هذه اللهجة العدائية التي ترمي الى ترهيب شعبها.

وفي خطوة من شانها زيادة التوتر، اعلنت الخارجية الاوكرانية انه تم أمس “توقيف” الملحق العسكري الروسي في كييف واعتبر شخصا غير مرغوب فيه لقيامه بمهام تجسسية.

وقال الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف ان القوات المسلحة الاوكرانية “في حالة استنفار شامل” للقتال في حال حصول غزو من قبل القوات الروسية المحتشدة عند الحدود.
             
وردت موسكو بدعوة كييف الى “ان توقف فورا استخدام هذه اللهجة العدائية التي ترمي الى ترهيب شعبها”.
             
وفي خطوة من شانها زيادة التوتر، اعلنت الخارجية الاوكرانية انه تم الاربعاء “توقيف” الملحق العسكري الروسي في كييف و”اعتبر شخصا غير مرغوب فيه”.
             
واكدت الخارجية ان على الدبلوماسي الروسي “مغادرة اوكرانيا في اقرب وقت (…) في ضوء سلوك لا ينسجم مع صفته”.
             
من جهة اخرى اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مساء الاربعاء اثناء محادثة هاتفية على ان حل الازمة الاوكرانية “لا يمكن بلوغه الا بوسائل سلمية”، وفقا لبيان اصدره الكرملين.
             
وفي كييف قال الرئيس الانتقالي خلال لقاء مع حكام المناطق “هدفنا الاول هو منع اتساع رقعة الارهاب الى دونيتسك ولوغانسك ومناطق اخرى”.
             
واوضح “هناك محاولات لزعزعة استقرار الوضع في خاركيف (شرق) واوديسا (جنوب) ودنيبروبيتروفسك (شرق) وزابوريجيا (جنوب شرق) وخرسون وميكولاييف (جنوب)”.
             
وهذه البلدات الثماني مجتمعة تشكل هلالا واسعا قريبا من القرم ومنطقة ترانسدينستريا (منطقة انفصالية في مولدافيا) والتي تسيطر عليها روسيا عمليا.
             
وواصل الانفصاليون الموالون لروسيا في الايام الاخيرة توسيع سيطرتهم على مجموعة من المدن في شرق اوكرانيا. وهم يسيطرون على مواقع استراتيجية في اكثر من 12 مدينة.
             
وبات هذا الامر ينطبق على غورليفكا منذ صباح الاربعاء. وذكرت وسائل اعلام اوكرانية ان عشرات من الناشطين الموالين لموسكو احتلوا ايضا بلدية التشيفسك القريبة من لوغانسك.
             
وكان المتمردون استولوا الثلاثاء على غالبية المباني الرسمية في لوغانسك التي يقطنها نصف مليون نسمة.
             
وافاد مراسل فرانس برس ان المتمردين المدعومين بنحو ثلاثين عنصرا يحملون بنادق كلاشنيكوف وقاذفات صواريخ ارغموا قائد الشرطة في لوغانسك على الاستقالة بعد ان حاصروا المبنى مساء الثلاثاء.
             
والاربعاء، اكدت رئيسة الوزراء الاوكرانية السابقة والمرشحة للانتخابات الرئاسية المقررة في 25 ايار/مايو يوليا تيموشنكو ان “اوكرانيا تتعرض لهجوم. لقد بدات روسيا حربا غير معلنة على بلادنا في الشرق”.
             
من جهته، قال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الاربعاء “ليس لدي ادنى شك في ان هدف بوتين هو السيطرة الكاملة على اوكرانيا”.
             
ولا يزال مصير مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا الذين يحتجزهم متمردون موالون لروسيا منذ الجمعة في سلافيانسك معقل المتمردين في شرق اوكرانيا، مجهولا.
             
واعلن القيادي الانفصالي في سلافيانسك فياتشيسلاف بونوماريف الاربعاء ان “الحوار بناء وهناك فهم متبادل”، واعدا ب”ارسال (المراقبين) الى بلدانهم في اول فرصة”.
             
لكنه اوضح ان المفاوضات مستمرة “لاسباب تقنية”.
             
وفي دونيتسك قال متحدث باسم منظمة الامن والتعاون “انهم بخير” من دون ان يدلي بمعلومات عن تطور المفاوضات. وسمح لسويدي هو واحد من المراقبين الثمانية المحتجزين بان يغادر الاحد لدواع صحية.
             
واعرب الرئيس بوتين مساء الثلاثاء عن “امله” بالافراج قريبا عن المراقبين المحتجزين، وهم سبعة اجانب واربعة اوكرانيين.
             
وفي موازاة ذلك يستمر الروس والغربيون في تبادل الاتهامات بشأن تفاقم الازمة في اوكرانيا.
             
وقال بوتين الثلاثاء “اذا استمر ذلك، سنضطر بالطبع الى التفكير بكيفية عمل (الشركات الاجنبية) في روسيا الاتحادية بما في ذلك في قطاعات رئيسية في الاقتصاد الروسي مثل الطاقة”.
             
ووجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الرسالة نفسها الاربعاء، وقال في مؤتمر صحافي في سانتياغو “لن نتسرع للقيام بامور غبية، نريد ان نمنح شركاءنا فرصة التحلي بالهدوء. ولكن اذا استمرت هذه الخطوات فسنبحث الوضع”.
             
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اعتبر الثلاثاء ان روسيا تسعى “لتغيير المشهد الامني في اوروبا الشرقية”، وطلب منها ان “تترك اوكرانيا وشأنها”.
             
واتهم بوتين واشنطن بالوقوف وراء احداث اوكرانيا مؤكدا انه “ليس هناك اي مدربين روس ولا وحدات خاصة ولا قوات” روسية في البلاد.
             
والثلاثاء دانت موسكو بشدة العقوبات الجديدة المفروضة من مجموعة السبع، متحدثة عن عودة الى حقبة “الستار الحديدي”.
             
وافاد مسؤول في صندوق النقد الدولي الاربعاء ان الصندوق يعتبر ان روسيا دخلت في مرحلة انكماش بسبب تراجع الاستثمارات على خلفية العقوبات الغربية.
             
ووافق صندوق النقد الاربعاء على خطة مساعدة لاوكرانيا المهددة بالافلاس بقيمة 17 مليار دولار وعلى مدى عامين.
             
ومن شان تبني هذه الخطة ان يتيح الصرف الفوري لقرض بقيمة 3,2 مليارات دولار ما يسمح لكييف بتسديد فاتورة غاز لروسيا تقدر بمليارات الدولارات.